
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وتنهـب مـاله السـؤال حـتى
كـــأنهم غـــزاة للاعــادي
كسـا لبنـان ثوبـا من سرور
نضـا عنـه بـه ثـوب الحداد
وابـدله مـن الايجـاس امنـا
ومـن ارق الفجيعـة بالرقاد
ورد اسـى الأرامـل واليتامى
عــزاء بـالطريف عـن التلاد
فكلهــم لــه طوعــا ملــبّ
لمـا قد نال منه من المفاد
وكلهـــم لـــه داع شــكور
يقـول رضـاه ذخرى او عتادى
فعادوا نادمين على التفاني
وهادوا جانحين الى التفادي
فلـم تـك فينـة حـتى تآخوا
علـى اسـس التعاهد والوداد
وكـم مـن محنـة عـادت صلاحا
وشـر آل خيـرا فـي المعـاد
فلــولاه لظــل الشـر يربـو
ولـج القـوم في لجج العناد
فطـارت هـامهم فـي كـل جـو
وسـال نجيعهـم فـي كـل واد
فوافــاهم علـى قـدر بجيـش
وآخـر مـن عزائمـه الشـداد
فهــذا للتثبــت والتلافــي
وذلــك للتلاقــي والطــراد
وقــام لهـم مقـام اب مـرب
تســاوى عنـده نسـب الـولاد
فسـوى كـل امـر ذي اعوجـاج
واصــلح كـل شـان ذي فسـاد
وداوى مـن جنون الحرب قوما
وقومـا من ضغائن في الفواد
وارضــى كــل مشــكو وشـاك
واقنــى كــل مجــدو وجـاد
كـذا فليـرض رب النـاس مرض
وينفـذ حكـم سـلطان العباد
ويعمـل سـيفه فـي نعـش حـق
ومصـرع باطـل تحـت الجيـاد
لنعم من ارتضاه اليوم ردءا
اميـر المـؤمنين على البلاد
وقلـده النيابـة عنـه فيما
لـه فيـه الفخار الدهر باد
فامجـدت الملـوك لـه فعالا
واخلاقــا تجـل عـن المجـاد
وان يـك طالما حمدوا رشيدا
فهلا يحمــدون ابـا الرشـاد
اذا نفـد المديـح على كريم
فمـدحي فيـه ليـس بذي نفاد
وان يكسـد بسـوق الفخر شعر
فشـعري فيـه ليـس بذي كساد
وان يك من يزيف النظم نقدا
فهـذا الضـرب جل عن انتقاد
ولـو انـي اعمـر الـف عـام
لكـان ثنـاؤه ابـدا حمـادى
فقـد انجـى الوفـا من نفوس
احـاط بهـا البلاء بكـل ناد
ولـي مـن بينهـم اهلون عزل
واخـدان قلـوا حـزب الفساد
ادام اللــه نعمتــه عليـه
ومنتــه الـى يـوم التنـاد
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.