
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد سـافرت فـي الأرض هذي الجوائب
وجــابت بلادا لـم تجبهـا الركـائب
وحيـت جميـع النـاس بالبشر واحتفت
بهـــم فتلقاهـــا حســود وعــائب
وشـانوا لبعـد الغـور منها نظامها
وليــس لبعــد مـا تشـان الكـواكب
وقــد كشـفت عـن كـل معنـى نقـابه
فلـم تلـف مـن عن معدن الحسن ناقب
ولــو ابصـر الـرآى مبـادئ قصـدها
لبــانت لـه فيمـا يـروى العـواقب
يريـدون منهـا الهـزل والجدد أبها
واصــعب شــيء ان تحــول النقـائب
ولــم يرضـهم منهـا رزانـة طبعهـا
علــى خفــة فــي جرمهــا ومنـاقب
فمــا منهـم الا لهـم اليـوم ناصـب
عــــداوة ذي حقـــد ولاح مشـــاغب
عجبـــت لنـــور اطفــأته مشــارق
علــى أنــه قـد ازهرتـه المغـارب
ايعــرض عنهـا العـرب وهـي تـؤمهم
وفيهــا فريـق العجـم اجمـع راغـب
وقـد كنـت ارجو ان في الشرق نورها
لمــن شــاقه علـم العـوالم ثـاقب
وان يعجــب النقــاد منهـا رغـائب
نفــائس فــي كــل الفنـون غـرائب
وانـي مـتى افـرغ لها الجهد تمتلئ
لـــدى عيـــاب حقبـــة وحقـــائب
فــآلت منــاي اليــوم آلا لطــامع
وعــز علــى الظمـآن منهـا مشـارب
وصـارت حروفـي فـوق سـؤلي براقعـا
ومـن بعضـها فـي جلـب لـومي عقارب
فمـا كـان لـي فـي السعي الا متارب
وكــم راتـب تسـعى اليـه المراتـب
ورب امــرء انضــى الركـاب لمطلـب
فــآل الـى شـر الحفـا وهـو خـائب
كــذا هـي ايـامي كمـا قـال قـائل
عجــائب حــتى ليــس فيهـا عجـائب
لقـد شـئت امـرا فيـه بـرزت شائيا
فعيــب لـدى شـائي المعيـب يـؤارب
وليــس عجيبــا ان تعــاب مشــيئة
ولكــن عجيــب ان تشــاء المعـايب
رضــيت بــاني اســهر الليـل كلـه
ومــالي انيــس فيــه الا الغيـاهب
علـى ان يقول الناس اذ تسفر الضحى
لنعـم بشـير الخيـر فينـا الجوائب
الا ان بعـض القـول يشـفى من الجوى
ومــن بعضــه تــذكو حـروب حـوارب
وليــس بلاحــي الــذي هــو حاضــر
ولكـــن لاحــى الــذي هــو غــائب
ولــو اننــي خــاطبته دون ســاعة
لاســكته دهــرا ولــي منــه تـائب
اذا كـان رب الـبيت ادرى بمـا بـه
فــاني ادرى بالــذي انــا كــاتب
ومن فاته التعريب لم يدر ما العنا
ولـم يصـل نـار الحـرب الا المحارب
ارى الـف معنـى مـا لـه مـن مجانس
لـدينا والفـا مـا لـه مـا يناسـب
والفــا مــن الالفــاظ دون مـرادف
وفصـلا مكـان الوصـل والوصـل واجـب
واســلوب ايجـاز اذ الحـال تقتضـي
اســاليب اطنــاب لتـوعي المطـالب
وعكـس الـذي قـد مـر أكـثر فـاتئد
الا ايهـــاذا اللائمــي والمعــاتب
فيــا ليــت قـومي يعلمـون بـانني
علــى نكــد التعريــب جـدى ذاهـب
وانـــي مــع جهــد البلاء مثــابر
علـــى خدمــة يرضــونها ومــواظب
اذا لاراحــوني مــن العــذل ســبة
فــاوقن ان الفــوز ســعيي يصـاحب
والا فمــالي فــي الجــوائب بغيـة
ومــا انــا ممـن تطيبـه المتـاعب
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.