
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقـول وفـي فـوادي السر ينمو
ودمعــي منـه لا للحـزن سـاكب
إذا صــبر المصــاب علـى بلاء
غـدت بلـواه اجرا في العواقب
علـى أن لـم يكن ما بين يأسي
وآمــالي ســوى ميقـات قـارب
فـولى ذو الشـماتة عـن يميني
وعـن يسراي ذو الحسد المراقب
وعـدت إلـى الجـوائب عود صاد
إلـى الماء الزلال من السباسب
فقلــت لنفسـي ابتهجـي بـداب
وجــد ليـس غيـر الجـد صـاحب
فقـالت بـل سـروري فـي ثنـاي
على الصدر المعظم ذي المواهب
فـؤاد الدولـة العليا المفدى
يــد للملـك يمنـى والمراتـب
فلــولاه لجــاب اليـأس بينـي
وبيـن جـوائبي مـن كـل جـانب
ولــولاه لمــا ســاوت يــراع
تـدر بهـا البلاغـة عـود حاطب
هـو الآسـى الـذي مـا كان داء
ليعضـله مـن الخطـط النـوائب
فاشــكره علـى ان قـد شـفاني
بشـا فـي فضـله مـا ذرّ ثـاقب
وهـل محيـي سـواد الشام يعيي
باحيــاي بتســويد الجــوائب
لــو ان النــاس كلهـم نحـوه
لمـا الفيـت منهـم قـط خـائب
وبيــن البشـر والاينـاس منـه
بشــائر عنـدها تقـع المـآرب
وبيــن الاحمـدين وبيـن صـبحي
كمــال تزهـوا عـن ذام عـائب
درارئ دولــة ســمكت مبــاني
مفاخرهـا علـى اسـنى المناقب
ســرت ذكـرى محامـدها وطـارت
الـى افـق المشـارق والمغارب
يصـــيب نوالهــا دان وقــاص
وتحمــدها الاباعــد والاجـانب
ولمــا جـددت منهـا العطايـا
دوارس ذي الرغـائب والغـرائب
دعــوت لهــا وذاك علـى فـرض
وارخــت انقضـى درس الجـوائب
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.