
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تركـتُ بشـطِّ النيـلِ لـي سكناً فردا
حبسـتُ عليـه الـدمعَ أن يطأ الخدا
غـزالٌ طـواه المـوتُ مـن بعد هجرةٍ
أطعنـا فلا كنـا بهـا الأسدَ الوردا
فســقياً لمهجــورِ الفِنـاءِ كـأنني
أعـدّ لـه ذنبـاً وأطـوي لـه حقـدا
أسـميه مـن فـرطِ الصـبابةِ مضـجعاً
ولـو طـاوعت نفسـي لسـميته لحـدا
وآخــر عهــدي مــن حبيــبيَ أنـه
مضـى يحسـبُ الإعـراضَ عن هجره قصدا
وزودنــي يــومَ الحمــامِ صــحيفةً
وثنــي شــعارٍ لا جديـداً ولا جـردا
أُداوي بــه تخفــاقَ قلـبي كـأنني
أضـمُّ إليـه صـاحبَ البردِ لا البردا
وقـد كنـتُ بالتقبيـل أمحـو رقاعَهُ
فصـرتُ بمـاءِ الـدمع أغسـلها وجدا
عـدمتُ فـؤادي كـم أرجّـي انصـداعه
ويبقـى علـى غدرِ الزمان صفاً جلدا
بكيــتُ دفينـاً ليتـه كـان باكيـاً
علـيَّ فقاسـى دونـيَ الثكلَ والفقدا
مضـى والتقـى والنسـكُ حشـوُ ثيابهِ
ورحَّـلَ عنها الحسنَ والظرفَ والحمدا
حــرامٌ علـى أيـدي الحـرامِ ممنَّـعُ
وإن كـان أنـدى الحـبّ يشعله وقدا
فيـا ليـتَ شعري عنك والتربُ بيننا
وذاك وإن قربتـــه نـــازحٌ جــدا
منحـتَ الـرى تلـك المحاسنَ أم ترى
غُصـِبتَ عليهـا أم سـَمَحتَ بهـا عمدا
أَبَحـتَ الرضـابَ العـذبَ بعـد تمنـعٍ
وأبرزتَ ذاك الجيدَ والفاحمَ الجعدا
طـوت بعـدك الـدنيا رداءَ جمالهـا
فلا روضـها يُجلَـى ولا تُربَهـا يَنـدى
قال ابن خلكان في آخر ترجمته التي نشرناها في صفحة الديوان:ورأيت في بعض المجاميع أنه لم يكن مغربياً، وإنما أحد أجداده، وهو أبو الحسن علي بن محمد كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد، وكان يقال له: المغربي، فأطلق عليهم هذه النسبة، ولقد رأيت خلقاً كثيراً يقولون هذه المقالة، ثم بعد ذلك نظرت في كتابه الذي سماه "أدب الخواص" فوجدت في أوله "وقد قال المتنبي: وإخواننا المغاربة يسمونه المتنبه، فأحسنوا":أتـى الزمـان بنوه في شبيبته فسـرهم وأتينـاه علـى الهـرمفهذا يدل على أنه مغربي حقيقة لا كما قالوه، والله أعلم. ثم أعاد هذا القول بعينه لما ذكر النابغة الجعديقال: (ورأيت جماعة من أهل الأدب يقولون: إن أبا علي هارون بن عبد العزيز الأوارجي الذي مدحه المتنبي بقصيدته التي أولها:أمن ازديارك في الدجى الرقباء إذ حيـث كنـت من الظلام ضياءخاله، ثم إني كشفتُ عنه فوجدتُ المذكور خال أبيه، وأما هو فأمه بنت محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، ذكره في "أدب الخواص". وكانت وفاة الأوارجي المذكور في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثلثمائة).وفي خطط المقريزي سيرته وسيرة آبائه في مادة "بساتين الوزير"