
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جـف ورد الجميل في اللحد
بعـد إينـاعه علـى الخـدِّ
ونمـت بالحيا الغصون ولم
ينضـر الـدمع ذابـل القد
ليـس كـالموت فـارق أبداً
بيـن هـزل الحيـاة والجد
هـان لـو كـان يفتدى بطل
بـروح مـن دونه أو النقد
عـدل المـوت بيننـا فبـه
يتسـاوى المليـك بالعبـد
كــل هـذا الـورى وحقكـمُ
رهـن جـزر الزمـان والمد
إنمـا الكون كالرياض وما
فيـه مـن عـالمين كالورد
كلمــا أينعــت أزاهــره
قطفتهـا المنـون عـن عمد
ومــن الـورد مـا تصـوحه
عـاجلاً كالوليـد في المهد
ســترت عـن حجـاك حكمتـه
كاستتار الضرام في الزند
كــل شــيء بـه لـه سـبب
وربما الماء بالفتى يودي
والأمــاني كمــورد عــذب
كيفمــا كـان ورده يصـدي
بــل ويــارب وارد شــره
ذاق كأس الحمام في الورد
هـي دنيـاك أنـت تعشـقها
وهـي مجبولـة علـى الصـد
ليـس يجـدي بلـوغ غايتها
إنمـا الزهد والتقى يجدي
لـم يدم كوكب النحوس بها
لا ولا دام طــالع الســعد
ألفتهــا النفـوس مرغمـة
موطنــاً للشــقاء والقـد
هـي كـالآل إن صـفت لفـتى
أو بـروق ومضـن عـن بعـد
فــإن افـتر ثغـره عبسـت
ونفتــه لســاحة الوجــد
بجفــون يكــاد يفقــدها
بيـن ذرف الـدموع والسهد
تلــك أحوالهـا وظاهرهـا
مـا خلا أمـره مـن النقـد
لا تسـل عندها الصفاء فكم
ســؤلنا قــابلته بـالرد
هـو كـأس الحيـاة نجرعـه
مـزج الصـاب فيـه بالشهد
كـم جميـل تسـبيك وجنتـه
صـار في الرمس شمها يردي
كــم فــتى معجـب بصـحته
سـار قبـل العليـل للحـد
ســار طوعـاً لأمـر خـالقه
لا قضــاءً بـدائه المعـدي
وشـؤون الأنـام مـذ خلقوا
بيـن أخـذ القضـاء والرد
فـارفقي يـا خطوب واتئدي
رحمـة بـالورى أو اشـتدي
حسـبنا والمنـون تصـرعنا
أن هــذا الوجـود للفقـد
حمزة الملك طمبل.شاعر وناقد مجدد اشتهر بمقالاته عن الأدب السوداني، صدر له كتاب الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه وديوان الطبيعة في مجلد واحد.نشأ في مصر، وعين في السودان في السلك الحكومي بواسطة الإنجليز ولذلك انصبت دعوته على نبذ ما هو عربي وإسلامي بالتالي مصري وكانت هذه رغبة الإنجليز بالانفراد بحكم السودان دون مصر.كتب عنه العقاد منوهاً مشيداً، وكان قد التقاه طفلاً وكان ظريفاً مرحاً، وهو من أبناء أرقو في شمال السودان، وكان والد الشاعر حمزة ملكاً لمملكة أرقو كما يذكر نعوم شقير في كتابه تاريخ السودان، وهو من استقبل من تبقى من المماليك بعد مذبحة القلعة الشهيرة مستضيفاً لهم. وللشاعر حمزة الملك طمبل قصر من طابقين في الناحية الشمالية من مدينة أرقو مبني بطوب مصنوع من الطين، وعرض جداره ربما يكون أكثر من المتر، ويقع على شاطئ النيل مباشرة.فحمزة الملك طمبل رائد مهم من رواد التجديد في الأدب السوداني لا يستطيع باحث تجاوزه، لكنه في الجانب السياسي يفتقد ميزة التجديد تماماً، بل يضع نفسه موضع المؤاخذة حين يتورط في مدح الإنجليز والحركة الوطنية من حوله حبلى بثورة كبرى.