
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد رأيـت المحـال رأي عيان
ليـس فـي حاجـة الـى برهـانِ
رجــل كالرجــال جــاء بمـا
يعجـز عـن فعلـه بنو الانسان
يـأمر المـاء بالوقوف فينصا
ع وإن شـاء لـج فـي الجريان
وتــرى ســكرا بفيــه ولكـن
مثــل جمــر مســعّر بــدخان
ثـم يخلـي من المياه إناءين
اذا شــــاء بعـــد يمتلئان
يضـع الشـيء فـي يديك فتلقا
ه علـى الرغم منك في يد ثان
ويغطـــي الأنــاء وهــو خلاء
ثــم يأتيـك منـه بالثعبـان
ثـم يدني الغطاء منه ويأتيك
بــزوج مــن الحمـام يمـاني
ويمـــــزق عمامـــــة لغلام
ثـم يلقـي بهـا إلى النيران
ثــم يملــي إشـارة فنراهـا
رجعــت عمــة مــن الــدبلان
ثــم يفــري فتـاته فتراهـا
مالهــا بالحيـاة قـط يـدان
ثــم تلقــاه مـن مهـارته ر
دلهــا روحهـا بغيـر تـواني
ولكـم رص فـي الهـوا أعلامـا
زاهيــات الأشــكال والألـوان
كـم خشـينا عليـه حيـن تحدى
طاعنــاً كــل جســمه بسـنان
قــد عجبنـا لفعلـه ودهشـنا
فأشــرنا لــه بــألف بنـان
وهـو فـي فنه العجيب لقد فا
ز لإبـــداعه بـــألف رهــان
هــذر مـا نـراه أم هـو جـد
ومـن النـاس أم مـن الشيطان
زعمــوا أنـه الخـداع ولكـن
كيف في الشيء تخطىء العينان
وهـي ملكـي وكيـف يخـدع لبي
وشــعوري وفطنــتي وجنــاني
أيهـا الملحـدون هـذي أمـور
مـن صـنيع الجهـال والغلمان
عللوهـا فـإن قـدرتم فقولوا
أنــــه لا إلـــه للأكـــوان
حمزة الملك طمبل.شاعر وناقد مجدد اشتهر بمقالاته عن الأدب السوداني، صدر له كتاب الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه وديوان الطبيعة في مجلد واحد.نشأ في مصر، وعين في السودان في السلك الحكومي بواسطة الإنجليز ولذلك انصبت دعوته على نبذ ما هو عربي وإسلامي بالتالي مصري وكانت هذه رغبة الإنجليز بالانفراد بحكم السودان دون مصر.كتب عنه العقاد منوهاً مشيداً، وكان قد التقاه طفلاً وكان ظريفاً مرحاً، وهو من أبناء أرقو في شمال السودان، وكان والد الشاعر حمزة ملكاً لمملكة أرقو كما يذكر نعوم شقير في كتابه تاريخ السودان، وهو من استقبل من تبقى من المماليك بعد مذبحة القلعة الشهيرة مستضيفاً لهم. وللشاعر حمزة الملك طمبل قصر من طابقين في الناحية الشمالية من مدينة أرقو مبني بطوب مصنوع من الطين، وعرض جداره ربما يكون أكثر من المتر، ويقع على شاطئ النيل مباشرة.فحمزة الملك طمبل رائد مهم من رواد التجديد في الأدب السوداني لا يستطيع باحث تجاوزه، لكنه في الجانب السياسي يفتقد ميزة التجديد تماماً، بل يضع نفسه موضع المؤاخذة حين يتورط في مدح الإنجليز والحركة الوطنية من حوله حبلى بثورة كبرى.