
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نمـا علـى أرضـها الشجر
وقـد جـرى تحتهـا النهر
وشــيدت حولهــا بيــوت
بهــا إلـه الـورى ذكـر
وللتواريـــخ ذكريـــات
تحــف مــن حولهـا غـرر
فــأنت مســتعرض صـفوفا
تمـــر أطيافهــا زمــر
تـرى بهـا التين وهو غض
وفـــوقه حيـــة ذكـــر
جنينــة حــدها البصــر
كجنـة الخلـد فـي الكبر
وقارهــا يخلــب الحجـى
وحســنها يخلــب النظـر
يســحرك الصـبح إن سـفر
والليـل فيها اذا اعتكر
والمـاء والزهـر والشجر
والنجـم والشـمس والقمر
والنيــل مسترسـل شـحيح
كــأنه الكــوثر الخصـر
تــراه ينسـاب كالأفـاعي
بيــن الملفـات والجـزر
والطيـر في الأيك صادحات
تجيــد لحنــا بلا وتــر
والـورد فـي رقـة يحيـى
أهلا وســهلا بمــن حضــر
كأنمـــــا كــــل وردة
عصـارة النـاس لا الشـجر
كأنمــا شمســها عــروس
ترفـل فـي النـور للسرر
صــفت وكــادت بصــفوها
تهتك في الغيب ما استتر
وكــم لهــا مــن مـآثر
فـي النفـس محمودة الأثر
تـرى علـى القـرب فندقا
يمثـــل الأرض والبشـــر
كــــذلك الأرض فنــــدق
النــاس فيـه علـى سـفر
حـــدث لمســتعبر نظــر
عـن غـابر الملـك والأسر
وعـن ملـوك هنـاك كانوا
علــى الزرابـي والسـرر
جزيـرة الفيـل ثـم تبدو
كاليخت في النيل قد مخر
تحمــل فيهـا لمـن غـبر
عشـرين مـن أشـهر العصر
فتلـك مـوفي وذي كروفـي
وتلــك بئر لهــا خطــر
كــان هنـا بينهـم إلـه
يفجــر النيــل للبشــر
وكــان خينومهــا إلــه
بكـــل أبنـــائه أبــر
يـــأمر شــلاله فيزكــي
الـزرع والضـرع والثمـر
يـا واحـة مـن حياة جيل
بيـن صـحارى مـن العصـر
تحـف مـن حولهـا الجبال
كأنهـا الطـوق مـن حجـر
لــورد حصــن ردى لـردت
عـن ملـك أربابها الخطر
فيــك رجـاء وفيـك يـأس
يلمحـه الفكـر لا النظـر
وفيــك ذكــر لمـن ذكـر
وفيــك شــعر لمـن شـعر
فيــك حيـاة وفيـك مـوت
يرمقنـــا خلســة شــذر
فـالزهر والطيـر فيك حي
واللـه والنـاس والشـجر
والموت بين الطلول يبدو
والمجد تحت الثرى اندثر
سـلمت لـو تسـلم الجبال
مـن عصـفة الدهر والقدر
جنينـــة حســنها بهــر
ومثلهـا فـي الـدنى ندر
لا تبلـغ العين من مداها
مـا تبلـغ النفس والفكر
ســئمت مكـثي بهـا فهـل
أسـلم فـي الخلد من ضجر
حمزة الملك طمبل.شاعر وناقد مجدد اشتهر بمقالاته عن الأدب السوداني، صدر له كتاب الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه وديوان الطبيعة في مجلد واحد.نشأ في مصر، وعين في السودان في السلك الحكومي بواسطة الإنجليز ولذلك انصبت دعوته على نبذ ما هو عربي وإسلامي بالتالي مصري وكانت هذه رغبة الإنجليز بالانفراد بحكم السودان دون مصر.كتب عنه العقاد منوهاً مشيداً، وكان قد التقاه طفلاً وكان ظريفاً مرحاً، وهو من أبناء أرقو في شمال السودان، وكان والد الشاعر حمزة ملكاً لمملكة أرقو كما يذكر نعوم شقير في كتابه تاريخ السودان، وهو من استقبل من تبقى من المماليك بعد مذبحة القلعة الشهيرة مستضيفاً لهم. وللشاعر حمزة الملك طمبل قصر من طابقين في الناحية الشمالية من مدينة أرقو مبني بطوب مصنوع من الطين، وعرض جداره ربما يكون أكثر من المتر، ويقع على شاطئ النيل مباشرة.فحمزة الملك طمبل رائد مهم من رواد التجديد في الأدب السوداني لا يستطيع باحث تجاوزه، لكنه في الجانب السياسي يفتقد ميزة التجديد تماماً، بل يضع نفسه موضع المؤاخذة حين يتورط في مدح الإنجليز والحركة الوطنية من حوله حبلى بثورة كبرى.