
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـزّ التأسـّي وفـاض الدمع هتانا
والصـبر أدبـر والسلوان أعيانا
إن تبك يا طير إلفاً نازحاً ونوى
سـهم الفراق الذي أضناك أضنانا
رحمـاك ربـي مـا مـرج لنـا وطن
ومــا مرابعهـا ترتـاد كثبانـا
لكنمـا الـدهر ألقانـا بساحتها
رغمـاً علينـا فلا كـانت ولا كانا
هـذا هـو الدهر لا تصفو عواقبه
إن سـرّ حينـاً فقد يبكيك أحيانا
بـالله يـا نسـمات قد سرت سحراً
هـل تحمليـن من الملتاع أشجانا
إلـى الذين استعضنا بعد فرقتهم
مـر الصـبابة أشـواقاً وأحزانـا
وخبّريهــم بحـال قـد غـدوت بـه
مضـنًى وحيداً كئيب القلب ولهانا
أقضـي الليـالي وأنّاتي تسامرني
فلا عـــزاء ولا أهـــلٌ واخــوان
قـد كـان لـي أمـل أودى بنضرته
طـول الزمـان ومرّ السقم أحيانا
يـا نفس هذا قضاء الله فاصطبري
هـذي الحيـاة وما سالوك تبيانا
مـا لـي وللدهر كم أضنت نوائبه
قلـبي ومـن عجـب ألقـاه جـذلانا
هـذا أنا إن تكن يا دهر تجهلني
أرى المصــائب والأفـراح سـيانا
نفسـي ترى الخطب سهلاً من سجيتها
أهـوى وأهـون شـيء عنـدها كانا
لو كابد الصخر ما كابدت من كمدٍ
لــدك مـن ثقلـه رضـوى وثهلانـا
لو صادف الماء من همّي ومن هممي
شـيّاً لأشـعل وسـط المـاء نيرانا
مهمـا فعلت من التبريح يا زمني
أعلـى وأشـرف أن أرضـاك معوانا
يكفـي زمـاني بـأني فقتـه جلداً
وصــلته بجميـل الصـبر ألوانـا
إن الـذي عـارك الأيـام فـي ثقة
ذاك الفتى لا الذي أولته اذعانا
كنـز تركنـا وعيـن اللـه تحرسه
إن سـاعد الحـظ نلقـاه ويلقانا
كان العزاء لنا والصبر إن عبثت
حــوادث الــدهر عزّانـا وسـلانا
خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي.شاعر إماراتي، من سكان الشارقة، ولد في منطقة الحيرة من أعمال الشارقة، قتل أبوه وهو لم يكمل الخامسة، فكفله جده لأمه عبيد بن حمد الشامسي فأحسن كفالته، فتلقى تعليمه في أحد كتاتيب المدينة، ثم رحل قاصداً رأس الخيمة برفقة شيخه مشعان بن ناصر لمساعدته في التدريس، ثم عاد إلى مدينته ليتابع تحصيله العلمي عبر قراءة كل ما يقع بين يديه من كتب، فقد كان متقد الذكاء، حاضر البديهة، واسع الاطلاع، وكان يقرأ أحاديث الرسول عليه السلام للصبيان، وينشد الأشعار في مجالس الرجال فقد كان مغرماً بحفظ أشعار العرب ومطالعة أمهات كتب الأدب شعراً ونثراً، ونظم الشعر مبكراً، وعمل في التجارة مع جده، فسافر إلى الهند ومسقط وعدن، وكان يخرج للغوص خلال فصل الصيف، وفي إحدى رحلات الغوص وقع على ظهره فأصيب بمرض في عظام ظهره لازمه إلى أن مات به.