
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفيقـي أداة الظلـم والشر والعمى
فَشــَرُّكَ فــي الأحشــاء زاد تضـرّما
دعينـي يـا دنيـا فمـا فيـك مأرب
يخفـف لـي شـجوي ومـا فيـك مغنما
أنـا الناقم الزاري عليك وإن أكن
أعيــش فـإني سـوف ألقـاك مرغمـاً
شــقاؤك يــا دنيـا أرينـي كأسـه
لأشــربها حــتى الثمالــة مغرمـا
فأشــقى الشـقا ألاّ أسـاقاه دفعـة
بــذاك وإن تبــديه لــي متقسـماً
ومــا لــي والآمــال فيـك وإنهـا
خـداع سـراب ليـس يـروي من الظما
غـررت بهـا دهـراً وحـاولت نيلهـا
فلـــم أجــن إلاّ خيبــة وتنــدمّا
زمــان تقضــّى مــا أمــرَّ مقـامه
وأشــقى ليــاليه وأردا وأظلمــا
إذا ردّت الـــذكرى إلــيّ خيــاله
أراه أمـــامي كاشـــراً متجهمــاً
حقيقـة هـذا الكـون دومـاً مريـرة
تجرعَّهـــا قلــبي أســى وتألمــا
لقــد سـئمت نفسـي حيـاة تكـاثفت
ظلامــاً فلا أرضــاً تضــاء ولا سـما
تحملــت فيهـا الشـر حـتى عرفتـه
وأصـبح عنـدي الخيـر والشر توأما
ومـا أنا بالواهي الجبان ولا الذي
مــن الضــر والآلآم يشــكو تبرمـا
ولكـن قـد ازداد المزيـد وأوشـكت
عـرى الصـبر من بعد الثبات تحطما
ولاح منــــار للحقيقـــة واضـــح
تغطـت بـه الأوهـام وانكشـف العمى
لــم يبــق إلا الحـبُّ يـذكو أواره
بقلــب أبـى عنـه السـلوّ وأحجمـا
وما الحب إلا الكرب والجهد والضنى
شــقاء يــراه العاشــقون تنعمـا
وهـل لـي عنـه اليـوم صـبر وسلوة
وقـد خـالط الأحشـاء منـي والـدما
ولـو كـان لي فيه الخيار لما غدا
بـه الفكر مشغوفاً ولا القلب مغرما
وهل يا ترى ما يبتغي الحب من فتى
بـــراهُ فأمســـى هيكلاً متهـــدما
تحكــم فيــه السـقم حـتى أذابـه
وأعرقـــه إلاّ مشاشـــاً وأعظمـــا
ومـا زال صـرف الـدهر يوهي حياته
إلـى أن فنـت تلك الحياة سوى ذُما
فيـا حـب صـنو السـقم أنـت وإنني
خلعـت بقـائي فـي الوجـود إليكما
حاشــاة روح منكمــا قــد تعـذّبت
خــذاها فــإني لا أضــنّ عليكمــا
إلـى راحـة البـاري وغايـة سـيره
أحـــنّ ليشــفيني خلاصــي منكمــا
وأتـرك هـذا الكـون ينعـى خرابـه
فلســـت عليـــه آســفاً متنــدّما
ويـا مـوت فيـك الخير لو يعرفونه
وأنــت شــفاء للشــفاء ومرهمــا
مقامـــك محمــود وجهــدك راحــة
وكأسـك تـروي المرء من علة الظما
خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي.شاعر إماراتي، من سكان الشارقة، ولد في منطقة الحيرة من أعمال الشارقة، قتل أبوه وهو لم يكمل الخامسة، فكفله جده لأمه عبيد بن حمد الشامسي فأحسن كفالته، فتلقى تعليمه في أحد كتاتيب المدينة، ثم رحل قاصداً رأس الخيمة برفقة شيخه مشعان بن ناصر لمساعدته في التدريس، ثم عاد إلى مدينته ليتابع تحصيله العلمي عبر قراءة كل ما يقع بين يديه من كتب، فقد كان متقد الذكاء، حاضر البديهة، واسع الاطلاع، وكان يقرأ أحاديث الرسول عليه السلام للصبيان، وينشد الأشعار في مجالس الرجال فقد كان مغرماً بحفظ أشعار العرب ومطالعة أمهات كتب الأدب شعراً ونثراً، ونظم الشعر مبكراً، وعمل في التجارة مع جده، فسافر إلى الهند ومسقط وعدن، وكان يخرج للغوص خلال فصل الصيف، وفي إحدى رحلات الغوص وقع على ظهره فأصيب بمرض في عظام ظهره لازمه إلى أن مات به.