
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَتّــامَ أَقْطَــعُ لَيْـلَ التِّـمِّ بـالأرَقِ
مُسـْتَنْهَضَ الفكـر بيـن الأمنِ والفَرَقِ
أَبْغِـي الفَخـارَ وأخشـى أنْ يُعَنِّفَنـي
مَـن ليـس يعلـم ما عندي من القلقِ
وســائلُ الفضــلِ لا تُكْـدي وسـائِلُهُ
إذا تلَطَّـــفَ للإشـــكالِ بـــالملَقِ
بحـرٌ مـن العلـم أسـتهدي جـواهِرَهُ
وكـم شـفى حالَ من أَشْفَى على الغرق
لــــه فـــوائدٌ نَجْنِيهـــنّ أفئدةٌ
لــدى حــدائق نَجْنِيهــنَّ بالحــدقِ
إنْ لـم تكـن تُـورق الأقلامُ فـي يده
فإنهـا تُسـرِعُ الإثمـارَ فـي الـورَقِ
يَبـوغُ ذو الفضـل تَثْقِيفاً فإنْ تُلِيَتْ
آيـاته ظـلّ كـاليَرْبوعِ فـي النَّفـقِ
وإن تســـَوَّق بالألفـــاظ ألحقـــهُ
حُكْم الملوك ذَوي البُقْيا على السُّوَقِ
كـم طـاش سـَهْمُ مُراميـه وبـات لـه
طَيْـشُ الفَراشـة طـارَتْ لَيْلَـة السَّذَقِ
وكـــم مُــدِلٍّ بحُضــْرٍ رامَ غــايَتَه
فـراح يَرْسـِفُ كالمَقصـور فـي الطَّلَقِ
مثــلُ الذُّبالـة إذ غُـرَّتْ بمادحهـا
فاستشــرقت لتُبــاري غُـرّةَ الفَلَـق
صــَدرٌ تقَيَّــلَ فــي أفعـالِه سـَلَفَاً
مَـن رامَ شـَرْكَهمُ فـي ذاك لـم يُطِـقِ
مَكــارمٌ ســنَّها عبـدُ الكريـم لـهُ
وَمَــنْ يَمِـقْ غيرَهـا مـن سـُنّةٍ يَمُـقِ
مــن الأُلــى بَهَـرَتْ أنـوارُ مجـدِهمُ
لَحْـظَ العُيـونِ فغالَ الشمسَ في الأُفقِ
مـا اسـْتنَّ أَوّلُهـم فـي شـَأْوِه طَلَقَاً
فعَــنَّ آخرُهــم فــي ذلــك الطلَـقِ
لكــلِّ نَــوْءِ عُلاً منهــم رَقيـبُ عُلاً
كمــا تَتــابَعتِ الأنـواءُ فـي نَسـَقِ
تَجْلُــو مــآثرَهم آثــارُهم فمــتى
ألـمَّ خَطْـبٌ ذَكَرْنـا الصـَّفْوَ بـالرَّنَق
عِـــزٌّ تِلادٌ وفخـــرٌ غيـــرُ مُطَّــرَفٍ
وبُعْــدُ صــِيتٍ وذكــرٌ غيـر مُخْتَلَـق
وَهَيْبــةٌ مـا تهَـدَّدْتُ الزمـانَ بهـا
فـي خَشـْيَتي الرَّيْـبَ إلاّ خَـرَّ كالصَّعِق
منــاقبٌ لســديدِ الدولـةِ اجتمعـتْ
يَـزْدَانُ بـالفَرْق منهـا سائرُ الفِرَق
آثــرْتُ عنــد قُصــوري عـن بلاغتـه
خِطــابَه فَخَطَبْــتُ العَصــْب بـالخَلَق
ولــو ســرقْتُ خليعــاً مـن ملابِسـه
لاخْتَلْـتُ فـي حُلَّـةٍ أَبْهَـى مـن السَّرَق
أشـكو إليـه بَنـي عَصـْرٍ شـَرِقْتُ بهم
وهـل تُطـاوعني الشـَّكوى مـع الشَّرَق
فَرَرْتُهــم وتــوَخَّيْتُ الفِــرار وَهَـلْ
يُرْجــى الإبــاق لعـانٍ شـُدَّ بـالأَبَقِ
حُمْـرُ العيـونِ علـى أهل النُّهى حُمُرٌ
خَفِيـتُ فيهـم خَفاء النَّجم في الشَّفَق
فغُرْبَـتي غُرْبـةُ البَيضـاء فـي حَلَـكٍ
وَوَحْشـَتي وَحْشـَةُ السـَّوداء فـي يَقَـق
شــَأَوْتُهمْ وثَنــاهمْ ظُلَّعــاً أمــدي
فالسـَّبْقُ لـي وهـمُ يَحْظَـوْنَ بالسـَّبَق
وشـامخٍ فـي الـورى بـالتِّيه مُسْتَفِلٍ
كــأنّه بانحطــاطٍ فــاتَهُمْ وَرَقــي
ولــو أفــاق مـن الأهـواءِ فـاقَهمُ
فــإنه مـن يُفِـقْ مـن سـُكْرِها يَفُـق
ولِلعُلــى مُرتقـىً دَحْـضٌ وكـم زَلَقَـتْ
عنــه الأُيـومُ فمـن للأَبْلَـق الزَّلَـق
زافَـتْ لَـدَيْه نقـودُ الفضلِ وانْمحَقتْ
سـوقُ الرَّشـاد وجـازَتْ صـَفْقَةُ الحَمَق
وغـــرَّه عِـــزُّه والــدِّرْعُ ســاخرةٌ
فـي ضـِحْكها من بُكاءِ الكَلْم بالعَلَق
وفــي الوِفــاض نِبـالٌ حَشـْرَةٌ عَجَـبٌ
تَنْفَـلّ بيـن حَرابـي الزَّغْـف والحَلَق
يُســـَرُّ أن رَمَقَتْــهُ غُلْــبُ صــاغيةٍ
تَـذُبّ عنـه ومـوتُ الشـاة في الرَّهَق
والهـمّ فـي حَكَمـاتِ الضَّعفِ وهو على
جِمـاحه الطِّفْلُ فعلَ المهر في الوَهَق
يَطْغَـى ولـو رَمَـقَ الإغبـابَ كـان له
فـي أوّل البطـش ذِكـرى آخِـر الرَّمَق
لـولا الرّجـاءُ ولولا الخوف ما شُغِلَتْ
أَيْـدِي الكمـاة بحَملِ البِيض والدَّرَق
مِـن مَعْشـَرٍ صـُنْتُ عِرْضـي عنهـمُ كَرَمَاً
إنّ الكريــم لَيَحْمــي عِرضـَه ويَقـي
وكــم تـراءَتْ لـيَ الأطمـاعُ كافِلَـةً
بمــا أُحـبّ فمـا ذَلَّـتْ لهـا عُنُقـي
لا يَعْطِـفُ الحِـرصُ أَعْطَـافي إليه ولا
عَيْنِــي مُؤَرَّقَــةٌ بــالعَينِ والـوَرِقِ
نزاهــةٌ يَفْخَــر الصــادي بعِزَّتِهـا
علـى أخل الرِّيِّ والطاوي على السَّنِقِ
وكلمـا قُلـتُ يُفْضـي بـي إلـى حَـدَبٍ
علـى بنـي الفضل أفضى بي إلى حَنَق
كـم مـن دَثـائث شـَحَّتْ عـن نوىً دَمِثٍ
زاكٍ ومــن بُــوَقٍ ســَحَّتْ علـى بُـوَقِ
هـذا ولـي فـي عُبـوسِ المَحْل بَيْنَهمُ
تبَسـُّمُ الـرَّوْض غِـبَّ الوابِـل الغَـدَق
وطــال مـا زاد إظْلامـاً فـزادَ بـه
قَـدْرِي وُضوحاً كذاك البَدرُ في الغَسَق
يَطيـبُ فـي الخَطْب نَشْرُ الحُرّ فهو به
كـالوَرْد في الهَمّ لمّا انْهمَّ بالعَرَق
وفـــي محمّــدٍ المَيمــونِ طــائرُهُ
شـِفاءُ مـا رابني في الخَلْقِ من خُلُق
مُؤيِّــد الــدين مَـن نـاجَتْهُ هِمَّتُـهُ
كـانت إلـى مُبْتغـاه أَقْصـَدَ الطُّـرُق
ثِـقْ منه بالشَّيْم بالسُّقْيا وإنْ وَعَدَتْ
غُــرُّ السـَّحاب بهـا يومـاً فلا تَثِـقِ
يحيى بن سلامة بن الحسين، أبو الفضل، معين الدين، الخطيب الحصكفي الطنزي. شاعر من شعراء الخريدة بالغ العماد في الثناء عليه قال: كان علامة الزمان في علمه ومعري العصر في نثره ونظمه، له الترصيع البديع والتجنيس النفيس، والتطبيق والتحقيق، واللفظ الجزل الرقيق، والمعنى السهل العميق، والتقسيم المستقيم، والفضل السائر المقيم. (إلى أن قال): وكنت أحب لقاءه، وأحدث نفسي عند وصولي إلى الموصل به، وأنا شغف بالاستفادة، كلف بمجالسة الفضلاء للاستزادة، فعاق دون لقائه بعد الشقة، وضعفي عن تحمل المشقة (ثم أورد منتخبا من شعره)قال ابن خلكان: ولد بطنزة (في ديار بكر) ونشأ بحصن كيفا، وتأدب على الخطيب أبي زكريا التبريزي في بغداد، وتفقه على مذهب الشافعي، وسكن ميافارقين فتولى الخطابة وصار إليه أمر الفتوى وتوفي فيها.)انظر في ديوانه كلام السمعاني في ترجمته في القصيدة التي مطلعهاوخليــــع بــــت أعـــذله ويــرى عــذلي مــن العبــثوالدالية التي مطلعها:أقـوت مغـانيهم فأقوى الجلد ...وهو من شعراء الحافظ السلفي في كتابه "معجم السفر" انظر فيه الفقرة 1180