
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علـى منـزل كـان الحـبيب بـه قُلِ
قفـا نبـك مـن ذكـرى حـبيبٍ ومنزلِ
حلفــتُ يمينــاً والحــوادثُ جَمَّـةٌ
لَمَعهـدُ خيـرِ الخلـقِ أفضـلِ مرسـلِ
أحــبُّ إِلينَــا مـن ديـار عُنَيـزةٍ
بسـَقطِ اللِّـوى بيـن الدَّخُول فحومل
معاهـدُ خيـرِ الخلقِ لم يعفُ رَسمُها
لمــا نسـجتها مـن جنـوبٍ وشـمأل
فمـا زالـت الأقـوام لَمَّـا ذكرتها
يقولــون لا تهلِــك أســىً وتَجَمَّـل
سـفحتُ دمـوع العيـن لمـا ذكرتُـه
علـى النَّحـرِ حتَّـى بَلَّ دَمعِيَّ مِحمَلي
تـرى عِنـدَهُ الدُّنيَا جَمِيعاً بأَسرِها
وزُخرِفِهـــا كـــأنَّهُ حــبُّ فُلفُــلِ
وإن ذَاقَ مـن دُنيَـاهُ طَعمَـاً تَخَالُهُ
لَــدَى سـَمُراتِ الحـيِّ نـاقِف حَنظَـلِ
ومِـن ذَمِّـه الـدُّنيَا يقـولُ لأهلهـا
فهــل عنـد رَسـمٍ دارس مـن معـول
ومــال علـى الأخـرى لشـدة عـدله
بشــقٍّ وشــقٌّ عنــدنا لــم يُحـول
وأَبغــض أيــام الضــلال جميعَهـا
ولا ســيما يومــاً بــدارة جلجـل
وكـم قـال للـدنيا لتحقير أمرها
فســُلِّي ثيـابي مـن ثيابـك تَنسـُل
وقــال لهـا غيـر النـبي لحيفـه
فلا تبعــدينا مـن جنـاك المعلـل
وقـال لليـل الكفـر إِذ طال ليله
ألا أيهـا الليـل الطويل ألا أنجل
فمـا زال يـدعو كـل جَلـفٍ فـؤاده
كجلمـود صـخر حطـه السـيل من عل
يــزل عـن النهـج القـويم ضـلالة
كمــا زلــت الصـفواء بـالمتنزل
أيــا غاويـاً بعـد النـبي محمـدٍ
فمـا إِن أرى عنـك الغواية تنجلي
لـه مـن إِلـه العـرش قدما عناية
تكُـبُّ علـى الأذقـان دوح الكنهبـل
سـجاياه قبـل الخلـق لاحت بروقُها
كلَمِــع اليــدين فـي حَـبيٍّ مكلـل
من النور في الليل البهيم تخاله
منـــارةَ مُمســى راهــب متَبَتِّــل
وإِن قــام عـن قـوم تضـوع ريحُـه
نسـيمَ الصـبا جاءت بِرَيا القرنُفلِ
وإِن نظــر الأقـوام أحمـد نـاظرا
بنــاظرة مــن وحـش وِجـرَةَ مُطفـل
لــه لِمَّــةٌ علــت علـى كـل لِمَّـة
تُضـل المـدارى فـي مُثَنَّـى ومُرسـل
ولمتـــه موصـــولة إِن نظرتهــا
بِجيــد معــم فـي العشـيرة مخـول
فهــذي عــروبٌ للنــوال تعرَّضــَت
تعــرُّضَ أثنــاء الوشـاح المفصـَّل
فقـد سـاقها ذو الغي نحوك للهُدىَ
يقلـــب كفيـــه بخيـــط مُوصــَّلِ
ألا إِنمـا الشيطان والنفس والهوى
علــيّ حراصـاً لـو يُسـِرُّون مقتلـي
فلج بنا الشيطان في الغيِّ وانتحى
بنـا بطـن حِقـفٍ ذي ركـام عقنقـل
وإِن بنـتُ عن وصل الخرائد قال لي
ترائبهـــا مصــقولةٌ كالســَّجَنجلِ
ومـاء الهـوى يجـري يجـرُّ وراءنا
علــى أَثَرينَــا ذيـل مـرطٍ مُرجَّـل
ونَفســِيَ قـد نَضـَت لنـومٍ ثيابهـا
لــدى السـِّتر إِلا لبسـَة المتفضـل
فهــذي جميعــاً شـدَّ عنـي وَثاقهـا
بــأمراس كَتَّــان إِلـى صـُمِّ جنـدل
عليـك صـلاة اللـه مـا قـال قائل
قفـا نبـك مـن ذكـرى حبيب ومنزل
محمد الأمين بن الشيخ المعلوم البوصادي.شاعر من أهل شنقيط، من شعراء القرن الرابع عشر الهجري، أورد له صاحب كتاب الشعر والشعراء في موريتانيا أبياتاً من الشعر تدل على علو منزلته وتقدمه في نظم الشعر.