
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَمَّــت بنـا بيـن القلاص الشـوازب
سـُلَيمَى لِتـأتي بـالهموم العـوازب
فيــا عجبـاً منهـا وكيـف قُـدوُمُها
وكـانت فَتـوراً عـن بيـوت الحبائب
فقــالت لنــا وهنــاً كلامَ مُوَاصـلٍ
وعهـدي بهـا تُلغِـي جـوابَ المخاطب
أتتنــي بــأرضٍ لا يجــاوزُ هولَهـا
ســوى جَلعـدٍ ضـَخمٍ غليـظ المنـاكب
ودويـــةٍ جــرداءَ يَنــأمُ بُومُهــا
عَــدَدتُ لهــا سـَيرَ القلاص الصـلاهب
عـددتُ لهـا نوقـاً خفافـاً تخالهـا
لطــول السـرى مُطلنفئَاتِ الغـوارب
أمـا والـذي أعطـى كِـرامَ النَّجائِب
تَجُـوبُ الفيـافي قاطعـات السباسـب
تجـوب الفيـافي مهمَهـاً بعـد مهمةٍ
يــتيهُ بـه مـر الصـبا والجنـائب
لنعـم الفـتى يحيـى وحيـدُ زمـانه
فيحيـى بـه تحيـى علـوم المـذاهب
رفعُتـم عـن الجهَّـالِ غيهَـبَ جهلهـم
فلا زلتمــوا أهلاً لرفــع الغيـاهب
لقــد حُزتُـم فـي كـل أرض مراتبـاً
فلا زلتمــوا أهلاً لتلــك المراتـب
إذا ما السنون الشُّهبُ دهراً تَتَايَعَت
بجــدبٍ فـأنتم غيـثُ تلـك الأجـادب
إِذا غــبرات الجــوِّ دارت بقـومكم
وهَبَّـت ريـاحُ الصـيف مـن كـلِّ جانب
وأضـحوا يُريـدون انتجاعـاً لأرضـهم
يقـومُ لهـم يحيـى مقـام السـحائب
يمـــدُّ لــه كُــلٌّ يــديه كأنهــا
يــدا مُـذنبٍ يسـتغفر اللـه تـائب
جـوادٌ ومنـه الجـود يُصـبحُ واكفـاً
وتَحـدوهُ أنفـاسُ الريـاح اللـواغب
فمـا الغيـثُ يهمـي كـل يـوم بَبلدةٍ
ولا أســـدٌ أبــدى عُبُوســَةَ حــاجب
بــأمنعَ منكــم جــار بيــت ملازمٍ
أطـافته إِحـدى المفظعـات الكوارب
وجــدت ليـالي الـدين كُلاًّ حنادسـاً
ولا واجــب يَمتَـازُ مـن غيـر واجـب
فصــيرتها صـبحاً بُعيـدَ اسـودادها
ولــولاكم مــا خاضــها أيُّ راهــب
فلا أحـــد يرجــى لخطــب ســواكمُ
لأمــــنٍ ولا ديـــنٍ ولا للنـــوائب
فكيــف يُحَــاكى للغزالــة ضـؤها ؟
وأنِّـى يحـاكي البـدرَ ضوءُ الكواكب
فمـا فـاتكم جمـعُ العلـوم بأسرها
ومـا فـاتكم بـذلُ المخاض الضوارب
ولا للنــدى يرجــى حليــفٌ سـواكم
بشــرقٍ بــدا كَلاَّ ولا فـي المغـارب
فلا زلــت منجــىً للغريــب وملجئا
ولا زلـتَ تسـمو فـوق كـل الأرقـارب
فمـا ذا أيـا يحيـى بقـدر مديحكم
ولا كنَّمـــا هــذي عجالــةُ راكــب
محمد الأمين بن الشيخ المعلوم البوصادي.شاعر من أهل شنقيط، من شعراء القرن الرابع عشر الهجري، أورد له صاحب كتاب الشعر والشعراء في موريتانيا أبياتاً من الشعر تدل على علو منزلته وتقدمه في نظم الشعر.