
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــالت تعـال فقلـت لبيـكِ
هيهـات أعصـي أمـر عينيـك
أنـا يـا حبيبة طائر الأيك
لــم لا أغنـي فـي ذراعيـك
أفــديك مقبلـة علـى جـزع
بســطت إلـيَّ يميـن مرتجـف
وبهـا ارتعاشـة طـائر فزع
مـن قلبهـا تسري إلى كتفي
شـحبت كلون المغرب الباكي
وتــألقت كـالنجم عيناهـا
فتلفتــت كحــبيس أشــراك
وحكى اضطراب الموج نهداها
وأخـذت أدفـئ بردهـا بفمي
لـو تنفعـنَّ حـرارة القبـل
قلـتُ اهدئي لم ثورة الندم
كفَّـاك ترتجفـان يـا أملـي
وجــذبتها بـذراعها نمشـي
نمشـي ومـا ندري لنا غرضا
إلفـان قـد فـرا مـن العش
يتبــادلان ســعادة ورضــا
يـا لحظـة مـا كان أسعدها
وهنـاءة مـا كـان أعظمهـا
مـر الغريـب فباعـدت يدها
وخلا الطريـق فقربـت فمهـا
مــرت بنــا سـيارة ومضـت
فضـــاحة خطافــة النــور
كشـفت لعينينـا وقـد ومضت
ظليـن معتنقيـن فـي السور
ضـحكت لظلينـا وقـد عجبـت
ممــا يخـال فـؤاد مـذعور
وكـأن ضـحكتها وقـد طربـت
قطــرات مــاء فـوق بلـور
عوذتهــا مــن شـر أمسـية
تعيــا بهـا وتضـل أبصـار
وكــواكب ليســت بمجديــة
ظلـــم مكدســـة وأحجــار
عـثرت بهـا فرفعتهـا بيدي
جسـماً يكـاد يشف في الظلم
ويـرف مثـل الزهر وهو ندي
ويخـف مثـل عـرائس الحلـم
وكــأنني ممـا يسـوء خلـي
وحيـاتيَ انجـابت حوالكهـا
أرمـي الطريـق بناظري رجل
وأنـا لهـا طفـل أضـاحكها
ملكتهـا الـدنيا بما وسعت
وأنــا أهامسـها بأسـراري
وأســرها بحكايــة وقعــت
وروايـة مـن نسـج أفكـاري
وإذا الطريـق يسير منعطفا
وإذا ريـاح تضـرب السـدفا
وكـأن منهـا منـذرا هتفـا
بلـغ المسـير نهايـة فقِفا
يـا توأما من صدري انتزعا
يـا مـن دعا قلبي له فسعى
لـم أيها الداعي هواك دعا
والـدهر يـأبى أن نظل مَعا
انظـر ذراعـيَّ اللـذين هما
قـد طوقـاك مخافـة الـبين
أقســم بأنـك عـائد لهمـا
إنــي لممــدود الـذراعين
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.