
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نــداؤك يــا فـؤادُ كفـى نـداء
أمــا تنفــك تســقيني الشـقاء
أنــا ظمــآن لــم يلمـع سـراب
علــى الصــحراء إلا خلــتُ مـاءَ
وأنــت فــراش ليــل كــلّ نـور
تبعــت وكــلَّ بــرق قــد أضـاءَ
فـؤادي قـل لهـا لمـا افترقنـا
علــى شـجن ومـا نرجـو اللقـاء
حببتــكِ مـا شـدوت لـديك شـعرا
ولكنــي اعتصــرت لــكِ الـدماءِ
إذا أنـا فـي هـواك أضـعت روحي
فلســت أضــيع فيـك دمـي هبـاء
غرامــك كــان محــراب المصـلى
كــأني قــد بلغـتُ بـك السـماء
خلعـــت الآدميـــة فيــه عنــي
ولكــن مــا خلعــت بـه الإبـاء
فلـــم أركــع بســاحته ريــاء
ولا كالعبـــــد ذلاً وانحنــــاء
ولكنـــي حببتـــك حـــب حـــرٌ
يمــوت مــتى أراد وكيــف شـاء
وحـــبيب كـــان دنيــا أملــي
حبــه المحـراب والكعبـة بيتـه
مـن مشـى يومـاً علـى الـورد له
فطريقــي كــان شــوكا ومشـيته
مــن ســقى يومـاً بمـاء ظـامئاً
فأنــا مـن قـدح العمـر سـقيته
خفـــق القلـــب لــه مختلجــاً
خفقـة المصـباح إذ ينضـب زيتـه
قـــد ســـلاني فتنكـــرت لـــه
وطـــوى صــفحة حــبي فطــويته
أقبلـتُ للنيـل المبـارك شـاكياً
زمنــي وقـد كـثرت علـيَّ همـومي
ومســحت كفــي والجـبين بمـائه
علّــي أهــدئ ثــورة المحمــومِ
وجلســت أنــثر جعبــة معمـورة
بالـــذكرياتِ جديــدها وقــديم
لهفــي لحــب مــات غيـر مـدنس
وشــباب عمــر مــرَّ غيـر ذميـم
خـان الأحبـة والرفـاق ولـم أخن
عهــدي لهـم وصـفحتُ صـفح كريـم
أيخيفني العشب الضعيف أنا الذي
أســلمت للشــوك الممـض أديمـي
وإذا ونــى قلــبي يـدق مكـانه
شــممي وتخفــق كبريـاء همـومي
إنــي لأحمــل جعبــتي متحــديا
زمنــي بهــا وحواسـدي وخصـومي
أحنـي لعرش الله رأساً ما انحنى
بالــذل يومـاً فـي رحـاب عظيـم
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.