
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـن العيـونُ الفـاتراتُ ذبـولا
ومَــنِ الخيــالُ موسـِّداً محمـولا
يـا هـمّ قلـبي فـي صـبا أيـامه
وسـهاد عينـي في الليالي الأولى
عينـاي كـذّبتا وقلـبي لـم تـدع
دقــــاتُه شـــكاً ولا تـــأويلا
يـا أيها الملك العليل أفق تجد
مضــناك بيــن العـائدين عليلا
يـوم المـآب كـم انتظرتك باكياً
وبعثــتُ أحلامــي إليــك رسـولا
خـاطبت عنـك فمـا تركـت مخاطباً
وســألت حــتى لـم أدع مسـؤولا
وغرقـتُ في الأمل الجميل فلم أدع
متخيَّلاً عـــــذباً ولا مــــأمولا
وبكيـتُ مـن يأسـي عليك فلم أذر
عنــد المحـاجر مـدمعاً مبـذولا
وأســائل الزمــن الخفـيّ لعلـه
يشفي أواماً أواماً أو يبل غليلا
يـا أيهـا الزمـن الـذي أسراره
لا تسـتطيع لهـا العقـول وصـولا
بـالله قـل أوَ مـا وراءك لحظـة
جمعــــت خليلاً هـــاجراً وخليلاً
هـي لحظـةٌ وهـي الحياة ومن يعش
مـن بعـدها يجـد الحيـاة فضولا
مــرَّ الظلام وأنـت ملـء خـواطري
ودنـا الصـباح ولـم أزل مشغولا
وأتـى النهار على فتى أمسى بما
حمـل النهـار مـن الشؤون ملولا
وكـذا الحيـاةُ تملُّ إن هي أقفرت
ممــن يهــوّن عِبئهـا المحمـولا
كــد علــى كــدٍّ ولســت ببـالغ
إلا ضـــنى متتابعـــاً ونحــولا
صـدأ الحـوادث بـدّل الإشـراق في
فكــري وكـدّر خـاطري المصـقولا
وتتـابع الأنـواء فـي أفق الصّبا
لـم يُبـق لـي صـحواً أراه جميلا
ذهـب الصـبا الغالي وزالت دوحة
مــدت لنــا ظـل الوفـاء ظليلا
أيــام يخــذلني أمامـك منطقـي
فــإذا ســكتُّ فكــل شــيءٍ قيلا
ويثـور بـي حـبي فـإن لفـظٌ جرى
بفمــي تعــثر بالشـفاه خجـولا
يـا مَـن نزلـت بنبعه أرد الهوى
فــــأذاقنيه محطمــــاً ووبيلا
مـا راعنـي مـا ذقتـه وخشيت أن
ألقـاك بالـداء الـدفين جهـولا
فأشـدّ مـا عـانى الفـؤاد صبابةٌ
شــبّت وظــل دفينهــا مجهــولا
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.