
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اليـوم يومـك فـي الشـباب فنـاد
لا نـــوم بعــد ولا شــهيُّ رقــادِ
قــل للـذي يبغـي الصـلاح لقـومه
بنبيــل صــنع أو شــريف جهــادِ
بــالطب أو بالشـعر أو بكليهمـا
كـل الجهـود فـداء هـذا الـوادي
لا خيـر فـي قلـم إذا هـو لَم يكن
حــراً طهــوراً كالشـعاع الهـادي
لا خيـر فـي طـب إذا هـو لـم يزر
ظلــم الحيــاة كفرحــة الأعيـادِ
يـا أيهـا الـوطن الجريـح وجرحه
بصـــميم كـــل حشاشــة وفــؤادِ
صـبراً فنحن أساتك الرحماء في ال
بأســاء قــد جئنــا بكـل ضـمادِ
قـل للبنـاة المصلحين ألا اخلقوا
شــم الــذرى ورواســخ الأطــواد
جيلاً مـن النشـء القـوي إذا مشوا
رفعــوا الــرؤوس بعــزة وعنـادِ
لا خيـر فـي الأرواح تسـكن منـزلاً
متهـــدماً رثـــاً مــن الأجســادِ
لا خيـر فـي الأرواح تسـكن موطنـاً
متخــــــاذلاً لا يرتجـــــى لجلادِ
أبَكَـت عيـونكم الضـعيف يصـير في
نــاب القــوي فريســة اسـتعبادِ
فتـبينوا إذن الحقيقـة واعلمـوا
أن الطبيعــة هكــذا مــن عــادِ
الجــو ملـك النسـر يغشـاه علـى
مـــا يشــتهي والغــاب للآســادِ
مهلاً بنــي قــومي أتيــت مـذكراً
فـــي ســاحة مجموعــة الأشــهادِ
واخجلتـــا ممـــا نقـــدمه إذا
حــان الحسـاب وجـاء يـوم معـادِ
أيّ الصــحائف فــي غـد وحسـابكم
فـــي ذمــة الأبنــاء والأحفــادِ
أيّ البلاد هــو الســعيد وأهلــه
يتنابـــذون تنابـــذ الأضـــدادِ
كــل يعيــش لنفســه فــي أمــة
شـــقيت بطــول تفــرق الأفــرادِ
فخـذوا السبيل إلى الحياة تآلفاً
وتكاتفـــاً فـــي رغبـــةٍ وودادِ
خيـر الصـحائف مـا كتبـت سـطوره
بيــد الكفــاح الحــر لا بمـدادِ
صــونوا البلاد وأدركــوا فلاَّحكـم
كــاد الحمـى يغـدو بغيـر عمـادِ
حيـران مـن مـرضٍ إلـى بـؤس إلـى
كـــربٍ تمـــر بـــه بلا تعــدادِ
هـــذي ديــاركم وذلــك نيلكــم
هبــة الســماء ومنحــة الآبــادِ
هـــذي ديــاركم وهــذي شمســكم
طمــع الغريــب وحرقــة الحسـادِ
ومـن المصـائب فـي زمانك أن ترى
بلــداً كــثير مناهــل الــروادِ
والخيــر مــدرار عليــه وربــه
جوعــان محــروم الرعايــة صـادِ
والـزرع نضـر فـي الحقـول وأهله
يتهيــــأون لمنجـــل الحصـــادِ
هـــذا زمـــانكم وذا ميــدانكم
مــاذا بكــم مــن عــدة وعتـادِ
نبغي شداد القوم قد شحذوا القرى
فــي ليــل أحــداث نزلـن شـدادِ
ونريــد شـباناً بمصـر استعصـموا
ومضــوا يصـدون الغريـب العـادي
ونريــد أطفـالاً إذا مـا أُرضـعوا
فرضــــاعهم وطنيــــة بســـهادِ
الطفـل منهـم مثـل أمـي أو أبـي
شـــفتاه أول مـــا تقــول بلادي
يُغــذون فـي الأرحـام حـب بلادهـم
لتكـــون مصـــراً صــرخة الميلادِ
إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي.طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها، اشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية (صوفية) وعالج النظم زمناً، حتى جاء به شعراً وهو القائل من أبيات: فيم انتقامك من قلب عصفت به لم يبق من موضع فيه لمنتقموفي ديوانيه: (ليالي القاهرة- ط) و(وراء الغمام- ط) طائفة حسنة من شعره.له (رسالة الحياة- ط)، (عالم الأسرة- ط)، و(كيف تفهم الناس- ط) دراسات نفسية، و(ديوان الطائر الجريح- ط) من شعره، نشر بعد وفاته.عانى مرض ذات الرئة، قال صالح جودت: وبينما هو يدني أذنه من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي، وبهذا انتهت حياته.