
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حقّــاً تُقيـم لـك البلادُ عزاءهـا
وَعليــكَ تُكثِـرُ نوحهـا وبكاءهـا
فقـدتكَ نـدباً مـن ذؤابـة هاشـم
للنــاس كنـتَ عمادَهـا ورجاءهـا
ولأجلــك اِكتسـتِ الحـداد تأسـّفاً
إذ كنـت أنـتَ جمالهـا وبناءهـا
يـا كوكب الفيحاء مَن بِجبينهِ ال
وضــّاح زيّــن أرضــها وسـماءها
كـانت تُضـيءُ بـه البلاد وطالمـا
بــدراً تهلّــل وجهــه فأضـاءها
كيــف المنيّـة فاجأَتـك وأصـبحت
تلـك المحاسن في اللحود ثواءها
لـو أنّ نفسـك تُفتـدى كـانت لها
كـلُّ النفـوس أبا الحسين فداءها
يا عين أهل الفخرِ بعدك مجلس ال
أَعيـان قـد شـمِلَ الأسـى أعضاءها
هـذي العروبـة بعـد فَقدكَ دَمعُها
يجـري دمـاً فرجـت بـه أحشـاءها
تنعـي الزعيـم وأين مثل زعيمها
مَـن كـان عنهـم كاشـفاً ضـرّاءها
للّــه أنـت فكـم شـَرَعت مناهجـاً
للشــرعة الغـرّا وشـدتَ بناءهـا
وَسـَموت مُرتقيـاً بعزمـك ذروة ال
مَجــد المؤثّــل واطِئاً جَوزاءَهـا
تنميـكَ أكـرم أسـرةٍ قـد أرضـَعت
بِـالعلم مـن درّ الهـدى أبناءها
هُـم معشـرٌ نطـقَ الكتـاب بفضلهم
فسـَلِ الكتـاب ومنـه خُذ أَبناءها
ذي آيــة التطهيـر جـاءت فيهـمُ
تطــري عليهـم مـدحَها وثناءهـا
هُـم آلُ طـه الأكرمـون ومَـن علـى
أهــل العُلا رفَــعَ الإلـه علاءهـا
هُـم صـفوةُ البـاري وأكـرم سادةٍ
فَـرَضَ الإلـه علـى الأنـام وَلاءهـا
سـادَت جميـع العـالمين بِفَضـلها
واللّـه دون النـاس زاد حباءهـا
مَـن ذا نـراهُ بعـد والـد جعفـر
بــالعزِّ يرفـعُ للفخـار لواءهـا
وَمَـنِ الّـذي نرجو الورى من بعدهِ
نــدباً ويحمـلُ ناهضـاً أعباءهـا
ذا شـبلهُ المحبـوب جعفـرٌ الّـذي
ضـَرَبَت عليـه المكرُمـات خباءهـا
كفّـاه فـي يـوم النـدى للمُرتجي
تنهـلُّ غيثـاً حيـث صـار رواءهـا
ولـه منـاقب كـالكواكب قـد بدَت
لا يَســـتطيع مُحاســب إحصــاءها
مــا عـوّدت قبضـاً ولكـنّ الـورى
كــلٌّ يؤمّــل نيلهــا وعطاءهــا
يـا صـاح قُـم عـزّ المعزّ فتى له
نفـــسٌ تُلازم عزّهـــا وإباءهــا
هـو ذا سـليل محمّـد الحبر الّذي
أروى ببحــرِ علــومه أظماءهــا
والســادة الأمجـاد أسـرته لهـم
نفســي تُقــدِّم ودّهــا وصـفاءها
يـا أهل بيت العلمِ يا من فضلهم
بــادٍ وطبّــق نيلهــم أرجاءهـا
فيكـم لنـا السلوان بعد فقيدِكُم
فَخُـذوا عن الصبرِ الجميلِ عزاءها
يـا مَـن لهـم أنـوار قدسٍ أشرقت
لا تَسـتطيع أولـو الشقا إطفاءها
دُمتـم مـدى الأيّـام ذُخـراً للورى
وأطـال ربّـي فـي الوجود بقاءها
إن تعقـد الفيحـا لأجلـك مأتمـاً
فـالطفُّ قـد نَصـَبت عليـك عزاءها
هــذا أبـو بـدريّ أصـبح قائمـاً
يُبـدي التأسـّف صـبحها ومسـاءها
فَقَـد الأب الـبرّ الحنـون بفقـدهِ
مثـل البنيـن بِفَقـدها أبناءهـا
هـو سـادن العبّـاس شبل المُرتضى
مَـن لم يزل يَسقي العطاشى ماءها
نــدب لــه ثــوبُ الرياسـة لائق
عنــهُ فســَل زُعَماءهـا رؤسـاءها
محسن بن محمد حسن بن محسن بن محمد الشهير بأبي الحب.شاعر خطيب، ينتمي إلى أسرة عربية تنسب إلى قبيلة خثعم عرفت بالعلم والفضل والأدب، ولد وتوفي في كربلاء، ونشأ في بيئة خصبة حافلة بالنشاط الفكري، فقرأ النحو والصرف وعلم العروض والبلاغة، وبرز خطيباً مفوهاً حاكى أباه في الخطابة، وجارى جده في فني الخطابة والشعر، وحلق فيهما وهو في العقد الأول من عمره، فذاع صيته، ليس في العراق وحسب بل تغرب إلى الكويت والبحرين والشام وإيران.ساهم في الثورة العراقية سنة 1920م، فكان خطيبها الأول الذي ألهبت خطبه حماس الجماهير، وكان من المؤيدين لرشيد عالي الكيلاني في انتفاضته سنة 1941م.