
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمُصــابِ الإمــام بـاب المـرادِ
سـال دَمعـي دمـاً كصوب الغوادي
كيــف لا تـذرف العيـونُ دموعـاً
كـلّ حيـنٍ شـجواً لـرزء الجـوادِ
لســتُ أنسـاه وهـو يطلـبُ مـاءً
مِــن لهيـب معطـب فـي الفـؤادِ
حيــنَ دَسـّت لـه الخبيثـة سـمّا
فــي طعــامٍ فيـا لـه مـن زادِ
قطـــعَ الســمّ قلبــه فحشــاهُ
مِـن لهيـب الظمـاء والسمّ صادي
لهـف نفسـي لاِبن الرضا ظلّ فَرداً
مُستَضــاماً ومـا لـه مـن فـادي
مَنَعتـهُ المـاء المعيـن ونـادَت
سـوفَ تـأتي تَسـقيك أمّ الهـادي
قتلتــهُ ظلمــاً ومــا أنصـفتهُ
وأضــاعَت لــه حقــوق الـودادِ
وعلـى السطحِ جسمه في هجير الش
شـمسِ أضـحى رهنـاً بغيـر مهـادِ
فَقَضــى نحبــهُ شــباباً شـهيداً
غصــصُ المــوت جرّعتـه الأعـادي
أفتــديهِ بمُهجَــتي وهــو ظـامٍ
حَبَسـته فـي الـبيتِ وهـوَ يُنادي
بــالرزءِ بكَــت لــه كـلّ عيـنٍ
وَكَســا الـدهر حزنـه بالسـوادِ
إنّ رزء الجـــوادِ أعظـــم رزءٍ
فيـه سـالَت بالدمع عين الرشادِ
وَبكتــهُ الســماء والأرض لمّــا
قَتلتــهُ بالسـمّ بنـت المعـادي
كيـفَ يَقضـي خليفـة اللّـه سـمّاً
بيــنَ أهــلِ الضــلال والإلحـادِ
يـا إمامـاً بـهِ الحـوائجُ تُقضى
وهــو المُرتجـى لنيـل المـرادِ
كُن شَفيعي يا اِبن الرِضا ومُعيني
بـكَ أرجـو النجـاة يوم المعادِ
أنـا إن جئت في القيامة ما لي
غيركـم يـا بنـي الهدى الأنجادِ
وإذا مــا أتــى الأنـام بـزادٍ
ليــسَ لـي غيـر حبّكـم مـن زادِ
عـترة الـوحي كيـف تحكـم فيها
عصـبةُ البغـيِ والخنـا والفسادِ
محسن بن محمد حسن بن محسن بن محمد الشهير بأبي الحب.شاعر خطيب، ينتمي إلى أسرة عربية تنسب إلى قبيلة خثعم عرفت بالعلم والفضل والأدب، ولد وتوفي في كربلاء، ونشأ في بيئة خصبة حافلة بالنشاط الفكري، فقرأ النحو والصرف وعلم العروض والبلاغة، وبرز خطيباً مفوهاً حاكى أباه في الخطابة، وجارى جده في فني الخطابة والشعر، وحلق فيهما وهو في العقد الأول من عمره، فذاع صيته، ليس في العراق وحسب بل تغرب إلى الكويت والبحرين والشام وإيران.ساهم في الثورة العراقية سنة 1920م، فكان خطيبها الأول الذي ألهبت خطبه حماس الجماهير، وكان من المؤيدين لرشيد عالي الكيلاني في انتفاضته سنة 1941م.