
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رُميـتُ بسـهم هـذا الـبين غدرا
كمـا رُميـت أهـالي الـدهر طُرَّا
ومــن لــم يرمــهِ قبلاً فبعـداً
ومــن لـم يرَضـهُ طوعـا فجـبرا
هــو الأَمــر الـذي لا بُـدَّ منـهُ
فلا يجــد امــرؤٌ عنــهُ مفَــرَّا
ســبيلٌ لا ســبيل لنــا ســواهُ
نطـاهُ حيـن يقضـي اللـهُ امـرا
مــتى بــرز القضـاءُ بحكـم ربٍّ
جـــرى عجلاً فلا يعطيــك صــبرا
تفاجئنـا المنـون ونحـن نبغـي
ســلامتَنا ونرجـو العيـش دهـرا
نـرى مـا قـد حوتهُ الكاس حلواً
ونجهــل أن بعــد الكـاس مـرَّا
حِــرابُ الــدهر لا تنفــك عنـا
وقــد فتكـت بنـا سـرَّا وجهـرا
اذا سـلم الفـتى مـن رشـق بعضٍ
تنــاديهُ المنيَّــةُ هـاك أُخـرى
فمـا طعـن القنـا نـدعوهُ طعناً
ولا قهــر العـدى نـدعوهُ قهـرا
ولكــن عنـد هـذا الـبين طعـنٌ
نصــادف منــهُ قهــراً مسـتمرَّا
دهـاني اليـوم منـهُ برشـق سهمٍ
لـهُ فـي القلـب جـرح ليس يبرا
أتـى مـن مصـر فـوق البحر ناعٍ
أَافـض مـن الغمـوم علـيَّ بحـرا
نعـى المفقـودَ ابراهيـم عيسـى
فكـان كلامـهُ فـي القلـب جمـرا
دفتًـى كـانت لـهُ الاكبـاد مأوًى
فـوا أسـفا غـدا مـأواه قـبرا
تــرى أحــرزت كرمــاً ولطفــاً
وصـــدق محبَّـــةٍ وهلــم جــرَّا
فلــو يُفــدى لكنـت لـهُ فـداءً
ولـو يُجـدي البكـا لَبكيتُ دهرا
ينـــاديهِ ســليمٌ كيــف عنــي
رحلــتَ وقـد تركـتَ علـيَّ وقـرا
لقـد كنَّـا قبيـل الـبين شـَفعاً
فأَصــبح كلُّنـا فـي الارض وِتـرا
فقـدتك يـا ابـن عمي شطر قلبي
فكيـف العيـش بعـدك عـاد يَنرا
عهـدتكَ فـي الـدجى بدراً منيراً
فواعجبــاه كيــف خُسـفتَ بـدرا
دعوتـك فاسـتمع مـا لـي أُنادي
ولا تصــغي كأنــك صــرت صـخرا
فيـا حزنـي عليـك مدى الليالي
ويا شوقي اليك اليك وأَنت ادرى
رثيتـــكَ والجوانــح داميــاتٌ
الــى ان ضـقتُ بالانشـاد صـدرا
ومـا اكتمـلَ الرثـاءُ عليك مني
ولـو صـارت ميـاه البحـر حِبرا
إلياس بن إبراهيم بن إلياس بن عيسى السكاف.شاعر، راهب قانوني باسيلي بلدي من الرهبنة المشهورة بالحناوية، ولد الخوري جرجس عيسى في معلقة زحلة، ومال إلى العيشة النسكية فقصد دير القديس يوحنا الصابغ فتلقى العلوم الرهبانية ومبادئ العربية، ومال إلى نظم الشعر، وفي سنة 1857 سيم كاهناً، وتقلد كثيراً من أعمال الرهبنة، واستنسخ بعض كتب منها كتاب (الكاروز) وهو أشبه بمعجم للواعظ يهديه إلى الآيات الكتابية في كل موضوع يريده، اشتهر بمعارفه وتقواه فنصب حكماً للنصارى زمن الأمير بشير أحمد اللمعي سنة 1859.توفي في بيروت.له: (فرض العبادة الواضحة لطالبي الميتة الصالحة)، و(كتاب صلوات خشوعية لنظم الحياة الروحية).