
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أو لـم يـأن أن يفيـق من الغف
لـــة قلــب تهمــزّه الأهــواء
طالمــا عـانق الهيـام فللنـف
لـــة قلـــب تهــزّه الأهــواء
ومتـاع الـدنيا قليـل ففـي زه
رتهـــا كيـــف ترغــب العقلاء
إنمـا المـال والبنـون علـى ح
بهمـــا فتنـــة لنــا وابتلاء
لا يغرّنـــك الغـــرور ولا يــغ
ريــك مـن كيـد دهـرك الاغفـاء
قلّمــا بــاكر الصـباح بمـا س
رّك إلا وســـــاءك الإمســـــاء
فـاغتنم فرصـة الأوان وهـل تـذ
هــــب إلا بعمــــرك الآنـــاء
وتــزوَّد مـن الحيـاة وخيـر ال
زاد فـي شـدة المعـاد التقـاء
لا يســـرّنك ابتســـام أمــاني
ك ولا تســـــتفزّك البأســــاء
واصطبر واعتبر بحزم أولي العز
م إذا عـزّ فـي المصـاب العزاء
وارتقـب حيـث مـا دجى ليل خطب
فرجــاً تنجلــي بــه الظلمـاء
أقبـل اليسـر يقتفـي أثر العس
ر وللكــــرب شـــدَّة ورخـــاء
عجبــاً يغفــل اللـبيب وللمـو
ت انتبــاه وللحيــاة انتهـاء
فـــإلى تحــث نــوق الأمــاني
لســـــراب وواردوه ظمـــــاء
بيـن نشـر المنـى وطي المنايا
ســـنة عمـــت الــورى وابتلاء
يهـدم المـوت مـا يؤسسـه العم
ر وللنفــس فـي الخـراب بنـاء
فسـل الأرض كـم طـوت مـن نـواص
نشــر الصـبح ذكرهـا والمسـاء
وكفــى واعظــاً بـذلك لـو لـم
تـــك عمــت وأعمــت الأهــواء
تبخــل الأغنيــاء خشــية إملا
ق وفــي فاقــة القنـوع ثـراء
ليـت شـعري من يقرض الله قرضاً
حســناً كيــف أجــره والجـزاء
ذلـك الجـود والسـخاء وقـد فا
ز بــه مــن عبــادك السـمحاء
قلّمـا يـرزق اللـبيب فهـل يـح
ســب مـن رزقـه عليـه الـذكاء
أم لأَمــر وحكمــة حيــث لا تـد
رك نفــس بكــدها مــا تشــاء
فـارض بالمسـتطاع من طلب الرز
ق ففيمــا كفـى اللـبيب غنـاء
يـرزق اللـه مـن يشـاء بمقـدا
ر ولا يــرزق الحجــا والـدهاء
وإذا كـــانت الأمــور بمقــدا
ر فحــرص الفـتى عليهـا شـقاء
فـدع الكـدّ واسـتلم راحة الرا
حـة واقنـع بمـا قضـاه القضاء
واتـق اللـه حينمـا كنـت فالل
ه رقيــب إن غــابت الرقبــاء
عـالم الغيـب والشـهادة هل تغ
رب عــن علــم ربــك الأشــياء
هـب أنك أخفيت ما جنيت فهل يح
ســن غلا مــن الإلــه الأشــياء
ودع الظلـــم إنـــه ظلمـــات
بئس مثــوى للظــالمين لظــاء
يــوم لا يظلمـون شـيئاً وتجـزى
كـــل نفــس وتشــهد الأعضــاء
يـوم لا ينفـع التكـاثر والمـا
ل ولا تنتمـــي لـــك الأبنــاء
يـوم تبلـى سـرائر المرء لا يخ
فـى علـى اللـه عمدها والخطاء
يوم تطوى السماء والحاكم العد
ل وتــأبى الشــفاعة الشـفعاء
ذلــك اليــوم وعـد ربـك حقّـاً
وإلــى اللــه ترجــع الأشـياء
فسـل اللـه حيـث يـدعو إلى جن
ة عـــدن بفضــله مــن يشــاء
تلكـم الجنـة الـتي وعـد الـل
ه لتســـعى وتســعد الأتقيــاء
جنــة عرضــها الســموات والأر
ض ورزق لا يعــــتريه فنــــاء
وتــزوّد مــن الرجـاء إذا مـا
كنــت ذا فاقــة وعـزَّ الغنـاء
ربمــا يثمــر الرجـاء وأعمـا
لــك مـن عاهـة الريـاء عفـاء
أو مــن يغفـر الـذنوب جميعـاً
لـم ينـل فضـل عفـوه الضـعفاء
ورجـائي فـي قـوله يـا عبـادي
فيــه للنفــس راحــة وعــزاء
مصطفى بن محمد بن إبراهيم بن زكري الطرابلسي.شاعر أديب، من أهل طرابلس الغرب.له (ديوان شعر - ط)، و(نزهة الألباب - ط) مع الديوان، وهو أرجوزة في نظم قواعد (الشافية) لابن الحاجب، في الصرف.