
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــم تــأوبه مـن بعـد مـا هجَعـا
قـد بـات منه يراعى النجم مكتنعا
أضـحى الفـؤاد بـه مـن لوعة خبلا
والعيـن تسـكب مـن تـذرافها دفَعا
يبكـي علـى مريـم يومـا وحـقّ لـه
ان لا يــزال عليهـا باكيـا وجِعـا
وكنــت قلـت لنفسـي عنـد صـدمتها
يـا نفـس لا تكثري في مريم الجزعا
فحــاولته فمــا اسـطاعت ولا عجـبٌ
ألا تــرى ســلوةً عنهــا ولا وزَعـا
يـا نفـس صبرا على ما كان من شجن
فــان للّـه مـا أعطـى ومـا نزعـا
وعــاذلٍ راح فـي لـومي فقلـت لـه
إليـك عنّـي بهـذا اللـوم يالكُعـا
ان الـتي فـارقتني بالمليحـة قـد
خلّــت علـيّ همومـا تحطـم الضـَلَعا
يـا ليلـة بتهـا جنـب المليحة لم
أهنـأ وقـد نام عني القوم مضطجعا
شـكوى إلـى اللّـه منها ليلة فجعت
ومنـه يومـا أنـى مـن بعدها فجعا
إنـي فجعـت وهـذا المـوت ليـس به
عــارٌ بحســانة كالبـدر إذ لمعـا
خــود مقابلــة الاعــراق ماجــدةٌ
لا لــؤم فيهـا ولا فحشـاً ولا طبعـا
ديــــن حنيــــفٌ وأخلاقٌ مطَهّـــرةٌ
وعفّـــةً وتقـــاةٌ نورهــا ســطعا
إلـــى حيــاء وحلــم زانــه ورعٌ
وبــرّ أمّ لهـا بالفضـل قـد صـدعا
مـا زلـت والقلـب مسـرور بها جذلٌ
فـي خفـض عيـش ومـا راء كمن سمعا
حتى دعاها إلى المولى المهيمن ما
يـدعو الملوك ويدعو الأعصم الصدقا
علــى حداثــة ســن عنـدما بلغـت
عشـرين عامـا وعامـا واحـدا تبعا
لـو أنهـا رضـيت فيها النفوس إذا
لجـدت فيهـا بنسـوان الـورى جمعا
فالشــمس تــذكرنيها كلّمـا بزغـت
والبــدر يــذكرنيها كلّمـا طلعـا
يـا ليـت مالـك نفـخ الصور عاجله
كيما أرى الخلق يوم الحشر مجتمعا
حـتى أرى مريمـا والنـاس فـي شغُل
أرمـى بطرفـي إليهـا أو نسير معا
كــأنني حيثمــا أرنــو لطلعتهـا
راعـى سـني لزبـات أبصـر القزَعـا
يــا ربّ مريـم قـد وافتـك وافـدةً
فاجعـل لهـا جنّـة الفردوس مرتبعا
فـي عيشـة فـي جـوار المصطفى دعة
رغــد وشـفّعه فيهـا حيثُمـا شـفعا
واغفـر لهـا ذنبهـا والطف بفاطمة
مـن بعـدها وأخ مـن ثـديها رضـعا
محمّــد إن قلــبي لـي يـزل يكمـا
مــن بعـد أمكمـا مسـتهتراً ولعـا
صـلى ملائكـة المـولى الرحيـم لها
والمسـلمون إذا صـلوا لـه الجمَعا
وحـاملو العرش والروح الامين وروح
اللّـه عيسـى وإدريـس الـذي رفِعـا
وكــل راكــب نضــو قــد تخــوفه
وراجــل جـاء يمشـي حافيـا وقعـا
وكــل مـن حـج بيـت اللّـه مبتهلا
لبّــى وطـاف ومـن بـالمرتين سـعى
وأجّــل اللّـه أجـرى فـي مصـيبتها
وأجــرَ عـزّة بالصـبر الـذي شـرعا
انـــاله وإليــه راجعــون عســى
أن يخلـف الخلـف المحمود والوزعا
والحمــد للّـه ان اللّـه ليـس لـه
نــد وأحمــدُه فـي كـل مـا صـنعا
ثـم الصـلاة علـى المختـار من مضر
مـا نـاح أورق فـي خضراء أو سجعا
وءالـهِ الطـاهرين الطيبين مع الص
حـب الكـرام ومـن أمسـى لهم تبَعا
باب بن أحمد بيب بن عثمان بن سيدي محمد بن عبد الرحمن بن الطالب العلوي.فقيه كبير، وشاعر من أهل شنقيط، كان يناظر العلماء وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان الناس يتعجبون منه، وهو من أعاجيب الدهر في العلم والإنفاق في سبيل الله، أعجوبة في تعبير الرؤيا. وكان قلما مات أحد ممن يشار إليه من قبيلته إلا رثاه.توفي رحمه الله بسبب سقطة سقطها من فوق جمل.