
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حُســـنُ القريــضِ جَزالَــةُ الإنشــاءِ
وبَرَاعَــــةُ الأخبــــارِ والإنشـــَاءِ
لا بالمديـــحِ ولا التَّغَـــزُّل وحــدَهُ
كَلا ولا التَّـــــذكارِ والبُرحَـــــاءِ
وبقَـــدرِ مَـــدلُولِ الكَلامِ وحُســـنِهِ
يَســـمُو لـــدَى البلَغــاءِ والنُّبَلاءِ
فَلِــذاكَ مـدحُ الشـيخِ مـاء عُيُونِنـا
قــدِّم علــى التَّشــبيبِ بالحَســناءِ
لَــو كـانت أسـبابُ النَّسـيبِ تَـوَفَّرَت
وشـــُرُوطُهُ فيهــا علــى اســتيفاءِ
قَســــماً بهـــا ولأنَّهـــا لأليَّـــةٌ
عـــزَّت علـــيَّ لبهجـــةِ الجُلَســاءِ
جَـــزلاءُ ناضـــرةُ الغَضــاضِ حَظِيَّــةٌ
غَرثــى الوِشــاحِ ثَقيلَــةُ المِيثـاءِ
بَهنانَــــةٌ خَــــودٌ رزانٌ عقيلَـــةٌ
تُصــــمِي الكُمـــاةَ بطعنـــةٍ نجلاءِ
حَــورا مُفصــَّمةُ الخلاخــلِ والحُجُــو
لِ عَلـــى تناســُبِ جُملَــةِ الأعضــاءِ
تَختــالُ فــي أوجِ الغَـدائِرِ فَوقَهـا
فلـــكٌ مِـــنَ الإِضــريجِ والســيراءِ
لِلَّـــهِ دُرٌّ فـــي ســـدوسِ لثاتِهَــا
ســـَفَهُ الحليـــمِ حِبَالَـــةُ العُقلاءِ
إن ســـاقَطَت دُرَّ الحَــديثِ تَســَاقَطَت
مِنِّـــي الـــدُّمُوعُ بلؤلــؤٍ ودِمَــاءِ
أَو أســفَرَت تِجِــدِ العُقُــول ذواهلاً
فيطَوســـــِهَامن رقَّــــةٍ وصــــَفَاءِ
نَصـَبَت علـى ماضـي الصـَّبابَةِ أمرَهَـا
فـــي قَتلِنـــا بِمُضــارِعِ الأَهــواءِ
وَبَنَــت علـى جَـزمِ الضـَّمائِرِ شـَوقَها
بَــل رفعَهَــا عــن كُـلِّ مـا غَيـداءِ
عَبَثَـت بِقَلـبي فـي الهَـوَى أشـواقُها
عَبَــثَ الضــَّفائِرِ فَــوقَ حِقـفِ لِـوَاءِ
بَــابُ الــدَّواعي والبَـواعِثِ للنَّسـي
بِ وَمَقنَـــصُ الزُّهَّـــادِ والحُكَمَـــاءِ
لَكـــنَّ مَـــد حَكُـــمُ أعَــزُّ مُقَــدَّمٍ
يـــا قــادَةَ الفُضــَلاءِ والنُّجَبــاءِ
فَطَفِقـتُ أعتجِـرُ القَريـضَ إلـى الثَّنا
وتَرَكـــت معســـُولَ النســيبِ ورائِي
وجَلَـــوت مِــرآةَ الفــؤادِ بمــدحِهِ
كجلائِهِ للرَّيـــــــنِ والأَصــــــداءِ
هُوَ مَهبِطُ الرَّحَمَاتِ والبَرَكاتِ والنَّفحا
تِ والخَيـــــــراتِ والنَّعمــــــاءِ
بَحــرٌ خَضــارِمَةُ الــورى مـن عُقـرِهِ
تَمتَـــاحُ كُـــلَّ فضـــيلة وَعَطـــاءِ
لا يَنزِلَــنَّ ســِوى المَناهِـجِ والمَنَـا
هِـــلِ والمَعَــالِم وَاســِعُ الأَفيــاءِ
تَــاجُ المَكــارِمِ والأَكــارِمِ فردُهُـمُ
شـــَمسُ الفضــائِلِ حليــةُ الفُضــلاءِ
نَجـــدٌ ضَماضـــِمُ مِـــدرَةٌ مِخدامَــةٌ
بَطَـــلُ الجَحاجِــجِ بُهمَــةُ الأَكمــاءِ
وَجــدَ الفضـائِلَ فـي الأَنـامِ تَفَرَّقَـت
فَتَجَمَّعـــت فيـــه بِحُســـنِ مَـــراءِ
فــإِذا ســَمِعتَ فضــيلةً فــي فاضـِلٍ
عَظُمَـــت فهِــيَ لَــهُ مِــن الأَنــداءِ
دَلَّــت عليــهِ مـدائِحُ الفُضـَلاءِ فـام
تَـــدحَتهُ شـــُمُّ أشــاوِسِ البُلَغــاءِ
بَحــرُ العُلُـومِ ومَـورِدُ الأَفهـامِ وال
وُرَّادِ والفقَـــــراءِ والغُرَبَـــــاءِ
جَمــعُ الطــرائِقِ فَرعُهَــا وأُصـُولُهَا
وجَــرى بِمَتــنِ الســَّمحةِ البَيضــاءِ
كَــم هِمَّــةٍ رُفِعَــت بِلَثــمِ يمينــهِ
وبلمســـها كـــم زالَ مـــن أَدواءِ
ذُو هِمَّـــــةٍ عَرشـــــيةٍ فَعَّالَــــةِ
فـــي ســـائِرِ الأَكــوانِ والأَنحــاءِ
لَمَّـا طَغَـى بِحـرُ النَصـارى في الورى
وتلاطَمَـــــــت أمـــــــواجُهُ بِبَلاءِ
وغـــدَت تَمُــورُ ســَماؤُها بِحَبَــوكَرٍ
تَنهَـــدُّ فيهـــا أجبُــلُ الغَــبراءِ
وهَمَــت بِمُنهَمِــرِ الحُــرُوبِ رقيعهـا
واغبَــــرَّت الآفــــاقُ بالبَأســـاءِ
وتَســَعَّرَت ســُقرُ الوَبَــالِ وَقُودُهــا
بِكلاكِــــلِ الحُكَّــــامِ والرُّؤســـاءِ
فـي يـومِ لا زِفَـةِ القُلوبِ لدى الحَنَا
جِـــرِ كـــاظمين بمجنَـــةٍ وشــقاءِ
عــزَّت مجــادَتكُم علـى قلـل العُلـى
وَعَلَـــت علــى الأمــواهِ والأَنــواءِ
وصـــنعتَ ســُفناً للنَّجــاةِ نَحَتَّهــا
مــن ســاجِ ســُنَّةِ صــاحِبِ الإِســراءِ
ومِــنَ الحقــائقِ درســُها وطلاؤُهــا
قـــارُ الوَقَـــارِ بهيبــةٍ وبَهَــاءِ
وحَمَلــت فيهــا تابعيـكَ ومـن أتـى
ودَعَــوت بــالجفَلا إلــى العليــاءِ
فأجــابَ دعوتَــكَ الســعيدُومن أبـى
حفَّتــــهُ كُــــلُّ بليَّـــةٍ دَهيـــاءِ
زعَمَــت طَــوائَفُ منهــمُ أن يكتفُـوا
عَنكُــــم بتــــدبيرٍ وبــــالأَمراءِ
فَتَركتَهُـــم حتّضــى اقــروا كلُّهُــم
بِــالعَجزِ عــن أمواجِهَـا العَميَـاءش
ودهتهُـــم دَهماؤُهــا عــن أمرِهِــم
وتطــاوُلُ الغَوغَــا علــى الكُرمَـاءِ
وأتــوكَ منقــادينَ رغــمَ أُنُــوفِهِم
لــم يحصــُلُوا علــى طـائِلٍ بِـرِداءِ
فَعَطَفـــت فَضــلاً نحــوَهُم وحَمَلتَهُــم
مِثــــلَ انعِطَــــافِ الأُمِّ للأَبنـــاءِ
خَاضــَت ســَفينَتُكَ العَلِيَّــةُ بَحرَهُــم
فَكَأَنَّهــا الشــِّعرى العبُــورُ بِمَـاءِ
وَغَـــدَت تَجُــرُّ المُســلمينَ كأَنَّهــا
نَهــرُ المَجَــرَّةِ جَــرَّ نَجــمُ ســَمَاءِ
نَجيتهـــم يــا نُــوح أُمَّــةِ جَــدِّه
فــي العَــزمِ نِلــتَ بَقـاءَهُ بِهَنـاءِ
وَبِجُــودِي الفَخــرِ المُشـَيَّدِ بـالعُلَى
أَرســـَيتَ خَيـــرَ ســـَفِينَةٍ رَوحــاءِ
وَنَفَخـــتَ عاتيَــةً علــى طُوفــانِهِم
تَــذرُو الغَــوَارِبَ أُخلــدا بهَــواءِ
نَشــَفَتهُ وابتلَعَتــهُ فــي غُــدرَانِهِ
مِـــــن جَــــدولٍوبحيرةٍ وإِضــــاءِ
وَثَبَــت قُطبـاً قَـد تَـدُورُ علَيكُـمُ ال
أَفلاكُ فـــي الغَـــبراءِ والخَضــراءِ
وَرَمَيتَهُـــم بِعَرمَرميـــنِ كليهمـــا
يَكفـــي لِهَـــدِّ صـــلاخِمِ العَليَــاءِ
فَبِجَحفَــلٍ يَــذَرُ الصــَّلاخِدَ كالهَبَــا
مِـــن مُحكَـــمِ الآيـــاتِ والأَســمَاءِ
والبحــرَ بــرّاً والبَــراري أبحُـراً
والصـــُّبح ليلاً والـــدُّجَى كَضـــِياءِ
ولهــــوةِ الرَّجوانِقـــد يرميهِـــمُ
بحجــــــارَةِ الســـــِّجيلِ والأرزاءِ
يـــأتيهمُ مـــن حيــثُ لا يــدرُونَهُ
بـــــالرُّعبِ والضـــــَّراءِ واللأواءِ
وبِعَســـكَرٍ لَجِـــبٍ لُهَــامٍ كالــدُّجَى
وبـــهِ الســلاحُ كــأنجُمِ الجَــوزَاءِ
أكمــامُهُ بِســَنى الجِيــادِ تَفَتَّقَــت
وتَكَلَّلَــــت بالشـــارَةِ الحَمـــراءِ
فَتَـرى الجَحاجِـحَ بالمـذاكي سـوابحاً
ليــلَ العجــاجِ وأبحُــرَ الغَــبراءِ
مــن أبيــضٍ لــدجى القنابـلِ غُـرَّة
متصـــــدِّرٍ كالطَّلَّــــةِ الغَــــرَّاءِ
أو أصــفَرٍ مثــل الشــمُوسِ شــُعاعُهُ
يعشــي العُيــون ببهجــة الأضــواءِ
أو أدهــمٍ هــزجٍ لجُـوجٍ فـي العنـا
نِ همرجـــــلٍ كالليلـــــةِ الليلاءِ
أو أحمــرٍ دركَ الطريــدَةَ مُشـرَبِ ال
مصــــوَاتِ حـــاكى وردةَ الإمســـاءِ
أو أشــملٍ عــبرَ الهــواجرِ مرجَــمٍ
كـــــالأرجُوانِ مجلجــــلٍ عَــــدَّاءِ
أو أشــقَرٍ ســلسِ العِنــانِ صُماصــِمٍ
كــالجَمرِ بــل كالدميــةِ الجيـداء
أو أنمــرٍ كــالنمرِ فرضــاخٍ جمــو
حٍ وهـــوهٍ فـــي هـــدأةِ الأنضــاءِ
أوأشـــهبٍ كالصـــبحِ خــاض دُجُنــةً
غشـــيته فيهـــا عســـقلاتُ ذكــاءِ
ذا للحواضـــرِ والبــوادي ركــائب
مـــن بـــازلٍ أوجســـرةٍ كومـــاءِ
وســـرومطٍ فـــروٍ أمـــونٍ هبهَـــبٍ
طبـــقَ المشـــُوقِ مُــؤمَّلاً للقبَــاءِ
كُـــوم صــلاهِب كالســَّفينِ مَــواخِراً
لطياســــــلِ البيـــــداءِ والأفلاءِ
تَطــوي الفلا طــيَّ الســجلِّ لكتبــهِ
بــل طَــيَّ صــُبحٍ طَيلَــسَ الظَّلمــاءِ
تجـــري أمـــامَ اليعملاتِ خَفيــدداً
تَرتَــاحُ فــي الــذَّملانِ بالنكبــاءِ
كُـــلٌّ عليـــه غضـــنفرٌ مســـتلئمٌ
خواضــــةٌ لمعــــامعِ الهيجــــاءِ
وإذا يُـــرى فــي غربهــنَّ نظرتَــهُ
نَظــراً يصــيرُ بــه شــبا البسـلاءِ
يتســابقُون إلــى الوغَــا فكـأَنَّهم
هِيــــمٌ رَأت مســــتنقعاً بفضـــاءِ
يتواثبـــونَ إلــى الجلادِ ضــواحكاً
كتـــــواثبِ الآســـــادِ للأشــــلاءِ
وإذا الكُمــاةُ تــوَغَّمَت فــي مـأزمٍ
خاضـُوا المـدالِثَ مـن رَحَـا الرَّقطاءِ
لكِنَّهُــم ليســُوا بعشــرِ عشـيرِ مـن
هُــم قاصــدُونَ لــهُ مــن الأعــداءِ
لمـا التقـوا وتـراءتِ الفِئَتَـان قا
لَ تهكُّمــــاً أشـــراذِم الضـــُّعَفَاءِ
واستضـــعفوهم واســتقلُّوا جيشــَهُم
فتجحفَلـــــوا كَســـــَنائِن المَيلاءِ
وتــأهبوا زحفــاً فزحفــاً كالحَصـَى
وتزينُـــــوا بـــــالكبرِ والخُيلاءِ
وتحصــــَّنُوا بمــــدافِعٍ رعديـــدةٍ
ترمِـــي بحمـــرٍ ســـائِرَ الأرجــاءِ
وكأَنَّهـــا فـــي كـــثرةٍ وتتــابُعٍ
كـــالهُوجِ أو كالديمــةِ الوَكفَــاءِ
فتســـابَقوا مستبشـــرين إليهِـــم
متعاقــــدين خناصــــِرَ الإيخـــاءِ
حَمَلُـــوا عليهِـــم حملــةً نبويــةً
وقــتَ الهجيـرِ علـى لظـى الرمضـاءِ
لـم يثنهـم هـول الرواعـدِ والمـدا
فِـــعِ بالرَّصـــاصِ كَمُكفَهِــرِّ ســَمَاءِ
نَكَــصَ الشــياطينُ الــتي أغــوتهُمُ
وقــتَ اللِّقــاءِ مَخافَــةَ البأســاءِ
لـــم يلبَثُــوا إِلاَّ كلا حتَّــى تــول
وا مُــــدبرين كجــــافِلاتِ ظبـــاءِ
لا يســــمعونَ ولا يـــرونَ لنـــاعِقٍ
إلا وقــــالُوا صــــارِخٌ بِــــدَهَاءِ
بــل كُــلّ ليــلٍ أو نهــارٍ جـاءَهُم
ظَنُّــــوهُ ذُلاً جحفَــــلَ الحُنَفــــاءِ
تَبِعَتهُــمُ الأبطــالُ قهــراً يَقتُلُـوا
ن ويأســـرونَ لهـــا ذِمَ الرؤَســاءِ
وغـــدت جمــاجِمُهُم ســنابِكَ خَيلِــهِ
ونفوســـُهُم أضـــحت غُبــارَ هَــواءِ
فَتَحَــت لَهُــم هِمَّــاتُهُ ظُلَـمَ المَمَـا
تِ وأغلقَــت عنهُــم ســَنَا الأحيــاءِ
وســـعتهُمُ الأغلالُ إذ ضــاقَ الفَضــَا
عنهـــم وكـــلُّ مدينـــةٍ حَصـــنَاءِ
كـــانت مــدافِعُهُم تُــدافِعُ عَنهُــمُ
فاســتوحَدُوا فـي الطَّـودِ والوَجفـاءِ
فـــأتَوهُمُ مــن فَــوقِهِم وأمــامِهِم
ويمينهِــم كالســيلِ فــي البَطحـاءِ
فَغــدوا علــى أبيــاتِهِم وأثـاثِهِم
بــالحَربِ قَبــلَ الغَــارةِ الشـَّعواءِ
وَمَضــوا أيــادي لا تُــرى إلا مَســَا
كِنُهُـــم مُعطَّلـــةً مِـــنَ الأحيـــاءِ
ثُلَّـــت عُــرُوشُ عِمــادِهِم وحُصــُونِهِم
مـــن مضـــربٍ وهَيَاكِـــلٍ وخِبَـــاءِ
خَفَفــت بُنُـودُ النَّصـرِ بشـراً وَقتَمَـا
هَـــدَرَت طُبُــولُ الفَتــح بِالســَّراءِ
فَاهنــأ بِهَـذا الفتـحِ غيـرَ مُزاحَـمٍ
فــي الفَخــرِ راقٍ صــَهوَةَ القَعسـَاءِ
ومـــن العجــائبِ أنَّكُــم أنهضــتُمُ
هِمَــمَ الــوَرَى لَهُــمُ مــن الأنحـاءِ
وعقـــدتُم عنهُــم ســُمُومَ رِمــاحِهِم
فَرَمَــــوهمُ بِهَزاهِــــزِ الضــــَّرَّاءِ
فَلأنتُــمُ قَلــبَ الـوَرَى وَهـيَ الجَـوا
رِحُ منكُـــمُ التَّحرِيـــكُ كالإِرســـاءِ
عَـــمَّ البَـــرى تصــريفُكُم فكــأَنَّهُ
ريـــحٌ تَمُـــرُّ بســـائِرِ الأَشـــياءِ
أمَّــا العُبَيــدُ فــأنتُم أدرى بِــهِ
وَبحـــالِهِ فــي الجهــرِ والإِخفــاءِ
لا زلتــمُ فخــرَ الزمــانِ ومجــدُكُم
بالعافِيــــات مُعســــَّلا وَشـــِفَائي
وصــحائِفُ الأزمــانِ تَرســُمُ مَــدحَكُم
بطُرُوســــِهِنَّ جَهَابِــــذُ الشـــُّعَراءِ
ومواســِمُ الأعيــادِ تَرفُــلُ صــَوبَكُم
بالنَّصــــرِ والأَفـــراحِ والأَضـــواءِ
وعُيُـــونُ أنبــاءِ المَكــارِهِ نُــوَّمٌ
عَنكُــــم وكُـــلّ قَضـــيَّةٍ شـــَنعَاءِ
ثُــمَّ الصــلاةُ لجَـدِّكُم مـا قَـد بـدا
حُســـنُ القَريــضِ جَزالَــةُ الإِنشــَاءِ
محمد الغيث النعمة ابن الشيخ ماء العينين.علامة محقق، شاعر مفلق، ولد في رمضان سنة 1300هـ، وتربى في أحضان والديه العلامة المجاهد الشيخ ماء العينين وأمه العابدة العالمة هند، تلقى مبادئ العربية على والدته في البداية، ثم قرأ القرآن على الشيخ الحضرام ونال إجازته، وقرأ عليه بعض العلوم أيضاً. تميز بنبوغه المبكر ونجابته وقوة حافظته، فكان لا يسمع شيئاً إلا حفظه وكتبه. ولما بلغ الحلم أسلم نفسه لوالده حتى استنفد جميع مقروءاته ومروياته ومسموعاته. وفي فجر شبابه قدمه والده للتدريس والتربية على الرغم من صغر سنه، تنقل بين تزنيت ووجان وسوق الثلاثاء الإجمارية، إلى أن استقر في مدرسة آيت رخا مدرساً ومصنفاً، وأقام هناك إلى أن وافاه الأجل.من آثاره: (الأبحر المعينية في الأمداح المعينية)، و(مثلث قطرب)، و(تنبيه معاشر المريدين على كونهم لأخلاق الصحابة تابعين)، و(ديوان كبير في مجلد ضخم) جله في الأدعية، و(الفواكه في كل حين من كلام شيخنا ماء العينين)، و(لجام المعترضين)، و(نور الغسق)، و(ديوانه الشعري).