
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بيـنَ سـُمرِ القَنَـا وبيـضِ الصـِّفَاحِ
مُنيَـــةُ النَّفـــسِ نُزهَــةُ الأَرواحِ
قَـال خِّلـي كيـفَ الوُصـُولُ لِمَـا هُو
بَيـنَ سـُمرِ القَنَـا وَبيـضِ الصـِّفَاحِ
قُلـتُ دَعنِـي إنَّ الجسـُورَ الـذي لا
يــــترُكُ الأمـــرَ آيلاً للنجـــاحِ
والطلُــوبُ العَــزُومُ لا شـكَّ عنـدي
نــــائِلٌ للــــذَّاتِ والأفــــراحِ
والهُمَــامُ المقــدامُ يَـومَ وطيـسٍ
فـائِزٌ في الأقرانِ عِندَ يَومِ الكِفَاحِ
والمُعَانَــاةُ فــي الأمُــورِ كِفَـاحٌ
عِنــدنا أحلـى مـن كـؤوس الـرَّاحِ
وهـي إن كـانت فـي الكفاحِ مُداماً
فلهــذا مــن المُــدامِ المُبَــاحِ
لا تكُــن غــرّاً فــالغرورُ هيــوبٌ
والغَــرُورُ الهَيُــوبُ فـي الأَتـراحِ
لا ولا تغــــترِر بكــــلِّ عـــذولٍ
فغــرورُ مــن يغــتررِ بــاللَّواحِ
أيُّ شــيءٍ علــى العـذولِ إذا مـا
أبصــرَ الليــلَ فـوقَ بـدرٍ ليـاحِ
أونبــالاً علــى القُلُــوبِ وبـالاً
بـل رِماحـاً ويـا لَهَـا مـن رِمـاحِ
أولئآلٍ تنظَّمَــــت نَثَـــرَت عِـــق
دَ دُمُـــوعي بجــوهرٍ مــن صــحاحِ
أو غصـــوناً نواعِمـــاً تتهــادى
أو فُرُوعـــاً علـــى أصـــُولِ مِلاحِ
أو وشــاحاً يَجُــولُ فَــوقَ كَثِيــبٍ
بِســــَراحٍ وينثنــــي بــــرواحَ
أو كثيبــاً يمــوجُ وهــوَ مهيــلٌ
بــاهتزازٍ يميــلُ تحــتَ الوشـاحِ
إن يكــفَّ الملام عَمَّــن قَـد امسـى
حِلـــفَ حُـــزنٍ وَلَوعَـــةٍ وَنِيَــاحِ
عاهَــدتُهُ لَــدَى الــرَّوَاحِ عُهُـوداً
وَعُهُـــودُ المِلاحِ نَـــارُ الحُبــاحِ
بِـتُّ أرعـى النجـومَ يـا ليتها تر
عـى عُهـودي إلـى انصـداعِ الصباحِ
يــا صــباحي ومـا يُفيـدُ صـَباحي
ورواحـــي ومــا يُفيــدُ رَوَاحــي
أيــن عهــدُ الـرواحِ هـل هُـوَ إتٍ
أم صـــباحي مُمَاثِـــلٌ للـــرُّواحِ
يامُنـائي مـن أطلَـعَ اللَّـهُ بَـدراً
فــوقَ غُصــنِ مــن قَــدِّكِ المَيَّـاحِ
بـل شُمُوسـاً مـن الحَيَـا فـي خُدُورٍ
مِنــكِ قُــولي مـتى يَكُـونُ نَجَـاحي
قـالتِ الغَـدرُ فـي العُهُـودِ مُبَـاحٌ
والوَفَــا بــالعُهُودِ غَيــرُ مُبَـاحِ
وَقَضـَت ظُلمـاً أنَّ فـي الغَـدرِ عَدلاً
هكــذا الظُّلــمُ تحــتَ كُـلِّ جَنَـاحِ
يـــا وُلاةَ العُهـــودِ هلا قضــيتُم
بِوَفَــــاءٍ لِمُغــــرمٍ ذي لُـــوَاحِ
إن تَفـي لـي أو لا تَفـي لـي فإِنِّي
بــكِ لا بــالعُهُودِ كـانَ ارتيـاحي
مــا شـَجَاني نَقـضُ العُهـودِ وَلَكِـن
مــا تَنَــالُ العُـذَّالُ مِـن أَفـراحِ
يــا لصــبٍّ نَــالَ العَـذُولُ مُنَـاهُ
فيــهِ ســِلماً يــا لَيتَــهُ بِسـِلاحِ
لــجَّ عــذلاً فَفاضــَتِ العيـنُ مـاءً
هَــل وَرا مــا العُيُـونِ عـذلٌ للاحِ
لا ولا يُشـــبِهُ المُحِيـــطُ جَـــدَاهُ
لَــو تَغَــالي وَطَــمَّ مِثـل السـَّاحِ
كيــفَ لــي بامتــداحِ بَحـرٍ خضـَمٍّ
مُزبــــدٍ بـــالعُلُومِ والأَفـــراحِ
إن أقُــلَّ فيــه هــوَّ غيـثٌ وغـوثٌ
مُنعِـــــــــــشٌ للأرواحِ والأدواحِ
أو بَـــذُولٌ علـــى التَّليــدِ جُلاحٌ
وعلــى الطِّــرف يـا لَـهُ مـن جُلاحِ
أو نَحُــــورٌ لكــــومِهِ وَوَهُـــوبٌ
كــلَّ يــومٍ رغــاؤُهُ فـي المِـراحِ
أو حيـيٌّ لـدى النَّـدى فـي اعتذارٍ
أو طليــقُ الجـبين عنـدَ السـَّماحِ
أو عطُــوفٌ علـى الجـوارِ إذا مـا
رَمَــتِ الشــُّهبُ أرضــَهَا بالقِـداحِ
حامــــلٌ كلـــه عَفُـــوٌّ صـــَفُوحٌ
عـــن جنايــاهُ خــافِضٌ للجَنَــاحِ
أو أقُــل فيــه هُــوَّ ليـثٌ شـُجاعٌ
بُهمَـةٌ فـي الحـرُوبِ شـاكي السـِّلاحِ
أو جَســُورٌ لــدى الطّعــانِ ضـَرُوبٌ
فاتِــــكٌ بالســـُّيُوفِ والأرمَـــاحِ
أو جــرئٌ علــى الكثمــاةِ وثُـوبٌ
يلتقيهــــا بأبلــــجِ وضــــَّاحِ
أو محيـــطٌ بكلّـــش علــمٍ خفــيٍّ
أو أتــى فــي الصـُّكوكِ والأَلـواحِ
أو فَعُـــولٌ للمكرُمـــاتِ قَـــؤولٌ
بــارعٌ فــي الإبــداعِ والإِفصــاحِ
فلهـــذا علـــى الإمــامِ قليــلٌ
ومـــن أوصــافهِ الحِســَانِ المِلاحِ
إنَّ مــاءَ العُيُــونِ مــاءُ حيــاةٍ
لحيـــــاةِ الأشـــــباحِ والأرواح
مركزُ المَجدِ شيخُنَا الشَّيخُ ما العَي
نيـنِ بَـل صـاحِبُ الصـَّراطِ الصـُّراحِ
نُقطـةُ الكُـلِّ صـاحبُ الفَتـقِ والرَّت
قِ فَــتى الحــقِّ جــامعٌ للمنــاحِ
بحــرُ حــقٍّ لــه الشــرائع سـفنٌ
بـــر شـــرع وللبواطـــل مــاحِ
ســُكرُهُ صــحوٌ محــوُهُ فــي ثَبـاتٍ
ألمحــو ثبــتٌ أفـي السـُّكر صـاحِ
تتـــوالى أســـرارُهُ كُــلَّ حيــنٍ
كتــــوالي عطــــائهِ الســـَّحَّاحِ
وســرَت فــي الأرواحِ منــهُ فُتُـوحٌ
ســـَرَيانَ الأرواحِ فـــي الأشــباح
فلهــذا الأشــباحُ ســارَت إليــه
بيـــنَ فَـــردٍ ومجمَـــعٍ وطَّـــاحِ
وأتتـــهُ مــن كُــلِّ فَــجٍّ عميــق
ضـاق ذرعـاً بهـا الفَضـَا كالبَراحِ
عمَّهَــا النُّــورُ كُلَّهَـا واسـتنارت
وغـــدا نـــورُهُ بكُــلِّ النَّــواحِ
خــائضٌ للغيــوبِ فــي سـِفنِ شـَرعٍ
قــــــائِدٌ للخيـــــراتِ والإِفلاحِ
قـــائدٌ للخيـــراتِ كُــلَّ جَمُــوحٍ
وغشـــــومٍ وســـــيِّدٍ جحجَــــاحِ
طــاردٌ عــن حمــاهُ كُــلَّ مَريــدٍ
وعتيـــــدٍ وظـــــالمٍ جَــــوَّاحِ
كَــم سـقى أكـؤسَ الـوَدادِ صـباحاً
وَرَواحــــــاً وأكـــــؤُسَ الأَرواحِ
كُــلَّ وقــتٍ تَــراهُ بيـنَ ارتقـاءٍ
لِمَقَــــامٍ وأخــــر عَنــــهُ راحِ
آمــرٌ بــالمعروفِ لا عَيــبَ فيــهَ
غَيـرَ تـركِ النُّهـى وفعـلِ المُبـاحِ
كُــلُّ مــدحٍ تَــراهُ قِيــلَ قَـديماً
فَلَــهُ القــائِلُ القــديم لَنَــاحِ
بَـــل تعــالى مــديحهُ وتعــالى
مَـدحُهُ الأدنـى فـي انتهـا الأمداحِ
فهــوَ رُوحُ الأشـباحِ والمـدحُ عـالٍ
كيـــفَ وصـــفُ الأشـــباحِ للارواحِ
ولهـــذا ثنيـــتُ عنــهُ عنــاني
عَكـــسَ قلــبي ومقلــتي وجَنــاحِ
وعلـــى جـــدِّهِ الشـــفيعِ صــَلاةٌ
وســـلامٌ يُـــزري بِنُــورِ الأقــاحِ
وعلــى الآلِ مــا الجســُورُ تَمَنَّـى
بَيـنَ سـُمرِ القَنَـا وبيـضِ الصـِّفَاحِ
محمد الغيث النعمة ابن الشيخ ماء العينين.علامة محقق، شاعر مفلق، ولد في رمضان سنة 1300هـ، وتربى في أحضان والديه العلامة المجاهد الشيخ ماء العينين وأمه العابدة العالمة هند، تلقى مبادئ العربية على والدته في البداية، ثم قرأ القرآن على الشيخ الحضرام ونال إجازته، وقرأ عليه بعض العلوم أيضاً. تميز بنبوغه المبكر ونجابته وقوة حافظته، فكان لا يسمع شيئاً إلا حفظه وكتبه. ولما بلغ الحلم أسلم نفسه لوالده حتى استنفد جميع مقروءاته ومروياته ومسموعاته. وفي فجر شبابه قدمه والده للتدريس والتربية على الرغم من صغر سنه، تنقل بين تزنيت ووجان وسوق الثلاثاء الإجمارية، إلى أن استقر في مدرسة آيت رخا مدرساً ومصنفاً، وأقام هناك إلى أن وافاه الأجل.من آثاره: (الأبحر المعينية في الأمداح المعينية)، و(مثلث قطرب)، و(تنبيه معاشر المريدين على كونهم لأخلاق الصحابة تابعين)، و(ديوان كبير في مجلد ضخم) جله في الأدعية، و(الفواكه في كل حين من كلام شيخنا ماء العينين)، و(لجام المعترضين)، و(نور الغسق)، و(ديوانه الشعري).