
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ما حالُ قومي غداةَ البين لا بانوا
ولا عفـى رَبعُهـم واسـتوحشَ البـانُ
ولا أصــابتهمُ عيــنُ الحســود ولا
ليـتَ الحسودَ وليت الواش لا كانوا
سـاروا فصـار فـؤادي فـي طِلابِهُـم
لأنهـــم لفــؤاد الصــبِّ جِنحــان
مـا إن سـرى ضـعنهم إلا سرت مُهَجي
واسـتطونتها مـن الهجـران نيران
ولا عــنِ العيـنِ شـمسٌ منـمُ غربَـت
إلا وهـز فـي سـُويد القلـب سـُكانُ
شـقُّوا بشـقَّتِهم قلـبي فليـس لهـم
عليـه لـو هـامَ وجـداً قـطُّ سلطان
إن حـاولوا قطع وصلي فالفؤاد له
بهـم زيـادةُ وصـلٍ أيـنَ ما كانوا
عليـكَ يـا منـزلاً بـالمُنحنى شجني
طـولَ الزَّمـان وكـلّ الـدهر أشجان
قـد كُنـتُ مـأنوسَ قومٍ غاب شاهدهم
فتلــك أوطـانهم للبُـوم أوطـانث
لا أبعـد اللـه أربـابَ القلوب ولا
جــرَت عليهـا مـن الأحـزان أردان
قـومٌ لهم من أثيل المجدِ كم وُضِعت
فـوق الـرؤوس على الخرصان تيجان
آل الرسـولِ ومَـن فـي شـأنِ شأنهمُ
كـم قـام عند ذوِي التحقيقِ برهان
أنــوارُ غرَّتِهــم فـي طـيّ طُرَّتهـم
لهــم مِـن اللـه تقـديسٌ وسـبحان
للــه مـن موقـفٍ بـالطف أوردَهـم
حَـوضَ الحِمـام فصاحي القومُ سكرانُ
كم أحرموا للمنايا فيه واغتسلوا
مـن النحـور وسـافي الترب أكفان
وفيـه كـم عُفِّـرَت مـن غـرَّةٍ ولكـم
قــد أُرغِمـت فيـه آنـافٌ وأذقـانُ
وكـم ثـوى فيـه بـدرٌ خـرَّ من فَلكٍ
لـــه تخــرُّ مــن الأفلاك أركــان
مثـلُ الحسـين قضـى ظـامٍ ومن عجبٍ
الاء فــي راحــتيه وهــو ظمــآن
مـا نحـطَّ عـن سـرجه إلا وسبَّحَت الأ
ملاك حزنــاً ونـاحَ الإنـس والجـان
ولا تنكَّــبَ عــن مِرقــاةِ مِنَــبرِهِ
إلا بكــت مريــمٌ حزنــاً وعمـران
ولا هــوى بــدرُه إلا تنــثرَ مــن
عُقــد الثريَّــا لــه دُرٌ ومرجـان
ولا علـى صـدرِهِ الزَّاكـي جُـي حَنَقاً
إلا رَثـــاه أبـــو ذر وســـلمان
ولا اشـتكى عطشـاً أو نـال من المٍ
إلا وحَــنَّ حنيــنَ الــورق عـدنان
ولا تـــأوَّهَ لمـــا حُــزَّ مَنحــرُهُ
إلا وللــــرُّوح بالتهليـــل إعلان
ولا اُطِــلَّ لــه فــوق الـتراب دمٌ
إلا جـرَت مـن ذوي الأعيـان أعيـان
ولا أقيــم لــه رأسٌ بــرأسِ قَنـىً
إلا أقمــن العــزى حـورٌ ووِلـدان
ولا علـى صدره الجردُ العتقاقُ جرت
إلا وللأرض فــي الزلــزال إمعـان
ولا قضــى مَيِّتــاً إلا وفاطمـةُ الـزَّ
هــرا وَأحمـدُ فـي الأحـزانِ سـِيَّان
تـدعو بـه يـا قـتيلاً مـا له دِيَةٌ
تُــدانُ يومــاً بـه بكـرٌ وهَمـدان
ويــا مصــاباً بجـرحٍ لا دواءَ لـه
حتَّــى أقــرّ لـه بـالعجز لقمـان
يـا واحـد الـدهر أصبحتَ الوحيدَ و
محـزورَ الوريد عليك الدهر حزنان
يـا قطـبَ دائرة الإيجـاد خلفـكَ لا
كـان الوجـود ولا فـي الكن إمكان
ثـويتَ يـا قمـراً بـالطف كـان له
علــى الحــوادث إشـراق ولمعـان
وغبـتَ يـا فرقـداً مـا زلتُ أرصده
هـل غاب أم لم يغب فالفكر حيران
بـل يـا ذبيحـاً مسـجّاً لا حِرَاكَ به
كــأنَّه فـي جنـان الخلـد وَسـنان
يُغشـى عليـه فلـم يسـمع لداعيـةٍ
كــأنه بمــدام الســيف ســكران
وزينـبٌ معهـا فـي الـدور قائلـةٌ
مـات الحسـين فمـا لي عنه سلوان
أُخـي هـل عـادَ عيدي أو طَرا طربي
وأنــت ثـاوٍ بـأرض الطـفّ عُريـان
أُخـيَّ مـا جـزتُ قـبراً أنـتَ ساكنه
إلا اســتهل مــن الأجفــان هتـان
يـا ميتـاً أبلـت الغـبراء جثَّتَـهُ
أقـامَ فـرداً وما في الموت إخوان
ويـا غريبـاً بأكنـاف الطفوف قضى
ومـا لـه فـي نـواحي الأرض جيران
ويـا سـلبياً معـرّاً لـن يُلَـفَّ لـه
كمـا جـرت عـادة الأمـوات جثمـان
مـــرمَّلاً بـــدمٍ مــا غســّلوه ولا
صــلَّت عليــه صــلاة الميــت خلان
يـا ابنَ الغطارفة الأشراف من مضرٍ
ومَــن هُــمُ لأصـول الـدين تبيـان
لــولا تــألقُ نـورٍ مـن ميـامنكم
لمـا اهتـدى لسـبيل الحـق إنسان
لِ أحمــدٍ جــرُمٌ أصـبحنَ فـي حـرمٍ
عليـه مـن أثـر التعظيـم عنـوان
مـا أكـبرَ الـذنبَ لولا عذرُ فاعِله
مـا كـان للنـاس عند الله غفران
فاسـمع فَديتكض عن ذنبي وعن جُرُمي
إن طـال بـي مَوقـفٌ أو خـفَّ ميزان
إلــى معاليـك قـد هـذبت مرثَيـةً
لا نقـصَ فيهـا وفـرَضُ النقص نقصان
سـقى ثـراك الغـوادي مزنُها وعلى
نفيــس نفســك تســليمٌ ورضــوان
مـا ظلَّ ركب الدجى وانجاب عن شفقٍ
بــه يَــأمُّ إلــى جـدواك ركبـان