
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليلــيَّ غـاب النَّجـمُ واتَّضـحَ الفجـرُ
أمـا لـكَ بالأحبـاب مـذ رحلـوا خُـبر
عســى ولعــلَّ البــانَ ينبيـكَ عنهـمُ
إذا جُـزتَ مِـن بـدرٍ وقـد طلـع الفجر
ألا فأســألِ الــوكر اليمـانيَّ وقفـةً
علـى عتبـات الكـرخ إن عـارَض الجسـر
وإن جــزتَ بالنَّعمـان فـانعمه برهـةً
تحيَّـــةَ مشـــتاقٍ يُروّعـــه الهجــر
أذوبُ اشـتياقاً فـي هـواهم ولـم أزل
يُحرّكنـــي وجـــدٌ ويُحرقنـــي جمــر
فما خاطِرُ الخابورِ مهما اشتكى النوى
بــأجزع منّــي ليــت لا غيّـرَ الـدهر
أمـا قـال ربُّ اليـأس عـن وصـل خِلـهِ
إذا مــتُّ عطشــاناً فلا نــزلَ القطـر
عزيــزٌ علــى عينـي تراهـم شـعائباً
ونـــاديهمُ خـــالٍ ومَعهــدهم قَفــرُ
بنــي الأكرميـنَ النّيّريـنَ ومَـن بُنـي
لأجلهِــمُ الــبيتُ المُعَظــم والحِجــرُ
وبعـدهُم الـدنيا علـى النَّـاس أظلمت
وضـاقَ الفَضـا حـتى كـأنَّ الفضـا شبرُ
لهــم وقعــةٌ لـو أنَّ معشـارَ عشـرها
ألــمَّ بقلـب الصـَّخر لا نصـدع الصـَّخر
مصــابُ حســين بالفرنـد الـذي جـرى
علــى نحــره لمـا بـه فتـكَ الشـمرُ
جــثى جثـوةَ الكلـب العقـور بنعلـه
علــى صــدرِه وَهـوَ المُـؤَمَّر والصـَّدر
وميّــز منـه الـراسَ فـي سـاعةٍ بهـا
تـداعت سـماء المجـد وانهـدم الفخر
وعلاه مثــلَ البــدر لــو أن بصـرته
فوَيـقَ القنـا يبـدو لقلـتَ هو البدر
قضـى اللـه أنّ ابـن النبيّ من الظّما
يمــوت وعــن جنـبيه دجلـةُ والنَّهـر
ولــم يُــروَ إلا مــن مُــورّد نحــره
لــه منحــرٌ مـن سـائل الـدَّم مُحمَـرُّ
قتيـلٌ بلا جـرمٍ قضـى الجـودُ إذ قضـى
وبحـر نـدىً قـد جـفَّ واحتبـسَ القطـر
مُقَطّــعُ جســمٍ شــَقّت الشــمس جيبهـا
عليـه ومنهـا فـي العزا يُنشد الشعر
ونـــاحت لــه الأفلاك وانقلــب الملا
وَحَــنّ عليــه النَّهـيُ وانتحـبَ الأمـرُ
وَحَنَّــت لــه الأملاك فـي أفُـقِ السـما
وســُوّدَت الأيــامُ واســتوحش الــدَّهر
وزينــبُ تــدعو واحسـيناه قـد قضـى
بِحَــدّ المواضــي لا غيــاثٌ ولا نصــرُ
أخِــي كســرتَ قلــبي مصـيبة كـربلاء
بــذبحكَ كســراً مــا ألَـمّ بـه جـبر
فَـتى حيـدرٍ يا غايةَ الخلق في الورى
ويـا مَـن إليـه يرجـع النّهـيُ والأمر
ويـا مـن لـه فـي جنـة الخلدِ في غدٍ
تُـزَفُّ الحسـانُ الحـور والسندس الخضر
فكــن للعُبَيــدِ القِـنّ أحمـدَ شـافِعاً
مــتى كــانَ لا زيـدٌ بمغـنٍ ولا عمـرو
كفــاكَ مديــحُ اللــه حسـبي وإنّنـي
أُجلّــكَ عــن مــدحٍ يصــوّرُهُ الفكــر
ولكـن دعـاني الشـوقُ والحـبُّ والهوى
فطـابَ لـيَ المغنـى ولَـذّ لـيَ الشـعر
ســلامٌ عليكــم مــا أظلّــت غمامــةٌ
ومـا انهـلَ منهـا فـوق أجداثكم قطر