
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دنيــاكَ فانيــةٌ والحــيُّ منتقــلُ
إلـى الـترابِ ويبقـى الله والعملُ
فجــدَّ جــدَّكَ فــي إتيــان صـالحةٍ
واعمـل لاُخـراك مـا يجـديك يا رجل
دع المقــام بــدارٍ لا قـرارَ بهـا
ولا بقــاءَ وأنــت السـائر العجـل
فــالموتُ آتيــك لا مندوحـةٌ أبـداً
عنـه ولكـن إلـى أن ينقضـي الأجـل
مـا أطيبَ العيش في الدنيا وأعذبَه
لـو لـم يكـن للمنايـا فيه مُرتحل
إن كـان دنيـاكَ هـذا شـأنُها فعلى
مـاذا بتعميرهـا يـا صـاحِ تشـتغل
فتـب إلـى اللـه إخلاصـاً وقل نَدِماً
إلـى مَ هـذا وشـيب الـرأس مشـتعل
وزُر مشــاهَد أهـل الـبيت معترفـاً
فــإنهم ســببُ الإيجــاد والعلــل
والثـم ضـرائحهم وانشـق روائحهـم
تَـترى الصـلاةُ عليهـم أينما نزلوا
واذكــر مصـائبهم فـي كـل ناحيـةٍ
وانـثر دموعـكَ فـي أرضٍ بها قتلوا
قـد صـُرّعوا وقضـوا نحبـاً على ظمأٍ
فـي كـربلا وعلـى روس القنا حُملوا
روحـي فـداءُ حسـين إذ اقـام بهـا
فـرداً وليـس لـه عـن كربهـا حِـوَلُ
مُفطَّـرَ الجسـم معفـور الجـبين لُقىً
يجــري علــى صـدره حـافٍ ومنتعـل
شـِلواً ذبيحـاً خضـيبَ الشيبِ من دمه
ظمـآنَ لهفـان لـم تـبرد لـه غلـل
عريــانَ ذا جثــةٍ بــالطف عاريـةٍ
لـولا الصـبا نُسـِجت منهـا لـه حُللُ
وحـــوله نســوةٌ ينــدبنَ مصــرعَه
ودمــعُ آماقهـا فـي الخـد منهمـل
يعـزز علـى أمّنـا الزهرا ووالدها
مصـابُهُ الفـادح المسـتعظم الجلـل
فـي لُمّـةٍ مـن نسـاها وهـي قائلـةٌ
واحــرَّ قلبـاه خـاب الظـنُّ والأمـل
واطــول كربـاه والهفـاه واولـدي
فقــدتُه فعلــى مَــن بعــدُ أتكـل
يـا وقعـةً أزهقتنـي فـي ثرى جدثي
وصـرت مـن أجلهـا بـي يضربُ المثل
يـا والدي أحمدُ انظر كيف في ولدي
أميّــةٌ فعلـت يـا بئس مـا فعلـوا
أوصـيتَهم فيـه خيـراً إذ خطـبَ بهم
فخـالفوا وبعكـس النـصِّ قـد عملوا
فقـد أذاقـوه حـرَّ السـيف مضـطهداً
فجســـمه بـــدمِ الأوداج مشـــتمل
وســيَّروا بعــده النِّسـوانَ حاسـرةً
فــي كـل هـاجرةٍ يحـدو بهـا جمـل
وقيـدوا كـفَّ زيـن العابـدينَ وقـد
حلَّــت بســاحتِه الأســقام والعِلـل
فكـن خصـيماً لهـم فـي يـوم عرضهمُ
واللـــه يشــهد والأملاك والرســل
بنـي لـؤيٍّ ويـا سـُفن النجـاة ومَن
عليهــمُ بعــد ربّ العــرش أتَّكــل
قـد راق لـي فيكم حسن الرثاء كما
قـد طـاب فيكـم لديَّ المدح والغزل
لا غــرو إن أحمــدٌ أهـدى جـواهره
لســادةٍ تُقبـلُ الأعمـالُ إن قبلـوا
وأجـرُه الغـوث مـن نـارٍ يلوذ بهم
منهـا إذا مـا بـه قد ضاقت السُبل
صـلّى الإلـه عليهـم مـا علـى فلـك
سـرت مـدى الـدهر شمسٌ أو سما زُحل
ومـا اسـتنارت بـذاتِ الطَّلـحِ نيِّرةٌ
إن غاب عنها الحيا حيَّا بها الطفل