
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كُـلُّ حـيٍّ لارقـي الحمام فمودي
مــا لحــيّ مؤمِّـل مـن خُلـود
لا تهـابُ المنـون شـيئا ولا تر
عــى علــى والـدٍ ولا مولـودِ
يقـدحُ الدَّهرُ في شماريخ رضوى
ويحــط الصــُّخورَ مــن هبـودِ
ولقـد تـترك الحوادثُ والأيامُ
وهيـاً فـي الصـخرةِ الصـيخودِ
يَفعـلُ اللـه مـا يشاء فيمضي
مـا لفعـل الإلـه مـن مَـردُودِ
وأرانـا كـالرزع يَحصـده الدَّه
رُ فمِــن بيــن قـائم وحَصـيدِ
وكأنّــا للمــوت رَكــبٌ مُخبّـو
ن ســِراعاً لِمنهلــس مَـورودش
أيـنَ رَبُّ الحِصـنِ الحَصـينِ بسُور
اء ورَبُّ القصر المُنيفِ المشيد
شــادَ أركــانهُ وبَــوبّهُ بــا
بــي حَديــدٍ وحَفَّــهُ بِجنُــودِ
كـانَ يُجـبي اليه ما بينَ صَنعا
ء فَمِصــر الــى قـرى بَيـروُدِ
وَتَــرى خَلفــه زرافـات خيـلٍ
جــافلاتٍ تَعـدوُ بِمثـلِ الأسـُودِ
فرمــى شخصــهُ فاقصـده الـدَّه
رُ بســهم مــن المنـا سـَديدِ
ثُـمَّ لـم يُنجـهِ من الموتِ حصنٌ
دُونــه خَنــدقٌ وبَابـا حديـدِ
ومُلـوكٌ مـن قبلـه عَمـروا الأر
ض أُعينـوا بالنّصـر والتأييدِ
وعزيــزٌ بالتــاج مُعتصــبٌ أش
وسُ يحمـي الـذمارَ جَمُّ العديدِ
فَلـوَ أن الأيـام أخلـدن حيّـاً
لعلاءِ أخَلـــدن عبدَالمجيـــدِ
إن عبـد المجيـد يـوم تـوَلّى
هِـدَّ رُكنـاً مـا كانَ بالمهدودِ
ومــا درى نَعشـهُ ولا حـاملوه
مـا على النعش مِن عفافٍ وجودِ
غيبوا في الصعيد حزماً وعزماً
ولـزازَ الخَصـم الألـدِّ العنيد
وَيـحَ أيـد حثـت عليـه وأيـدٍ
دَفنتـه ومـا غيبّت في الصعيدِ
هَـدّ رُكنـي عبدالمجيـد وقد كن
تُ بركــنٍ أُبــوءُ مِنـه شـديدِ
كـادت النفـسُ أن تفيـض عليهِ
اذ غــدا حَشـو ربطـة وبـرودِ
فبعبـد المجيـد تـأمور نفسي
عـثرت بـي بعد انتعاش جدودِي
وبعبـد المجيـد شلّت يدي المي
نـي وشـلّت بـه يميـنُ الجـودِ
وسـقاهُ مـاءُ الشـَّبيبة فـأهتز
اهـتزاز الغُصن النَّدي الأملودِ
وسـَمَت نَحـوه العيـونُ ومـا كا
ن عليــه لــزائدٍ مـن مزيـدِ
فـإذا مـا ذكرتـه عرضـت لـي
غُصـّة فـي اللّها وحبل الوريدِ
وكــأنَّي ادعــوهُ وهـو قريـبٌ
حيـنَ أدعـوهُ مـن مكـانٍ بَعيدِ
فلئن صــار لا يُجيـبُ لقـد كـا
نَ ســـَميعاً هَــا إذا نُــودي
كـانَ لـي عصـمةٌ فـأودى الـده
ر فيـا حَسـرة الفريد الوحيدِ
يـا فـتىً كانَ للمقاماتِ زيناً
لا أراه المحفـــل المشــهودِ
خنتـكَ الـوُدَّ لـم أمـت كَمـدأً
بعـدك أنـي عليـكَ حـقُّ جليـدِ
غيـر أنـي أبكيكَ ما حنت النيَ
يــبُ وحُثــت عَيرانـهُ بقيـودِ
لـو فَـدى الحـيُّ ميتاً لفدت نَف
سـَكَ نَفسـي بطـار فـي وتليدي
فـبرغمي كنـت المقـدَّم قبلـي
وبكرهــي دُليــتَ فـي مَلحـودِ
كُنـتَ لـي عُصـمةً وكنـتَ سـماءً
بـك تحيـا أرضـي ويخضر عُودي
تُبلـس الكاشـحَ العدوُ على الض
غـن تجـزى بضـعفِ ودَ الـودودِ
عـادَ عبدالمجيـد رُزأ وقـد كا
نَ رجــاء لريــب دهـرٍ كنـودِ
حيــنَ تَمَّــت آدابــه وتَـردَّى
بــرداءٍ مــن الشـبابِ جديـدِ
لهـف نفسـي أمَـا أراكَ وما عن
دك لـي أن دَعـوتُ مـن مـردودِ
ولئن كُنتُ لم أُمُت من جَوىَ الحُز
نِ عليـــه لأبلغــنَ مَجهــودي
لأقيمـــنَّ مأتمــاً كنجُــوم ال
ليـلِ زُهـراً يلطمنَ حُرَّ الخدودِ
مُوجعــات يبكيــنَ للكبــد ال
حـرى عليـه وللفُـؤاد العميدِ
ولعيـــنٍ مطروفـــةٍ أبــداً ق
ال لهـا الدهرُ لا تقري وجُودي
كُلّمــا عَــزك البكـاءُ فأنفـد
ت لعبـدِ المجيـدِ سـجلاً فعودي
لفــتى يَحسـُنُ البكـاءُ عليـه
وفـتىً كـان لامتـداحِ القصـيد