
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـلامٌ علـى ذاك البنـاءِ الـذي سما
وصـلَّى عليــه الـدهرُ حينًـا وسـلَّما
سـلامٌ علـى ذاك الـذي بـات صـامتًا
ولــولا التَّــواني بيننــا لتكلمـا
ســلامٌ علـى رمسـيسَ والـدمعُ سـائلٌ
يُــذكِّر قــومي بالســحاب إذا همَـى
رفعتُــم لنـا ذاك البنـاءَ بقـدرةٍ
إذا ضــربَتْ صــدرَ الزمــان تحطَّمـا
فَمِلْنـا مـع الأهـواء فـي كـل مذهبٍ
وبتْنــا مــع الأيـام وَهْمًـا مُجسـَّما
وقفْنـا علـى الآثار نبكي على الأُلى
إذا ذُكــروا ثغــرُ الزمـانِ تبسـَّما
رجـالٌ أبَـتْ أن تـتركَ الجِيـدَ عاطلاً
فأهـدَتْ إلـى الأهـرام عِقْـدًا منظَّمـا
إذا سـابقوا هُـوجَ الريـاح رأيتَهُم
خِفافًـا وإن غـابوا عن الدهرِ أظلما
أقـاموا زمانًـا تحـت ظِـلِّ عُروشـِهم
وبــادوا فشـِمْناهم جُلـودًا وأعْظُمـا
يكـاد الضـُّحَى يبكـي عليهـم تأسُّفًا
غـداةَ رأى الأبنـاءُ في الدهر غَيرَما
رأينا الهوى دينًا ومِلْنا عن الهُدَى
بقلـبٍ إذا مـا أنجـدَ الحـقُّ أتْهَمـا
وبتنـا نُمنِّـي النفسَ في غسق الدُّجى
بقــولٍ ضــعيفِ الــرأي عـلَّ وربَّمـا
هما الأصلُ في ذاك الشقاء الذي أرى
وأكـــبرُ ظنِّـــي أن همِّــيَ منهمــا
تحكَّـم فينـا الـدهرُ والنـاسُ نُـوَّمٌ
ولــو هِمَّــةً فينـا رأى مـا تحكَّمـا
وألبســَنا ثــوبَ المذلَّــة بعـدما
تقدَّمَنـــا نحــو العُلا مَــنْ تقـدَّما
مُنينـــا بأيــامٍ كــأن نجومَهــا
سـهامٌ فيـا وَيْلـي مـن السهم بعدما
بنـي النيـلِ إن النيـلَ أسبلَ دمعَه
ونـــاح علــى آبائِنـــا وتَرحَّمــا
فلا تطلبـوا المجـدَ الأثيـلَ بـأنفسٍ
عزيــزٌ عليهــا أن تجــدَّ لتغْنَمــا
عَــذيريَ مـن قـومٍ تـداعتْ صـروحهم
ومـا نبَّهـوا قلْبًـا ولا حرَّكـوا فمـا
ينــامون والأيــامُ شــَتَّى ضـُروبُها
فيـا ليـتَ شعْري هل يرى المجدُ نُوَّما
كفـى حَزَنًـا أن يصـبحَ الشرق مظلمًا
ويُطلِـعَ ذاك الغـربُ فـي الأفْق أنجما
إذا لـم نُسابقْ أمَّة الغرب فاكتبوا
علــى جَــدَثِ الفـاني قَضـَى مُتألِّمـا
ولا تُكرمــوني بعــد مـوتي فـإنني
أرى مَـنْ يُعيـد المجـدَ للشـرق أكرما
إذا أنــا لـم أُسـعِدْ بلادي بهِمـتي
فلا حرَّكَــتْ كفِّــي اليَـراعَ المُقوَّمـا
محمد إمام العبد. شاعر مصري، آية في الظرف، أجاد الشعر والزجل، سوداني الأصل، فاحم اللون، ممتلئ الجسم طويل القامة، بيع أبواه في القاهرة، وولد ونشأ ومات فيها، وكان هجاءاً مقذعاً في زجله، وديعاً دمثاً خفيف الروح في خلقه، تعلم في إحدى المدارس الابتدائية، ولم يتزوج، واتصل بالشيخ محمد عبده ورثاه بقصيدة مطلعها: فداك أبي لو يفتدى الحر بالعبد! وكان خطيباً مفوهاً، تجري النكتة في بيانه فلا يمل سماعه، عاش نحو 50 عاماً أو دونها، وانهمك في كل موبقة، ومرض قبل موته بضعة أشهر، له أزجال كثيرة في وصف ألعاب الكرة وغيرها، وكان (كابتن مصر) إلى سنة 1900م، ثم انصرف عن اللعب وعكف على الأدب والكتابة في الصحف وأخباره مع حافظ وشوقي ومطران ومعاصريهم كثيرة.