
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـداك أبـي لو يفتدى الحر بالعبد
لأن حيـــاة الآل بعـــدك لا تجــدي
نقمــت علــى الأيــام بعـد محمـد
وقـد غـدرت بـي بعـدما حفظت عهدي
وكيـف يطيـب العيـش للمـرء بعدما
تلاعــب ذاك الــدهر بالأسـد الـورد
ذهلــت فلــم أعلـم أمـاء غمامـة
جـرى أم دموع العين فاضت على خدي
منـى النفـس أن تبقـى لترشـد أمة
أبى الجهل أن تهدَى إلى منهج الرشد
خلقــت لهــا فاستعصـمت بظنونهـا
وسـارت إلـى قصـد وسـرت إلـى قصد
فمـن لكتـاب اللـه إن غالك الردى
وغــادرته كــالفكر يســري بلا حـد
ومـن للهـدى والعقـل كالليل مظلم
ومـن للمعـالي والفضـائل والمجـد
خرجـت مـن الأولـى ببُـرد من السنا
وعـدت إلـى الأخـرى ببُـرد من الحمد
ولــو عرفتــك النـاس بعـد محمـد
لمــا زعمــت أن الهدايـة للمهـدي
وكنـت ذكـاء مـا اهتـدوا بضيائها
لأنــك كنــت النـور للأعيـن الرمـد
تحــارب أربـاب الضـلالة بالهـدى
لتبـدل ذاك النحـس في مصر بالسعد
فيــا دافنيـه مـا دفنتـم محمـداً
ولكـن دفنتـم آيـة اللـه في اللحد
ســئمت حيــاتي بعــد مـوت محمـد
ولـو أننـي بشـرت في الدهر بالخلد
فيــا ثاويـا فـي قلـب كـل موحـد
عليـك سـلام الله في القرب والبعد
محمد إمام العبد. شاعر مصري، آية في الظرف، أجاد الشعر والزجل، سوداني الأصل، فاحم اللون، ممتلئ الجسم طويل القامة، بيع أبواه في القاهرة، وولد ونشأ ومات فيها، وكان هجاءاً مقذعاً في زجله، وديعاً دمثاً خفيف الروح في خلقه، تعلم في إحدى المدارس الابتدائية، ولم يتزوج، واتصل بالشيخ محمد عبده ورثاه بقصيدة مطلعها: فداك أبي لو يفتدى الحر بالعبد! وكان خطيباً مفوهاً، تجري النكتة في بيانه فلا يمل سماعه، عاش نحو 50 عاماً أو دونها، وانهمك في كل موبقة، ومرض قبل موته بضعة أشهر، له أزجال كثيرة في وصف ألعاب الكرة وغيرها، وكان (كابتن مصر) إلى سنة 1900م، ثم انصرف عن اللعب وعكف على الأدب والكتابة في الصحف وأخباره مع حافظ وشوقي ومطران ومعاصريهم كثيرة.