
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَقَى دُورَ مَيَّــةَ بِــالأَجرعِ
مُسـِفٌّ مِـنَ الـدَّجنِ لَـم يُقلِـعِ
وَلَـو تَـرَكَ الشـوقُ دَمعـاً بِجَفنِـي
ســَقَيتُ المَنَــازِلَ مِــن أَدمُعِـي
شــــَجِيٌّ يَحِــــنُّ لاِلاَّفِــــهِ
وَيَصـبُو إِلَـى دَهـرِهِ الغَـابِرِ
فَهَــل عَــائِدٌ لِــي زَمَــانٌ مَضـَى
بِنَعــفِ الغُــوَيرِ إِلَـى الحَـاجِرِ
أَرَى بَيـنَ أَحنَـاءِ صـَدرِيَ نَاراً
تُؤَجِجُهَـا الرِّيـحُ إِمَّـا هَفَت
وَبَيـنَ جُفُـوِنيَ سـُحباً ثِقَـالاً
إِذَا مَــا تَــأَلَّقَ بَـرقٌ هَمَـت
وَســَاوَرَنِي الحُـبُّ حَتَّـى ثَـوَى
كَـأَيمٍ عَلَـى مُهجَتِـي مُلتَـوِي
وَمَـا الحُـبُّ إِلاَّ كَـرَوضٍ غَـدَا
بِغَيــرِ المَــدَامِعِ لاَ يَرتَـوِي
وَقَـد هَجَـرَت مُقلَتَـايَ الكَـرَى
كَــأَنَّ بِهــدبِي رُؤُوسَ الإِبَـر
وَلَو كَانَ مَا بي بهَذَا الغَمَامِ
لأَ مطَـرَ بِـالجَمرِ أَو بِالشَّرَر
فَجِسـمِيَ أَصـبَحَ كاَلشَّمعِ يُفنيِهِ
سـَكبُ الـدُّمُوعِ وَوَقـدُ الحُرَق
فَلاَ أَلبَــسُ الثَّــوبَ إِلاَّ وَجِسـمِي
مِـن تَحـتِ ثَوبِي كَثَوبٍ خَلَق
نَحَلـتُ فَلَـو زُرتُهَـا مَـا خَشيِ
تُ رَقيبـاً يَرَانِـيَ فِيمَن يَرَى
وَلَــو زُرتُ مَيَّــةَ فِـي يَقظَـةٍ
لَظَنَّــت بــأَنّي خَيَـالٌ سـَرَى
يَمُــرُّ وَلــمَ أَدرِ شـَهرٌ فَشـَهرٌ
كَـأَنِّي فِـي فَلـكٍ لَـم يُـدَر
وَأَرتَــاحُ إِمَّــا تَمَنَّيتُهَــا
وَيَــا رُبَّ أُمنِيَّــةٍ كَــالظَّفَر
أَســِيرٌ وَلاَ أَرتَضـِي بِالعِتَـاقِ
وَمُضــنَى وَأَجــزَعُ أَن أَبَـرأَ
وإِن ســَلَّمَت خِلتُهَــا وَدَّعَّــت
وَأَحســَبُ مُقتَربِــي مُنتَــأَى
إِذَا كُنـتُ وَحدِي أَكُونُ وَإِيَّاكِ
أَو خَالِيــاً فَاشــتِغَالي بِـكِ
وَأَطَّلِـــبُ المَجــدَ وَالمَكرُمَــاتِ
لتحســـُنَ لِـــي شــِيمَةٌ عِنــدَكِ
لِيَحنُــوَ قَلبُــكِ رِفقــاً عَلَـيَّ
فَالصـَّخرُ بالمَاءِ قَد يَنبَجِس
وَصُوِني الودَادَ وَفِيهِ الذمَاءُ
فَلَـن يُـورِقَ العُـودُ إِمَّا يبِس
لِمَيَّــــةَ خَــــدٌّ بِــــهِ وَردَة
تُفتِّحُــهُ نَظــرَةٌ أَو خَجَـل
وَقَــدٌّ قَضـِيفٌ إِذَا مَـا تَثَنَّـي
يُخَــالُ بِــهِ رَنـحٌ أَو ثَمَـل
وَوَجـهٌ إِذَا مَـا نَظَـرتَ إِلَيهِ
نَظَــرتَ لِوَجهِــكَ فِــي مـائِهِ
وَجَفــــنٌ تُرَنِّقُـــهُ فَـــترَةٌ
كَمُســتَيقِظٍ بَعــدَ إِغفَــائهِ
كَــأَنِّيَ فــي مَـدحِهَا سـَاجِعٌ
وَدَمعِــيَ فِــي عُنُقِــي طَـوقُهُ
تَشـُوقُ فُـؤَادِي فَـأُثنِي عَلَيـ
هَــا كَعُــودٍ يُضــَوِّعُهُ حَرقُـهُ
زَمَــانٌ إِذَا مَــا تَــذَكَّرتُهُ
تَخَيَّلتُــهُ حُلُمًـا فِـي الكَـرَى
وَعَهـدُ الشـَّبَابِ كَرُؤيَـا إِذَا
مَضـَت أَدرَكَتهَـا نُفُـوسُ الوَرَى