
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَدِيَــــــارَ مَــــــيٍّ تَنظُـــــرُ
فَــــــدُمُوعُ عَينِـــــكَ تُمطـــــرُ
أَم أَبـــــــرَقَ الَعَلَمَيـــــــنِ أَم
ســـــَفحَ اللِّـــــوَى تَتَــــذَكَّرُ
أم تَـــــامَ قَلبَـــــكَ جُــــؤذَرٌ
أَحـــــوَى المَـــــدَامِعِ أَحــــوَرُ
أَم هَــــبَّ مِــــن مِصـــرٍ صـــَبا
أَم طَــــــارَ بَـــــرقٌ أَشـــــقَرُ
أَم قَـــــد ذَكَـــــرتَ بِطَاحَهَـــــا
وَهِـــــيَ البِســــَاطُ الأَخضــــَرُ
وَالنِّيـــــلُ فـــــي لَبَّاتِهَــــا
عِقــــــدٌ يَلُــــــوحُ مُجَــــــوهَرُ
وَالجَــــــوُّ صـــــَحوٌ مُشـــــرِقٌ
وَكَأَنَّمَــــــا هُــــــوَ مُمِطـــــرُ
وَالِِّظــــلُّ مِـــن خَلَـــلِ الشـــُّمُو
سِ مُـــــــــدَرهَمٌ وَمُــــــــدَنَّرُ
فَكَـــــأَنَّهُ جِلـــــدٌ مِــــنَ ال
نمِـــــــرِ المُرَقَّـــــــشِ يُنشــــــَرُ
وَغُصـــــُونُهَا لُـــــدنٌ تَمِـــــي
دُ بِمَــــــا تُقِـــــلُّ وَتُثمِـــــرُ
فَكَــــــــــــــــــــأَنَّهُنَّ وَلاَئِدٌ
فِــــــي حَلِيهَـــــا تَتَكَســـــَّرُ
هِــــيَ نَســــجُ وَشـــيٍ نِيلُهَـــا
فِيـــــهِ الِطّـــــرَازُ الأَحمَـــــرُ
هِــــيَ مِثــــلُ لَـــوحٍ صـــَوَّرَ ال
فِــــــردَوسَ فِيـــــهِ مُصـــــَوِّرُ
يَــــا جَنَّــــةً يُجنَـــى الجَنَـــى
فِيهَـــــا وَيجَــــرِي الكَــــوثَرُ
أَنَــــا شــــَاعِرٌ فـــيِ وَصـــِفهَا
لَكنَّهَــــــا هِــــــيَ أَشـــــعَرُ
أَنَّـــــى بِمصـــــرَ وَدُوَنَهَـــــا
بَحــــــرٌ يَعِــــــجُّ وَيَــــــذخَرُ
يَـــا ســـَائِرَ الفُلـــكِ المُســَخ
خـــــرِ فِـــــي خُضـــــَارَةَ يَمخَــــرُ
إِقـــــرَ التَّحِيَّـــــةَ جِيـــــرَةً
حَيـــــثُ الكَـــــثيِبُ الأَعفَـــــر
فَالنِّيــــلُ فَالهَرَمــــانِ مِــــن
غَربيِّــــــــــهِ فَـــــــــالأَزهَرُ
فَالرَّوضــــــــَةُ الغَنَّــــــــاءُ وَال
مقيَـــــــاسُ فيهَــــــا يُشــــــبَرُ
فَالقَصـــــرُ قَصـــــرُ المُلـــــكِ وَال
أَوهَـــــــامُ عَنـــــــهُ تَقصـــــــُرُ
فِيــــــهِ المَقَاصــــــِيرُ الَّتِــــــي
أَلـــــــــــوَاحُهُنَّ المَرمَــــــــــرُ
حِيطَانُهَــــــا الـــــذَّهَبُ الصـــــِقَّي
لُ وَأَرضــــــــــُهُنَّ العَرعَـــــــــرُ
قَـــــد صـــــَوَّر التَّارِيــــخَ فِــــي
أَرجَـــــــــــائِهنَّ مُصـــــــــــَوِّرُ
فتَــــــرَى الوَقــــــائِعَ مَنظَـــــراً
وَكأَنَّمَـــــــا هِـــــــيَ مَخبَـــــــرُ
وَالجُنــــدُ تَخطُــــرُ فِــــي الحَـــدِي
دِ فَــــــــــدَارِعُونَ وَحُســــــــــَّرُ
وَالخَيــــــلُ بَيــــــنَ عَجَاجِهَــــــا
تخَفَـــــــى وَحيِنـــــــاً تَظهَــــــرُ
وَتُظَـــــــنُّ أَحيَـــــــاءً بِــــــهِ
فَتُمَـــــــسُّ كَيمَـــــــا تُخــــــبرُ
قَــــد حَلَّــــهُ العَبَّــــاسُ يَــــن
هَـــــى فِـــــي الأَنَــــامِ وَيَــــأمُرُ
فَكَــــــــــأَنَّهُ عرِّيســــــــــَة
وَبِـــــه الأَميِـــــرُ غَضـــــَنفَرُ
مَلِـــــكٌ بِضـــــَوءِ جَبِينِـــــهِ
تُســــــــقَى البِلاَدُ وَتُمطِــــــــرُ
الســــــــَّيِّدُ المَحــــــــضُ العُلاَ
وَالجَـــــــوهرُ المُتخَيَـــــــرُ
العَـــــــدلُ مِمَّــــــا يَنشــــــُرُ
وَالمَجـــــدُ مِمَّــــا يَــــذخَرُ
خُلُــــقٌ حَــــوَى كُـــلَّ الفَضـــَا
ئِلِ فَهِــــــيَ عَنـــــهُ تُـــــؤثَرُ
جُــــودٌ وَبَــــأسٌ فِـــي الـــوَرَى
بِهِمَــــــا يُخَـــــصُّ وَيُشـــــهَرُ
مِثــــلُ الصــــَّوَاعِقِ وَالحَيَــــا
فِــــــي مُزنَــــــةٍ تَتَحَــــــدَّرُ
ثُــــــمَّ الجَزِيـــــرَةُ تَســـــتَبي
كَ بهَـــــا أَوَانِـــــسُ نُفَّــــرُ
عَجَلاَتُهَــــــا فَلَـــــكٌ بـــــأَش
بَــــــاهِ النُّجُـــــومِ يُـــــدَوَّرُ
مِـــــن كُــــلِّ خِركَــــاةٍ بِحَــــس
نَـــــاءٍ تُضـــــيءُ وَتُقمَـــــرُ
فَكَأَنَّهَــــــا المِشـــــكَاةُ وَال
مِصــــــبَاحُ فِيهَــــــا يَزهَـــــرُ
فَـــــالجِيزَةُ الخَضـــــرَاءُ يَــــع
بَـــــقُ رَنـــــدُهَا وَالعَبهَــــرُ
فِيهَــــا النَّعَامَــــةُ وَالحُبـــا
رَى وَالمَهَـــــــا وَالقَســـــــوَرُ
كَســـــَفِينِ نُـــــوحٍ أَظهَـــــرَت
مَــــا كَــــانَ فِيهَــــا يُضـــمَرُ
وَتَــــرَى الغُصـــُونَ عَلَـــى الأَرَا
ئِكِ تَلتَـــــــــوِي فَتُشــــــــَجَّرُ
وَجَــــــــــدَاوِلٌ كَســـــــــَبَائِكٍ
بِســـــَنَا الأَصــــيِلِ تُعَصــــفَرُ
مَاءُ كَبلَّورٍ يَذُ وبُ وَأَدمُعٌ تَتَقَطَّرُ
يَـــروَى القَطَـــا الكُـــدرِيُّ مِــن
هُ وَينتَحِيـــــــهِ الجُـــــــؤذَرُ
فِــــي حَــــافَتَيهِ الــــوَردُ وال
نســــــــــرِينُ وَالنَّيلُـــــــــوفَرُ
وَعَلَيــــهِ مِـــن نَســـجِ الصـــَّبَا
درعٌ هُنَــــــــاكَ وَمِغفَــــــــرُ
فَالقَصـــرُ وَهُـــوَ لِمَـــن مَضـــَى
مِــــن أَهــــلِ مِصــــرِ مَقبَــــرُ
نُشــــــِرَت بِــــــهِ أَمـــــوَاتُهُم
فَكَأَنَّمَـــــا هُـــــوَ مَحشـــــَرُ
رَمســـــيِسُ أَيــــنَ مَطــــارِفُ ال
ديبَــــــاجِ أَيــــــنَ الجَــــــوهَرُ
أَيــــنَ الســـَّرِيرُ وَأَيـــنَ تَـــا
جُ المُلــــكِ أَيــــنَ العَســــكَرُ
نَـــم فِـــي رُقَــادٍ لَيــسَ فِــي
أَحلاَمِـــــــهِ مــــــا يَــــــذعَرُ
فَـــــالمَوتُ نَـــــومٌ أَكبَـــــرُ
وَالنَّــــــومُ مَـــــوتٌ أَصـــــغرُ
دُنيَـــــا تُشــــَابِهُ مَلعَبــــاً
وَاللَّيــــــلُ ســــــترٌ يَســـــتُرُ
وَالفَضـــــلُ يُصـــــخِكُ وَالثُّـــــرَي
يَـــــا الشـــــَّمسُ فِيــــهِ تُنَــــوِّرُ
جُنـــــــدُ هُنَــــــاكَ وَســــــُوقَةٌ
وَمُتَـــــــــوَّجٌ وَمُســــــــخَّرُ
فَـــــإِذَا طَرَحـــــتَ ثِيــــابَهُم
ســــــَاوَى الأَعَـــــزَّ الأَحقَـــــرُ
فَـــــالأَزهَرُ الزَّاهِـــــي يُــــدَو
وي بِــــــــــالعُلُومِ وَيجَـــــــــأَرُ
كَــــدَوِيِّ نَحــــلٍ وَهُــــوَ يجَـــمَ
عُ شــــــــُهدَهُ أَو يَــــــــذخَرُ
فَالأزبَكِيَّــــــةُ حَيــــــثُ تُـــــط
وَى بالعَشــــــــــِيِّ وَتُنشـــــــــَرُ
وَتَبِيــــتُ تَســــجَعُ فِــــي الــــدُّجَى
وَرقَاؤُهَــــــــــا وَالِمزهَـــــــــرُ
وَالبِركَــــةُ الفَيحَــــاءُ فِــــي
فضفَاضـــــــــِهَا تَتَمَرمَــــــــرُ
مَــــاءٌ كِعَيـــنِ الـــدِّيكِ يُـــن
ظَـــــمُ بـــــالنُّجُومِ وَينُثَـــــرُ
وَتَـــرَى ضـــِيَاءَ البَـــدر فِـــي
هِ كَمِثــــــلِ عَيـــــنٍ تفجَـــــرُ
وَإِذَا تَلُـــــوحُ الشــــَّمسُ فِــــي
لأَلاَئِهِ أَو تُســــــــــــــــــفِرُ
أَلفَيتَــــهُ المِــــرآةَ وَالحَــــس
نَــــــاءُ فِيهَــــــا تَنظُـــــرُ
فَالقَلعَــــةُ العَليَــــاءُ تُــــج
لَــــــى لِلعَيَـــــانِ وَتُبصـــــَرُ
بِمَـــــــــآذِنٍ كَــــــــالحَقِّ لاَ
جَنِــــــــــفٌ وَلاَ مُتَـــــــــأَطِّرُ
قُطـــرٌ تَمَصـــَّرَ فِـــي الـــوَرَى
وَالأَرضُ بَــــــــــرٌّ أَقفَـــــــــرُ
وَطَـــــــنُ الغَرِيــــــبِ وَدَارُهُ
وَقَبِيلُـــــــــةُ وَالمَعشـــــــــَرُ
مُلـــــكٌ مُحيِـــــطٌ الأَرضِ يَـــــص
غُــــرُ عَــــن مَـــدَاهُ وَيَكبُـــرُ
فِـــــي كُـــــلِّ صــــَرحٍ مَخبَــــرٌ
وَبِكُــــــلِّ ســـــَفحٍ منَظَـــــرُ
وَلِكُــــــلِّ لِبنَــــــةِ غُرفَـــــةٍ
فِيهَــــــا حَـــــدِيثٌ يُـــــذكَرُ
فِرعـــــوَنُ وَالأَنهَـــــارُ تـــــجَ
رِي وَاللِّـــــــــوى وَالمِنبَــــــــرُ
ذَهَبُــــوا فَأَمســــَوا مثــــلَ رُؤ
يَــــا فـــيِ المَنَـــامِ تُعَبَّـــرُ
هَرَمـــــانِ فِيـــــهِ كَشــــَاهِدَي
نِ شـــــــــَهَادَةً لاَ تُنكَــــــــرُ
وَهَيَاكِـــــــلٌ دُثِـــــــرَت وَذِك
رُ حَـــــــــدِيِثِهَا لاَ يَــــــــدثُرُ
وَالمَجـــدُ مِثـــلُ الخَمـــرِ يَكــرُ
مُ مَـــــا تَـــــوَاَلى الأَعصــــُرُ
كَـــــانَت ســـــَلاَطِينُ الــــوَرَى
فِيــــــهِ تَشــــــِيدُ وَتَعمُـــــرُ
وَالغَـــــربُ مِـــــن أَعمَــــالِهِ
وَالقِبلَتَــــــــانِ وَتــــــــدمُرُ
وَالخَيــــلُ خَيـــلُ اللـــهِ تَـــر
كَـــــبُ وَالصـــــَّوَائفُ تُنصــــَرُ
وَفِرِنجَــــــــةٌ وَمَلِيكُهَــــــــا
تُغــــــزَى بمِصـــــرَ وَتُؤســـــَرُ
هَــــذِى مَنَــــاقِبُ مصــــرَ تُــــر
وَى فِــــي الأَنَــــامِ وَتُســــطَرُ
وَلَســــَوفَ يَرجِـــعُ مَـــا مَضـــَى
وَيَعُــــــــودُ ذَاكَ المفَخَـــــــرُ
وَكَــــذَا الزَّمَــــانُ يَــــدُور وَال
قَـــــدَرُ المُغَيَّـــــبُ مِحــــوَرُ
وَالبَــــدرُ إِن وَافَــــى الســـِّرَا
رَ فَبَعـــــدَ ذَلِـــــكَ يَبـــــدُرُ