
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلاَ جَمِّعِــي شــَملَ الــدُّموعِ المُبَـدَّدَا
وَرُدِّي لِجَفنَيـكِ المَنَـامَ المُشَرَّدَا
وَإِن تَجزَعِـي لِلـبيَنِ لَسـتُ بِجَـازِعٍ
وَلاَ تَــاركٍ رَأيَ الصــَّوَابِ المُســَدَّدَا
أَيُفـــرِخُ رَوعِــى أَو تَقِــرُّ وَســَائِدِي
وَقَد جَعجَعَت بِالمُسِلِمينَ يَدُ العدَا
وَإِنِّـي مِـنَ الـبيَتِ الَّـذِي تَعلَمِينَهُ
أَقَــامَ عَمُـودَ الـدِّينِ لَمَّـا تَـأَوَّدَا
وَأَوَّلُ هــذَا الأَمــرِ نَحــنُ أُسـَاتُهُ
وَآخِــرُهُ حَتَّــى يَكُــونَ كَمــاَ بَـدَا
أجِـدَّكَ هَـل تَـدرِي وَقَـد سـِرتُ وَالدُّجَى
يُخَــالُ عَلَــى الآفَــاقِ دِرعـاً مُسـَرَّداً
أَخُـوضُ عُبَابـاً فَـوقَ فُلـكٍ تَظُنُّها
عَلَــى ســَرَوَاتِ اليَــمِّ قَصـْراً مُشـَيَّدَا
تَهَـاوَى بِـهِ مِثـلَ العُقَـابِ وَتَـارَةً
ترَقَّــى مِـنَ الأَمـوَاجِ صـَرحا ممَـرَّدَا
وَتَــرزُمُ حِينـاً فِيـهِ حَتَّـى كَأَنَّهًـا
تَجُــوزُ عَلَـى العِلاَّت حَزنـاً وَقَـردَدَا
خُضــَارَةُ مِـرآةُ السـَّمَاءِ فَلَـم تَـزَل
تَـرَى وَجهَهَـا فِيهَا وَإِن بَعُدَ المَدَى
فَـإِن أَشـرَقَتِ فِيـهِ الغَزَالَةُ خِلتَهَا
كَعَيـنٍ بجَِـوفِ البَحـرِ تَقـذِفُ عَسـجَدَا
وَإِن لاَحَ تَحــتَ المَـاءِ بَـدرٌ رَأَيتَـهُ
كَماَوِيَّـةٍ يَعلُـو عَلَـى مَتنِهَـا صـَدَى
وَرُبَّتَمَــا خِلــتَ النُّجُــومَ عَشــِيَّةً
لآَلِيــءَ فِـي قَـاعَيهِ مَثنَـى وَمَوحَـدَا
كَأَنَّــا وَقَـد جُزنَـا لمِصـِرَ فِرِنجـةً
حَنِيــفٌ تَخَطَّـى مِـن ضـَلاَلٍ إِلَـى هُـدَى
نَــؤُمُّ بِهَـا العَبَّـاسَ فِـي دَسـتِ مُلِكـهِ
كَمـاَ أَمَّ سُفَّارٌ عَلَى الجَهدِ مَورِدَا
حَلِيـمٌ يَزِيـدُ الحِلـمُ مِنـهُ حِفَـاظَهُ
كَمَـا خَشـَّنَ اللِّيـنُ الجُرَازَ المُهَنَّدَا
أَجَــلُّ أَمِيـرٍ قَـامَ بَأسـاً وَنَـائِلاً
وَأَنجَزُهُــم طُــرًّا وَعِيــداً وَمَوعِــدَا
تَــرَاهُ بِمِصـرٍ بَعـدَ وَالِـدِه الرِّضـَى
كَمِثـلِ الرَّبِيـعِ الجَونِ خَلَّفَهُ الجَدَا
يَــذودُ عَــنِ الإِســلاَمِ حَتَّــى كَــأنَّهُ
حُسـَامٌ بِـهِ الإِسـلاَمُ أَضـحَى مُقَلَّـدَا
لَـهُ شـِيمَةٌ فِيهَـا ثَـوَى الفَضـلُ كُلُّهُ
كَمَـا قَـد ثَـوَى كُـلُّ الكَلاَمِ بِأَبجَدَا
وَرَأيٌ إِذاَ مَــا أَظلَــمَ الخَطــبُ خِلتَـهُ
كَنَجــمٍ بِـهِ فِـي ظُلمَـةِ الخَطـبِ يُهتَـدَى
وَفِكــرٌ كِمــرآةِ المُنَجِّــمِ فِـي الـوَرَى
يَـرَى اليَـومَ فِيهَـا مَـا يَبِينُ لَهُم غَدَا
أَيَـا ابـنَ الَّذِي سَاقَ المَسَاعِرَ كَالدَّبَى
فَأَصـــــدَرَهُم حَـــــوضَ الِجلاَدِ وَأورَدَا
يُخَـالُونَ فِـي نَسجِ الحَدِيدِ وَفِي الظُّبَا
خِضـــَمًّا بِـــهِ الآذِيُّ أَرغَــى وأَزَبَــدا
كَـــأَنَّ دُخَـــانَ المَنجنِيــقِ أَمَــامَهم
طَخَـــاءٌ كَثِيـــفٌ بالصـــَّوَاعِقِ أَرعَــدَا
وَخُرصــَانُهُم مِثــلُ الكَــوَاكِبِ إِن بَـدَت
تَـدُورُ عَلَـى الـدُّنيَا نُحُوسـاً وَأَسـعُدَا
فَفَـــلَّ جُمُـــوعَ الخَـــارِجِينَ بِبَأســِهِم
وَأَتهَــمَ فيهــم بِــالفُتُوحِ وَأَنجَــدَا
وَحَـامَى عِـنِ القَـبرِ الَّـذِي عِنـدَ طَيبَةٍ
وَذَادَ عَــنِ الــبيَتِ الَّــذِيِ عنـدَهُ كُـدَا
لَقَــد عَــمَّ آفَــاقَ البَســِيطَةِ ذِكرُكُــم
وَطَــارَ لأَِعنَــاءِ الســَّمَاءِ وَأَبعَــدَا
فَفِــي القُبَّـةِ الزَّرقَـاءِ خِلـتُ مَـدِيحَكُم
كَصــَوتٍ بهَـا فِـي كُـلِّ رُكـنٍ لَـهُ صـَدَى