
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـاذا المصاب الذي اهتزّت له الأمم
وغـاب فيـه الضـّيا فاشـتدّت الظّلم
ماذا المصاب الذّي أصمى القلوب أسى
وضـاق فـي وقعـه عـن وصـفه الكلـم
هـل دكّ طـود المعـالي بعـد منعتـه
أم هـل قضـى العالم العلاّمة العلم
أجـل هـوى مـن مراقـي مجـدنا رجلٌ
يحفّــه الحــزم والإقـدام والعظـم
قضى الأمام الفريد الجهبذ النّبه ال
سـامي الخلال الأبـيّ النّاقـد الفهـم
قضـى أبـو اللّغـة الفصـحى وسـيّدها
واعتلّــت الأرض لمّــا مضــّه السـّقم
سـاروا بـه مـن حمـى مطريّـة سـحراً
بمـوكب فيـه أرباب العلى التأموا
أمــامه العلمــاء الغــرّ مطرقـةٌ
حزنــاً وفــي كـلّ قلـبٍ منهـم ضـرم
وعمـدة الجـاه والمجـد الرّفيع بدت
مــع الجمــوع بفــرط الغـمّ تتسـم
وخيـــرة الســـّادة الأعلام ســائرةٌ
بيــن الوفـود كمـوج اليـمّ تلتطـم
حتّى أتوا جدثاً ألقى المهابة في ال
قلـوب فـارفضّ مـن تلـك العيـون دم
هنـاك أُلحِـد شـيخ العلـم بل دفنوا
مــن فـي رداه عـرى الآداب تلتحـم
هنـاك أودع والجمهـور عـاد وفي ال
أحشــاء حــرّ لظـى الأشـجان يضـطرم
وراح كـــلّ ينــادي بيــن رفقتــه
وا حــر قلبــاه ممّــن قلبـه شـبم
المجــد فــي أمـةٍ أحيـا معالمهـا
تــدوم مـن بعـده مـا دامـت الأمـم
يراعــةٌ كــم نفـت عـن مخطـئٍ زللاً
وأيـــدت خيـــر آيٍ كلهـــا حكــم
ذوو المعـارف مـن تيّـاره اغـترفوا
وحـول مـورده الصـّافي قد ازدحموا
كـم بـات يجلو الخطوب السّود ثائرةً
تخرصـــاً وافــتراء وهــو يبتســم
ســنّ القواعــد والألفــاظ هـذّبها
حتّــى غـدت عنـده الكتـاب تحتكـم
وأصــبحت لغــة الأعــراب ناطقــةً
بفضــله ليــس يعـرو وجههـا وصـم
للــه أبنــاء ذاك اليــازجي لهـم
فــي كــل ثغـرٍ جميـلٌ ليـس يكتتـم
بــل ليــس يجحــده إلا أخـو خـرسٍ
وليــس يخفيــه إلا مــن بـه صـمم
لـو قيـل من بلسان العرب فاق على
لصـاح كـلّ أمريـءٍ فخـر الأنـام هـم
اليــازجيون خيــر النّـاطقين بهـا
وقــد أقـرت بـذاك العـرب والعجـم
تقصــفت تلكــم الأغصــان كــلّ أخٍ
فـي إثـر مـن سار من أهليه يلتحم
حتّـــى تــأثر إبراهيــم إخــوته
شــوقاً إليهــم فأمســينا ولا حكـم
ومــن يغــادر فراغـاً ليـس يملـؤه
سـواه فهـو العظيـم المفـرد العلم
شـلّت يـد المـوت كـم أودت بجـوهرةٍ
كــانت بسـلك رجـال العلـم تنتظـم
نـرى الفـتى كاتبـاً يحيـي ليـاليه
درســاً ويقتلــه فـي درسـه السـّقم
مــاذا يرجـى وطـرف المـوت يرمقـه
وفـــوق جبهتـــه يمنــاه ترتســم
يعيـش مـا بيـن أوصـابٍ وضـيق يـدٍ
وبــؤس عيــشٍ وفــي أحشــائه ألـم
يعلّـل النفّـس طـوراً بـالغنى عبثاً
وتـــارةً بحبــال المجــد يعتصــم
حتّـــى يلـــمّ بــه داء فيعقــده
عــن سـعيه ويضـيع الرّشـد والحلـم
يرتــدّ مــن أسـف عنـه ومـن نـدمٍ
فــي حيــن لا أسـف يجـدي ولا نـدم
بـالله أيتهـا النفـس الكبيرة ما
ترجيـن بعـد الّـذي تفنـى به الهمم
لـم يبـق إلا حيـاة الـذكّر وا عجباً
لطلســمٍ عنـده أهـل الحجـى وجمـوا
فخيـــر قـــولٍ بـــإكرامٍ نــردده
ومــا بــه هــذه المرثـاة نختتـم
إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي) ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة laquoالبستانraquo الداخلية في laquoبكفياraquo التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914. وتوفي يوم 25 - 8 - 1950