
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــن أنــا واللـه لا أدري ولا
أحـد فـي الكـون يدري من أنا
فـإذا الهـاتف فـي جنـح الدّجى
يوقظ الغارق في النّوم العميق
قــال لا أنـت ولا أهـل الحجـى
عرفوا من أنت في الوصف الدّقيق
فأصـخ سـمعاً تجـد بي المرتجى
قلـت أسـرع وأجبنـي مـن أنـا
قــال أنـت الشـّاعر المبتكـر
سـابحٌ بالرّوح في البحر الخضمّ
طــائرٌ فــي الأفــق لا تفتكــر
بســوي الــوحي الإلهـي الملـمّ
قلــت ذا أمــر طـوته الأعصـر
حلّــــةٌ باليـــة لا تقتنـــى
قـال أنـت الكـاتب الحسـّاس لم
تجـر فـي غيـر الـدوّاهي قلما
لـم تصـف غيـر الرزّايا والألم
دبّجــت يمنــاك آيـات السـّما
أفمــا يكفيـك هـذا فـي الأمـم
قلـت لـم أبـرح كمـا كنت أنا
قــال لــي أنـت لسـان العـرب
فـي مراميهـم إلـى أشـرف سُنّهْ
شـــرف عـــالٍ وعــزٌ مختــبي
بيـن أغمـاد المواضـي والأسنّة
قلـت ذاك الشـّعب شـعب السّبسـب
مزّقــت شــملهم أيــدي الفنـا
أنـت روح اللـه فـي الناس وفي
نــور عينيــك تنــاهي نـوره
ونعيـم الخلـد بالسـحر الخفـي
بيــن كفيــك اســتقرت حـوره
يــا إلــه الأرض مـاذا تصـطفي
بعـد هـذا قلـت مـا ذاك أنـا
قـال مـن أنـت فقـد أبرمتني
وتركــت النّـاس مثلـي حـائرة
ليــس مــن ســرٍ ولا مـن علـن
بعـد فـي صـدري رهين الذّاكرة
أتــرى فــي معمعــان الزّمــن
لــك وخــزاتٌ كطعنـات القنـا
قلـت مـا نمقّـت مـن وصـف أتـى
غيـــر مقبـــول ولا مستحســـن
كـلّ مـا يجريـه في الأرض الفتى
باطــلٌ إن لــم يكــن للـوطن
شــتّت الغــرب بنـا مـا شـتّتا
فــإذا بـي لا أرى لـي مسـكنّا
نحـن قوضـنا بأيـدينا البنـا
وهـــدمنا كـــلّ آمــال البلاد
أيهــا الحـاكم لا ترفـق بنـا
حطـم الهـام لتطهيـر الفسـاد
إن يكـن قـد صـحّ ما يروى لنا
لا ينــال المـرء إلا مـا جنـى
وطنــي فـي القلـب حـيّ خالـدٌ
ليـس لـي عنـه بـديل أو غنـى
أنـا منـه وهـو منـي السـّاعد
يـدفع الجلّـى ويقصـي المحنـا
هــو فــي التاريـخ حـرٌ سـائد
ملأ الـــــدنيا علاء وســــنا
ليتنــي قبــل رحيلــي واجـد
وطنــاً لــي يتحــدى الزّمنـا
أيــن ألقــاه وفــي أي دنـى
فـأبحثوا لـن تجـدوا لي وطنا
إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي) ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة laquoالبستانraquo الداخلية في laquoبكفياraquo التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914. وتوفي يوم 25 - 8 - 1950