
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
روى الــرّواة قـديماً عـن سـليمان
حكايــةً حــار فيهــا كـلّ إنسـان
قـالوا سـليمان في دنياه كان له
مــن النسـا مئة مـن دون نقصـان
هـذي تفـوق جمـال البـدر طلعتهـا
وتلـك فـي قـدّها الممشـوق كالبان
وهــذه لحظهــا كالســّهم منطلقـاً
وتلـك قـد أفلتـت مـن كـفّ رضوان
مثــل أمامــك ربّ القصـر محتكمـاً
والقصــر جنّــة أقمــار وغــزلان
تبـارك اللـه إنّ الغيـد عمتـه ال
كـبرى علـى النّـاس فـي سـرّ وإعلان
وبينهــنّ علــى مــا قيـل سـيّدة
مصــرية وجههــا والبـدر صـنوان
علـى الرّفيقـات ربّ القصـر فضـّلها
لمـا بهـا مـن سـنا حسـن وإحسان
كمـا تراهـا بـذاك القصـر مالكـة
قلــب المليــك بظـرف جـدّ فتّـان
كـذاك في النّاس تلقى ذكرها عطراً
فـي غـوث جوعـان أو إلباس عريان
وكـان فـي مصـر فرعون العظيم وقد
طــوى الفـؤاد علـى حقـدٍ وشـنآن
رأى ســـليمان مشــهوراً بحكمتــه
يعنـو لسـطوته القاصـي مع الدّاني
فــراح يســعى بإلحــاف ليهلكـه
ســرّاً مخافــة أن يمنــى بخسـران
هـي الضـغائن كـم تقسـو عواقبهـا
إذا نمــت بيــن ســلطان وسـلطان
وكـان والـد هاتيـك المليحـة في
بلاطــه مستشــاراً عــالي الشـّان
أفضـى إليـه بـذاك السـّر محتفظـاً
وقـال سـِرْ واجْـلُ آلامـي وأحزانـي
وجــاء أورَشــليم المستشـار علـى
شـوق إلـى ابنتـه كالعاشق العاني
وفــي ظلال ســليمان أقــام علــى
رغـدٍ المعيشـة حينـاً غيـر خشيان
وراح يغـري بحسـن المنطـق ابنتـه
حتّــى تكــون لـديه خيـر معـوان
فـــأذعنت لأبيهــا وهــي مكرهــة
وعاهــدته علــى جــرمٍ وكتمــان
لكنهــا أضــمرت فـي نفسـها عملاً
يحيي المليك ويحيي عمرها الثّاني
وذات يـومٍ صـفت فيـه الكؤوس على
جــداول القصـر فـي راحٍ وريحـان
تنـاول الملـك كـأس السـمِ يحسبها
خمـراً ولـم يـكُ يدري خدعة الجاني
لكــن زوجتــه كــاللبوةِ اختطفـت
هــا منـه وارتشـفتها رشـف ظمـآن
فهـبّ والـدها فـي الحـال محتـدماً
غيظـاً وأسـرع لا يلـوي علـى شـان
والملـك أصـبح كالمـأخوذ مضـطرباً
ممّـا رأى سـابحاً فـي بحـرِ بحران
ومــا مضــت لحظـة إلا وقـد سـقطت
علــى الثّـرى تتلـوّى مثـل ثعبـان
وخيّمـت رهبـة المـوت المخيف على
مـن كـان في القصر من غيدٍ وغلمان
وأقبـل الـوزراء الصـّيد والحكمـا
ء الخالـــدون بـــآداب وعرفــان
وراح يرثـــي ســـليمان عقيلتــه
بمــدمعٍ كغزيــر الغيــث هتّــان
يـا خيـر سيدةٍ في الناس كان لها
فـي الصـدر أعظـم تقـدير وتحنان
يـا خيـر مالكـة في الأرض قد بذلت
مــا ليــس يبـذل إنسـان لإنسـان
أقســمت بعــدك لا خمـراً أذوق ولا
تميــل منّــي إلـى حسـناء عينـان
إن كــان أهلـي وأوطـاني أقدّسـهم
فـأنت أقـدس مـن أهلـي وأوطـاني
أو كـان للمـرء إيمـان يـدين به
فـأنت أفضـل مـن دينـي وإيمـاني
إلــى الضــريح بـأثواب مزركشـة
ومـا علـى الجسـم مـن درٍ ومرجان
يزيـن رأسـك تـاج الملـك إنـك يا
ممفيـس أثمـن مـن ملكـي وتيجاني
إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي) ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة laquoالبستانraquo الداخلية في laquoبكفياraquo التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914. وتوفي يوم 25 - 8 - 1950