
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــذا كتــابي للظريــف ظريفــاً
طَلِــقَ اللســان وللسـخيف سـخيفا
أودعتــه كلمــا وألفاظــاً حلــت
وحشـــوتهُ نقطــاً زهــت وحروفــا
وبداهــــةً وفكاهـــة ونزاهـــة
وخلاعــــة وقناعــــة وعُزوفــــا
كالجسـم فيـه غيـرُ عضـوٍ تعشق ال
مســتور منــه وتحمــد المكشـوفا
فصــَّلته لكــن علــى عقلــي فمـا
مقيــاس عقلــك كـان لـي معروفـا
قعّرتـــه بمحــافر الأفكــار كــي
يســـع الكلام وســـمته تجويفـــا
لفقّتـــه وخصــفته بيــدي فقــل
نِعــمَ الكتــابُ ملفقــاً مخصــوفا
أفرغــت فيــه كــل حــبرٍ راقَــه
ولــه بريـت مـن اليـراع ألوفـا
وكأنمـــا بيـــدي قــد نمقتــه
حـــتى أتــى مســتحكماً مرصــوفا
ألّفتــه والليــل أســود حالــك
فلـــذاك جــاء مســخماً مســجوفا
تبلتـه لـك دون طـاهي القـوم بـال
ربلات فهـــي تزيــل منــك خُلوفــا
وتصــخ مــا بـك مـن طُلاطلـة ومـن
ضــرَسٍ فتلقــم بعــد ذاك الفوفـا
يُغنيـك عـن ميـن الطـبيب وسـحله
مـا مـن جـراه تخـازم الحتروفـا
قــد أنبتــت غضــراء أرض سـطوره
روضـــاً وجنَّـــات تــروق وريفــا
فتشــمّ منهــا عــرف كـل ربحلـة
دهســاء يفتــن حسـنها الغطريفـا
وتــرى الملعظــة الشـناط بجبهـا
والفــارض القرطــاس والســرعوفا
ووراءهـــا وأمامهـــا مرمــورة
وغرانــق مــا أن تــزال أنوفــا
وإذا بــدت لــك مــن خلال حروفـه
ردح وثـــائر فـــاخطبنَّ رشـــوفا
فـإذا عجـزت عـن المؤونـة واستقل
ت وجــدت فــي أعقــابهن الهيفــا
فـاختر هـداك اللـه ما تهوى ولا
تــتراخ عــن أن تـدرك الحرنوفـا
غيـري مـن الوصـَّاف فـي ذا صنفوا
لكنهــم لــم يحســنوا التصـنيفا
إذ كـان مـا قـالوه مبـذولاً ولـم
يتقـــصَّ منهــم واصــف موصــوفا
لكـــن كتــابي أو أنــا بخلاف ذا
نكفــي الحفــيَّ الحـدّ والتعريفـا
لا عيــب فينــا غيـر أنـك لا تـرى
ضــواً لنــا فــي فننــا وحريفـا
فهــو اليــتيم المسـتحيل إخـاؤه
وهـو الفريـد فكـن عليـه عطوفـا
الفضـل لـي ولصـاحب القـاموس إذ
مــن لجــه قــولي غـداً مغروفـا
حلبــت بــه رأســي خلافـاً للنسـا
عامــاً وكــل العـام كـان خريفـا
لكــن تولــد فــي ثلاثــة أشـهر
وحبــا علــى عجــل وشــب لطيفـا
لـم أدرِ هـل رجلتـه أو مخطته أو
بصــقته أو ألقتــه ثــم كنيفــا
عـانيت فيـه مـن الزحيـر أعازك ال
مـــولى عنــاء لا يُكــال جزيفــا
وقطعــت سـرته علـى أهـل الحجـى
وعلــى اســمهم لا يـبرحن موقوفـا
مـا كـان مـن ظئر لـه عنـدي سوى
فكــري ومــع ذا خلتــه مســروفا
قــدماً عليـه تـوحمت نفسـي ولـم
يــك شــوقها عـن نحـوه مصـروفا
ورشــحتُ لــذَّات قبيــل نتــاجه
حــتى إذا باشــرت عــدت نشــوفا
أولـدت لـي ولـدين لا لـك ثم ذا
لـك ثالثـاً لا لـي فَعُلْـهُ القوفا
عهــدي إلــى ولــديَّ أن يتحــدَّيا
أســــلوبه وبــــدفتيه يطيفـــا
ليؤمنـاه مـن الحريـق ... احتمـي
أحـــد عليـــه لكــونه حريفــا
إنــي بريــء منهمــا أن يعــدلا
عنـــه ويتحـــذا عليــه حليفــا
مـن كـان يرغـب فيـه فهـو موفق
أو لا فقــد ضــلَّ الســبيل وايفـا
فـي الليـل يسمع منه غطغطة يطي
ب نعاســـه بـــدوامها وحجيفـــا
ولــرُبَّ نــور ســاطع يغــدو إذا
قـــابلته يومـــاً بــه مكســوفا
وكــبير بطــن ضــاق عنـه وفاتـك
ذي شـــِرَّة عنـــه يخيــم ضــعيفا
كـــالزئبق الفـــرار ينظــره ولا
يســتطيع يمســك مـن قفـاه صـوفا
يهـوي هـويَّ الريـح في الوادي إذا
مــا هيــج ثــم يسـنم الشـنعوفا
هـو خيـر داحٍ للـذي لـم يـرض مـن
لعــب الزمــان ولهــوه خـذروفا
إن تتلــه يطربــك حســن بُغـامه
أو تُلغــه يســمعك منــه عزيفــا
فيـه تـرى فـي البرد مشتى ثم إن
ثــارت خجوجــاة الســهام مصـيفا
وإذا ثقلــت مـن الطعـام وغيـره
تلقــى بــه مــن ثقلــة تخفيفــا
وإذا اتخـذت حديقـة فـاغرس بهـا
منـــه كليمـــات تــزدك قطوفــا
تغنيـك عـن نصـب الخيال بها فلو
أضــحى شــظاظاً لصــحها لا خيفــا
إنـي ضـمنت لـك الفـدور فمـا ترى
مــن بعــده عزهــاً ولا منجوفــا
كلا ولا مســـــتثقلاً نومـــــاً ولا
أرقــاً ولا تشــكو صــدى وعجوفــا
لا تقــدمن علــى ركــوب الصـعب إن
لـــم تتخــذه صــاحباً ورديفــا
حـتى إذا تُعتعـت أصـبح عاصـماً
لــك أن تــزل فتخطــى الخرنوفـا
إنــي لا علــم والسـداد يـدلني
إن الجنــاب يــرى الأبيـل مخيفـا
فــأخفه أنـت بكـل حـرف بـاتر
قــد خــط فيـه يكـفّ عنـك كفيفـا
هــو حصـرم فـي طـرف مـن يغتـابه
مــا زال أن ذكــر اسـمه مطروفـا
وهـو الحديد القاطع الماضي الذي
يــبري العظـام ويحسـم الشرسـوفا
إن شــئت تلبســه علــى علاتــه
فاهنــأ بــه أو لا فــدعه نظيفـا
ولقــد أجزتــك ســفَّهُ أو لعقَــهُ
أو إن تخــف قيئاً فخــذه مــدوفا
لكـن حـذار مـن الزيـادة فيه أو
أن ترتـــأي اســتعماله محــذوفا
إذ ليــس فيــه مــن محـل قابـل
للحـــذف أو لزيـــادة تثقيفــا
لوكــان يعشــق جامــد لجمـاله
لغــدا الــورى طـراً بـه مشـغوفا
ولئن نزحــت عــن الأنــام فـإنه
يمشــي إليــه حيــث كـان زحوفـا
وإذا تخاصــم كاذبــان فلحيـة ال
أشـــقى يغــادر شــعرها منتوفــا
حــتى كــأنَّ الشـعر مـن لحييهمـا
قطــن الحشــايا ناعمــاً منـدوفا
وحيــاة رأســك إن رأســي عــارف
أنــي بــه لــن أســتفيد رغيفـا
كلا ولا أقطـــــا ولا حشـــــفا ولا
خـــزّا علــى وتــدي ولا كرســوفا
لكــن بقرنــي حكــة هـاجت علـى
إنـــي أعالـــج مـــرة تأليفــا
مـن كـان يـؤجر كـي يؤلـف خطبـة
فهــو الخليــق بـأن يعـد عسـيفا
مـا راح مـن قـولي فخذه وما تجد
مــن زائف فــاتركه لــي ملفوفـا
لا بــد أن تجــد الصــيارف مــرة
بيــن الــدراهم درهمــاً مزيوفـا
ولــربَّ دينــار يجــر إليـك مـن
تهــوى بلحيتــه وليــس مشــوفا
لا يعلقــن بزجـاج عقلـك مـا تـرى
فيـه مـن الصـدأ القـديم كثيفـا
مـن كـان فـي بلـد لطيفـاً طبعـه
يجــد الغليـظ مـن المحـب لطيفـا
لا ترفسـن مـا سـرَّ منـه لأجـل ما
قــد ســاء بــل لا تـولهِ تأفيفـا
إن المصـــنف لا يكـــون مصـــنفاً
إلا إذا جعـــــل الكلام صـــــنوفا
أو ليس أن الضرب مثل الصنف في ال
معنــى وقــرع عصــا إليـه أضـيفا
حاشــاك أن تقضــي علــيّ تهافتـاً
مــن قبــل أن تتحقــق التوقيفـا
فتقـول قـد كفـر المؤلـف فاحشـدوا
يــا قــوم صــاحبكم أتـى تجـديفا
فتهيــج أربــاب الكنــائس هيجـة
شــؤمى فيخــترطوا عليــه سـيوفا
بينــي وبينــك مــن صـلات مـودة
مــا يقطــع التفسـيق والتسـقيفا
لا تـزبئرّ إلـى القتـال ولا إلى ال
شـــكوى ولا تــك بيننــا قــذِّيفا
إن كنــتُ إحسـاناً أتيـت فـدونك ال
تحبيـــذ لـــي أو لا فلا تقـــذيفا
لا تشـــتمن أبـــي ولا أمـــي ولا
عرضــي ولا تــك لـي بـذاك أليفـا
إثمــي علــى أنفـي ينـاط مدلـدلا
مـا أن يصـيب مـن العبـاد أنوفـا
ولـــربِّ فســيق اللســان مبــاذئ
يغــدو وقـد فسـق العفيـف عفيفـا
ونزيــه نفــس أن يــزر ذا زوجـة
ويكــون أن ضــحكت لــه عتريفــا
كلــب الكـواعب ليـس يعـدي غيـره
ودواؤه كعــــب يليـــه منوفـــا
مــاذا علــى مهــدٍ إلـى إخـوانه
شــيئاً ألــذَّ مـن المـدام طريفـا
ســهرُ الليــالي محكمــاً تفصـيلهُ
وهـــم رقـــود يحكمــون جحيفــا
أرأيـــت ذا كـــرم يــردّ هديــة
ويســـوم مهـــديها لــه تعنيفــا
أو ليــس أن الــدهر ... مازحــاً
يهــذي ويــأتي المضـحكات جنوفـا
فاشــتق مـن خـرف الجنـى ... ومـن
حصــف تهـي الأظفـار منـه حصـيفا
دع عنـك تعـبيس الأسـود وكـن أخـاً
لأبــي الحصــين مراوغــاً يهفوفــا
مـن أضـحك السـلطان صـوت ردامـه
فهـو الـذي فـي النـاس عـدَّ عريفا
تمـت بهـذا الـبيت فـاتحتي وقـد
صــــيرته لبنائهــــا تســـقيفا
لا تقــرأن مـن بعـده شـيئاً ولـو
كلفـــت حرفـــاً واحــداً تكليفــا
فتكــون قـد أزلفـت ثـم تجـاوزت
بــك رجلــك اليسـرى لـه تاريفـا
إنــي أرى كالريـح فـي أذنيـك عـر
ف نصــيحتي راحــت ســدى وطليفــا
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.