
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـاذَا على الحي يوم البَيْن لَوْ رَجَعُوا
وَوَاصـَلُوا مِـنْ حبَـالِ البَيْن مَا قَطَعُوا
مَن لم ينالُوا أسيرا فِي الديار ولو
نـالوه لَـمْ يصـنعوا من ذَاكَ مَا صَنَعوا
لمــا رأيــت حمــول الحــي بـاكرة
يَحثهـــا جـــذل بـــالبَيْن مُنْــدَفع
نــاديتُ ليلــى ولا ليلــى تــودعني
منهــا السـلام فكـاد القلـب يَنْصـَدع
يَــا ليــل أهلـك أحمـوني زيـارتكم
والـــدار واحــدة والشــَّمل مُجتمــعُ
فـــالآن مــر عَلَــى العيــش بعــدكم
فلســتُ بــالعيش بعـد اليـوم أنتفـع
هــل الزمـان الَّـذِي قَـدْ مـرّ مُرْتجـع
أم هــل يـرد عَلَـى ذي العلـة الجـزع
قــالت سـليمى عَلاَك الشـيب مـن كـبر
والشـيب أهـون مَـا لَـمْ يأتـك الصـَّلَع
يَــا ســلم إنــي وإن شــيب يفزعنـي
رحــب اليــدين بمــا حملـت مضـطلع
ولـــن أرى بطـــراً يومــاً لمفرحــة
وَلَـــن أرى لصــروف الــدهر أختشــع
قَـدْ جربتنـي صـروف الـدهر فـاعترفت
صــلب القنــاة صـَبوراً كيفمـا يقـع
فـــرد الخلائق لا يقتـــادني طَمـــع
إن اللئيــم الَّــذِي يقتــاده الطمـع
هَــذَا وخــائن قــوم ظــل يشــتمني
كــالكلب ينبــح حينــاً ثُــمَّ يَنْقَمـع
تركتــه معرضــاً لــي واسـتهنتُ بِـهِ
إذ لَــمْ يكــن فِيــهِ لـي رِيّ ولا شـبع
لا واضــعاً غضــبي فِـي غيـر موضـعه
ولا انتصــاري إِذَا مَـا نـالني الفـزع
ولا أليـــن لقـــوم خاضــعاً لهــم
ولا أكـــافئهم بالشـــر إن جمعـــوا
حلمــا بحلــم وجهلا إن هـم جهلـوا
إنــي كــذلك مَــا آتــي وَمَــا أَدَعُ
هارون بن عبد الله بن محمد بن كَثِير بن مَعْن بن عبد الرحمن بن عَوْف القرشي الزُّهْرِيّ أبو يحيى. قاض من قضاة مصر ترجم له الحافظ ابن حجر في (رفع الإصر) قال: مالكي من المائة الثالثة وأصله من المدينة. وأمه من رهط أبيه وهي: سَهْلَة بنت مَعْن بن محمد بن كثير بن معن بن عبد الرحمن بن عوف. قال الشيخ أبو إسحاق فِي طبقات فأصحاب مالك: (كَانَ أعلم من صنّف الكتب فِي مختلف قول مالك). وقال الزُّبير بن بكّار: كَانَ هارون من كبار الفقهاء، وَكَانَ يقوم بنصرة قول أهل المدينة، سمعتُ منه بمكة وَكَانَ سكنها. وَلَهُ رواية عن مالك. وقال لي ابن عبد الحَكَم: لقيته وَكَانَ من أهل الأدب الواسع. وقال الحميدي: كَانَ محموداً فِي قضائه عفيفاً، وأول شيء وليه قضاء المصيصة ولاّه المأمون، ثُمَّ ولاّه الرّقة ثُمَّ ولاّه قضاء عسكر المهدي ثُمَّ ولاّه قضاء مصر وشَافَهه بذلك. فأول مَا دخلها كَانَ فِي النصف من رمضان سنة سبع عشرة ومائتين. قال يحيى بن عثمان: (قدم فجلس فِي المسجد الجامع وَكَانَ فِي الشتاء فجلس فِي مقدَّم المسجد وأسندَ ظهره إِلَى القبلة بجدار المسجد ومنع المصلين أن يقربوا منه، وباعد كتّابه والخصوم، فكان أول من فعل ذَلِكَ. قال: وصرف هارون فِي صفر سنة ست وعشرين ومائتين فكانت ولايته ثمان سنين وستة أشهر. وذكره ابن يونس فِي الغرباء فقال بعد أن نسبه: قدم مصر عَلَى القضاء سنة سبع عشرة، ثُمَّ صرف فخرج إِلَى العراق فأقام بسُرّ مَن رَأى حَتَّى مات يوم السبت لإِحدى عشرة ليلة بقين من شعبان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وَقَدْ كتب عنه بمصر. قال أبو عمر الكندي: (كَانَ ورود كتاب المعتصم إِلَيْهِ بأمره بالتوقف عن الحكم لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ست وعشرين فوليها زيادة عَلَى ثمان سنين. وعاش بعدها زيادة عَلَى ثمان سنين).