
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـام معروفـك مَـا لَـمْ تعن
بالصــبر أحـوالٌ وأَحـوالُ
فاصـبر لَهَـا واصبر لمكروهها
فللــــذي يـــدبر إقبـــال
ورب أمـــر مرتـــج بـــابه
عَلَيْـــهِ أن يفتـــح أقْفَــال
ضـاق بـذي الحيلـة فِي فتحه
حينئذ والمــــرء مُحتـــال
حَتَّــى تلقتــه مفــاتيحه
مـن حَيْثُ لَمْ يخطر بِهِ البال
والــرزق فـاطلبه عَلَـى أنـه
آت لَــــهُ وقــــت وآجـــال
وَلَيْـسَ يبطـئ عنك فِي مقته
ولا لَـــهُ عــن ذَاكَ إِعْجَــال
فلا تقـم عبـداً عَلَـى مطمـع
فربمــا أَخْنَـى بـك الحـال
والفَقْرُ خَير من غِنى يَا فتى
يكـــون فِيـــهِ لَــكَ إِذْلال
والمـال للمُكـثر شـَين إِذَا
لَـمْ يَـكُ منـه فِيـهِ إِفْضـال
والحـر حُـر حَيْـثُ أمسـى ولا
يمنعــــه مـــن ذَاكَ إقلال
هارون بن عبد الله بن محمد بن كَثِير بن مَعْن بن عبد الرحمن بن عَوْف القرشي الزُّهْرِيّ أبو يحيى. قاض من قضاة مصر ترجم له الحافظ ابن حجر في (رفع الإصر) قال: مالكي من المائة الثالثة وأصله من المدينة. وأمه من رهط أبيه وهي: سَهْلَة بنت مَعْن بن محمد بن كثير بن معن بن عبد الرحمن بن عوف. قال الشيخ أبو إسحاق فِي طبقات فأصحاب مالك: (كَانَ أعلم من صنّف الكتب فِي مختلف قول مالك). وقال الزُّبير بن بكّار: كَانَ هارون من كبار الفقهاء، وَكَانَ يقوم بنصرة قول أهل المدينة، سمعتُ منه بمكة وَكَانَ سكنها. وَلَهُ رواية عن مالك. وقال لي ابن عبد الحَكَم: لقيته وَكَانَ من أهل الأدب الواسع. وقال الحميدي: كَانَ محموداً فِي قضائه عفيفاً، وأول شيء وليه قضاء المصيصة ولاّه المأمون، ثُمَّ ولاّه الرّقة ثُمَّ ولاّه قضاء عسكر المهدي ثُمَّ ولاّه قضاء مصر وشَافَهه بذلك. فأول مَا دخلها كَانَ فِي النصف من رمضان سنة سبع عشرة ومائتين. قال يحيى بن عثمان: (قدم فجلس فِي المسجد الجامع وَكَانَ فِي الشتاء فجلس فِي مقدَّم المسجد وأسندَ ظهره إِلَى القبلة بجدار المسجد ومنع المصلين أن يقربوا منه، وباعد كتّابه والخصوم، فكان أول من فعل ذَلِكَ. قال: وصرف هارون فِي صفر سنة ست وعشرين ومائتين فكانت ولايته ثمان سنين وستة أشهر. وذكره ابن يونس فِي الغرباء فقال بعد أن نسبه: قدم مصر عَلَى القضاء سنة سبع عشرة، ثُمَّ صرف فخرج إِلَى العراق فأقام بسُرّ مَن رَأى حَتَّى مات يوم السبت لإِحدى عشرة ليلة بقين من شعبان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وَقَدْ كتب عنه بمصر. قال أبو عمر الكندي: (كَانَ ورود كتاب المعتصم إِلَيْهِ بأمره بالتوقف عن الحكم لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ست وعشرين فوليها زيادة عَلَى ثمان سنين. وعاش بعدها زيادة عَلَى ثمان سنين).