
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمسَى مَشيبك فِي المفَارق شائعا
ورددت مـن عهـد الشـباب وَدَائعا
وتركـتَ وصـل الغانيات وطالما
غاضــبتَ فيهـن العـواذل طائعـا
ولقـد لبسـت مـن الشباب غضارة
ونضـارة لـو كَـانَ ذَلِـكَ راجعـا
أزمــان تصــغي للصـبا وحـديثه
سـمعاً يميل إِلَى الغواية سامعا
فَـدَع الغواية بالشباب وذكره
كـم موضـع فِـي الغي أصبح نازعا
لا تعـطِ نفسـك مَـا تريد ولا تكن
فيمــا يضـرك إن دعيـت مُسـَارعا
لا تَمْــسَ عبـداً للمطـامع ولتكـن
للفضـل متبوعـاً ولا تَـكُ تابعـا
كُـن للعشـيرة فِي الأمور إِذَا عرت
كهفـاً وعنهـا فِي الخُطُوب مُدَافِعا
لا تَحسـدن نبيههـا واخضـع لَـهُ
حَتَّــى تَليـن بِـهِ وتصـبح خاضـعا
ســهِّل لَــهُ فيمـا يريـد طريقـه
حَتَّــى يكـون برفعـه لَـكَ رافعـا
فمـتى ينـل حظـاً يكـن لَكَ حظه
وتكــون فِيـهِ مفارقـاً ومجامعـا
وإذا نشـا لَـكَ ناشـئ فانهض لَهُ
وامنعـه مـن ضـَيْم يكن لَكَ مانعا
دَارِ العـداوة مـن عدوك بالتقى
واحـذر عـدوك دانيـاً أَوْ شاسعا
أكـثر صديقك مَا استطعتَ فما بِهِ
ضـر إِذَا مَـا لَـمْ يكن لَكَ نافعا
حــافِظ عَلَيْــهِ واتخــذه عُـدة
سـيفاً إِذَا لقـي الكرِيهـة قاطعا
وإذا دَعَـاك إِلَـى الرجـوع مُجاملاً
فـارجع لَـهُ وليلف سربك واسعا
إِلاَّ الحســود فـإن تِلْـكَ عـداوة
تبـدي الرضـا وتكون سماً ناقعا
واصـبر عَلَيْـهِ فليـس فِيـهِ حيلـة
وليطلعـــنّ طوالعــاً وطوالعــا
هارون بن عبد الله بن محمد بن كَثِير بن مَعْن بن عبد الرحمن بن عَوْف القرشي الزُّهْرِيّ أبو يحيى. قاض من قضاة مصر ترجم له الحافظ ابن حجر في (رفع الإصر) قال: مالكي من المائة الثالثة وأصله من المدينة. وأمه من رهط أبيه وهي: سَهْلَة بنت مَعْن بن محمد بن كثير بن معن بن عبد الرحمن بن عوف. قال الشيخ أبو إسحاق فِي طبقات فأصحاب مالك: (كَانَ أعلم من صنّف الكتب فِي مختلف قول مالك). وقال الزُّبير بن بكّار: كَانَ هارون من كبار الفقهاء، وَكَانَ يقوم بنصرة قول أهل المدينة، سمعتُ منه بمكة وَكَانَ سكنها. وَلَهُ رواية عن مالك. وقال لي ابن عبد الحَكَم: لقيته وَكَانَ من أهل الأدب الواسع. وقال الحميدي: كَانَ محموداً فِي قضائه عفيفاً، وأول شيء وليه قضاء المصيصة ولاّه المأمون، ثُمَّ ولاّه الرّقة ثُمَّ ولاّه قضاء عسكر المهدي ثُمَّ ولاّه قضاء مصر وشَافَهه بذلك. فأول مَا دخلها كَانَ فِي النصف من رمضان سنة سبع عشرة ومائتين. قال يحيى بن عثمان: (قدم فجلس فِي المسجد الجامع وَكَانَ فِي الشتاء فجلس فِي مقدَّم المسجد وأسندَ ظهره إِلَى القبلة بجدار المسجد ومنع المصلين أن يقربوا منه، وباعد كتّابه والخصوم، فكان أول من فعل ذَلِكَ. قال: وصرف هارون فِي صفر سنة ست وعشرين ومائتين فكانت ولايته ثمان سنين وستة أشهر. وذكره ابن يونس فِي الغرباء فقال بعد أن نسبه: قدم مصر عَلَى القضاء سنة سبع عشرة، ثُمَّ صرف فخرج إِلَى العراق فأقام بسُرّ مَن رَأى حَتَّى مات يوم السبت لإِحدى عشرة ليلة بقين من شعبان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وَقَدْ كتب عنه بمصر. قال أبو عمر الكندي: (كَانَ ورود كتاب المعتصم إِلَيْهِ بأمره بالتوقف عن الحكم لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ست وعشرين فوليها زيادة عَلَى ثمان سنين. وعاش بعدها زيادة عَلَى ثمان سنين).