
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنـــي بـــالله وبـــالوزير
أدفــع مـا حـل مـن المحـذور
وهبتنــــي لأوحـــد منقطـــع
فـي القبح والفقر خفي الموضع
ولـم يـبين لـي بهـذا العيـب
مـن فقـره حـتى دهـى بالشـيب
عيبـان فـي الـدرهم نقص وردي
وواحـد قـد كـان يكفـي لو قد
جعلتنـــي أســـيرةً مملــوكه
لطلعـــة حائلـــةٍ صـــعلوكه
يعـزى علـى الفـال إلى مسعود
وهــو شــقي ليــس بـالمحمود
كمــا يكنــى بـأبي البيضـاء
أسـود كالسـروة فـي الظلمـاء
وكنــت أرجــو معــه للراحـه
إذ لــم يفـز بطـائل الملاحـه
إذا بــه أدخلنــي فــي شـغل
لفــرط الالمـام بسـوق الغـزل
وقـال لي إن كنت تهوين التحف
والأكـل والشـرب وحلـة الطـرف
فـــانتبهي وحكمــي الأصــابع
واطَّرحــي عـن نفسـك المطـامع
ألا وهبتنـــي لشـــخص تــاجر
ولــم أكـن عنـد فقيـر فـاجر
أو ليتنـي كنـت لبعـض الجنـد
فربمــا حــاز نفيــس المجـد
يضـــرب بالســيف ولا يقاســي
خطــة خســفٍ بســؤال النــاس
قــد كســدت آدابــه والشـعر
فمـا لـه عنـد البرايـا قـدر
ألحــن فـي أشـعاره مـن تيـس
أعجـز فـي الـبيت مـن الضريس
ولــو تــراه ســائراً للسـوق
إذا بـدا فـي كسـوة الغرنـوق
مشـمراً فـي الطيـن عـن ساقيه
مـــداولاً عصــاه فــي كفيــه
يأخـذ فـي التعييـر والإزهـاد
منكمشــاً فــي طلعـة الصـياد
فمــرةً يعطــى وألفــاً يمنـع
ومــرةً يمشــي وعشــراً يقــع
ولـو تـرى يا ذا الندى مثواه
لقلـــت ســبحان الــذي أبلاه
قطعـــة لبـــد دارس الآثــار
قـد طرحـت حـول مكـان النـار
إلــى قــدورٍ هـي أقصـى عقـل
لـم يـك فيهـا قـط غير البقل
وقــــدسٍ معلــــقٍ مقـــابلي
أودع فيـه فـي الـدجى مغازلي
وطوبــــة توضـــع الرقـــاد
كأننــا مــن أعبــد العبـاد
يـا شـوقنا فيـه إلـى قنـديل
وتوقنــا أيضـاً إلـى منـديل!
هـذا جميـع كـل مـا في البيت
بلا دقيـــق يرتجـــي وزيـــت
وقـد شـكا منـه لبعضـي بعضـي
إن كـان عنـدي مـن ثياب الأرض
غيــر الـذي كسـوتني بمـالقه
فبنـت قبـل الليـل منه طالقه
فلا تـــدعني غرضـــاً للقـــر
فقــد كفــاني عــدمي للــبر
لا سـيما، زيـادةً فـي التحفـه
أننــي حبلــى مقــرب بنطفـه
وربمـــا جئت لـــه بــاثنين
لكــي يحــوز قــرة العينيـن
بـــذا وذا تنطبــخ الششــون
يــا ليتــه لــو أنـه قبـون
كيـس الفقيـر كلـه فـي طرفـه
يا بعد سلطان الهوى من ظرفه
محمد بن مسعود أبو عبد الله القرطبي. ويعرف بابن مسعود: شاعر رجاز، من ظرفاء الأندلس، طرق أبواب الشهرة باحتذاء ابن حجاج ، واتصل بالمنتزي على قرطبة المستعين الأموي سليمان بن الحكم، (1) وجعله الحجاري من مشهوري المائة الخامسة ويرجح انه توفي بعد وزارة ابن بفنة (ت 431هـ). قال ابن بسام : (وكان - رحمه الله - ظريفاً في أمره، كثير الهزل في نظمه، ونثره، وأراه فيما انتحاه، تقيل منهاج سميه وكنيه محمد بن حجاج بالعراق، فضاقت ساحته، وقصرت راحته، وأعياه الصريح فمذق، ولم يحسن الصهيل فنهق. ولما كان هذا المجموع كتاب أدب، وعقداً يجمع الدر والمخشلب، رأيت أن لا أخليه من ذكره) وتجدر الملاحظة هنا أن ابن بسام نسبه إلى هذيل في مقدمة الكتاب ولم يذكر نسبته في ترجمته ؟ فلعل ذلك من تصحيفات النساخ وأنه اراد الهزلي، من الهزل.وقول ابن بسام (تقيل منهاج سميه وكنيه محمد بن حجاج ) يخالف المشهور من ان اسم ابن حجاج (الحسين) وليس (محمدا) ؟ وقد نقل ابن سعيد كلام ابن بسام هنا وليس فيما نقله عبارة (تقيل منهاج سميه وكنيه ) ؟ ووصف ابن بسام كثرة شعره في آخر ترجمته بقوله: ( ووجدت لابن مسعود هذا غير ما قصيدة في مثل هذه الأنحاء، تربي على حصى الدهناء) وافتتح ترجمته بذكر رسالة له بعث بها غلى ولد له توجه إلى الغرب، وقد بلغه خلع عذاره في البطالة والشرب، كذا قال ابن بسام والذي يفهم من الرسالة أن سفره كان إلى العراق والجزيرة وحلب وجبل اللكام.ومن شعره قوله يصف نفسه:قد أبدعت أهزال أشعاره في العالم السحر الحلال المبينقلت أنا لمياء: لم أعثر على شيء من شعر ابن مسعود في غير الذخيرة. باستثناء الرائية التي اولها (طرة مسك وشارب أخضر) فقد رايت الابيات الأربعة الاولى في يتيمة الدهر منسوبة إلى عبد المحسن ابن غلبون الصوري (ت 419هـ) وهو معاصر لابن مسعودواما الذي ترجم له الصفدي في الوافي فهو شاعر آخر اسمه ايضا محمد بن مسعود القرطبي، ترجم له ابن بسام بعد ترجمة ابن مسعود (صاحب هذا الديوان) وذكر انه يعرف بالبجاني وينتسب في غسان، ثم قال: (وليس من طبقة كتابي لتقدم زمانه، وإنما جر حديثه حديث سميه المتقدم الذكر) وهو الذي أورد ابن الكتاني اربع قطع من شعره في "التشبيهات" ثم ترجم الصفدي لشاعر ثالث اسمه محمد بن مسعود واقتصر في ترجمته على قوله:: (محمد بن مسعود البجاني القرطبي شاعر مفلق، توفي سنة أربع مائة أو ما دونها تقريباً) ولم يورد من شعره شيئا. وفي المغرب لابن سعيد شاعر رابع من اهل قرطبة كنيته ابو عبد الله واسمه محمد بن مسعود، وهو كما يقول من قرية تسمى برزز عمل كاتبا عند أبي عبد الله محمد بن أبي يحيى بن أبي حفص صاحب إشبيلية، (ثم اورد بيتين من شعره) أولهما (أَهَاجُ إِلَيْكُمُ كُلَّمَا الْتَاحَ بَارِقٌ) وأشهر من سمي بمحمد بن مسعود من اهل الاندلس محمد بن مسعود أبو بكر الخشني من أهل جيان الأندلسي يعرف بابن أبي الركب، ووفاته سنة (544هـ) وهو والد أبي ذر الخشني، ومثله في الشهرة أبو عبد الله محمد بن مسعود ابن ابي الخصال القرطبي (ت 540هـ) وديوانه منشور في الموسوعة