
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ولمـا وقفنـا للـوداع ودوننـا
عيـون ترامـى بـالظنون ضميرها
أماطت عن الشمس المنيرة برقعاً
فغيبنـا عن أعين الناس نورها
علي بن يوسف أبو الحسن ابن البقال البغدادي: شاعر فيلسوف، اتهم بالإلحاد، وكان من ندماء الوزير المهلبيوهو الذي قال فيه المتنبي: (ما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع عليه اسم شاعر إلا ابن البقال)وكان من أصدقاء أبي حيان التوحيدي، ذكره في الليلة الأربعين في quotالإمتاع والمؤانسةquot وأشار إلى مذهبه في quotتكافؤ الأدلةquot (1) وذكره مرة ثانية في الليلة نفسها فقال (كان من دهاة الناس) ونقل عنه مناظرة عثمان بن خالد مع ابن الهيثم في الفرق بين الشيعة والسنة. وذكره في الرسالة التي تلت الليلة الأربعين، أثناء تسميته ندماء الوزير المهلبي، ومنهم أبو أحمد ابن الهيثم صاحب المناظره مع عثمان بن خالد.وهو أحد الشعراء الذين نقل ياقوت تراجمهم من كتاب الخالع الرافقي في تراجم شعراء عصره وهو من ذخائر العرب الضائعة، قال ياقوت:قال أبو عبد الله الخالع: هو من أهل بغداد وممن نادم المهلبي ونفق عليه، وكانت له محاضرة حسنة وبضاعة في الأدب صالحة، وطبقة في الشعر جيدة، يذهب مذهب النامي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة، وكان بكثرة نوادره ومزاحه مستطاباً متقبلاً، وكان حسن اليسار جميل الزي يلبس الدراعة، وخلف لما مات ما يزيد على مائة ألف درهم، وكانت وفاته في أيام شرف الدولة ابن عضد الدولة، ومنزله في سكة العجمي من الزبيدية بالجانب الغربي من مدينة السلام، وخلف ابنة وزوجة فأحبت امرأته أحد بني المنجم وزوجت ابنتها به، فأنفقت المال عليه وماتت الزوجة ولازمته أمها تخدمه كما تخدم المنقطعات.قال: وكان ابن البقال بخيلاً جشعاً وكان يتلقاني في أيام عضد الدولة فيقول: يا سيدي ماعندك من حديث الشعراء؟ فأقول: قد أمر لهم بمال ولك بجائزة سنية منها كذا وكذا،ومنها كذا وكذا، وأكثر عليه فيقول:منى إن تكن حقاً تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداولقيني مرة والسلامي معي فسألني عن مثل ذلك فأجبته بمثل الجواب المقدم ذكره، فقال له السلامي: يكذب، والله ما أمر إلا بقطع أيديهم وأرجلهم، فقال: حوالينا الصدود ولا علينا.قال: وكان ابن البقال يترفع عن الاختلاط بالشعراء ويتكبر عليهم، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل إليهم، وكان ابن العميد يقدمه على الناس كلهم ويعظمه، وأحضره المهلبي فأنشده بحضرة المتنبي قصيدة فيه.قال: فحدثني الإمام الهاشمي قال: قال لي المتنبي: ما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع عليه اسم شاعر إلا ابن البقال. قال ابن عبد الرحيم: وحدثني الأستاذ أبو الحسين بن محفوظ وقد جرى ذكر ابن البقال فقال: كان أقل ما فيه الشعر، فغلب عليه وعرف به، وإنه كان يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام، وكان قوياً فيه مقدماً في المعرفة به، وكان يقول بتكافؤ الأدلة وهو بئس المذهب.(1) نقلت كلام التوحيدي هذا في صفحة الديوان لطولها