
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنــوار أنـت كمـا دعيـت نـوار؟
لـم تقـض منـك قضـاءها الأوطـار
يـا لحظـة لحـظ الحمـام معيدها
مــا كــان منــك لنـاظر إنظـار
وإذا تســاقطك الحــديث تخــاله
كأســاً عليـك مـن العقـار تـدار
إنــي ذكرتــك والغــرام مواصـل
نفســاً عليــك يهيجــه التـذكار
متوقــد منــه الضــمير كأنمــا
نيرانـــه مــن وجنتيــك تعــار
هـو فـي الجفـون إذا مرتـه زفرة
مـاء يمـور وفـي الجوانـح نـار
ولــرب ليــل مــن ذراك خمــاره
للنجـم فيـه مـن الغمـام خمـار
قـد قلـت حيـن طلعـت فيـه كبدره
أرأيــت كيــف تشــابه الأقمـار؟
يــا صــاحبيّ قفــا بنجـد عـبرة
حيـث الـدموع إذا ابتـدرن بـدار
فـي منـزل لبسـت بمـا لبس البلى
منــي المشــيب عــذائر وعــذار
ولئن محتـك يـد الخطوب فما امّحى
لهـوى ديـارك فـي الفـؤاد ديـار
ولربمــا اهـتزت ربوعـك بالنـدى
وتنفســــت بنســـيمك الأســـحار
وإذا بـدا يـوم الكريهـة ضـاحكاً
فهنــاك تســكب دمعهـا الأعمـار
حــتى إذا بصــروا بعقـد لـوائه
عقــدت مهابتهــا بــه الأســرار
في شرب هيجاء إذا اصطبحوا القنا
فــالطعن ســكر والحمـام خمـار
لهــم مـن الـبيض الرقـاق تحيـة
فـي حسـوها ومـن الـدماء عقـار
نهضـت بعبـء الملـك منـك عـزائم
للــدهر بيــن عثــارهن عثــار
لــك هضـبة فـي الملـك قحطانيـة
طــرق الحــوادث نحوهــا أوْعَـار
بجبـال أندية الوقار إذا احتبوا
وليـوث ملحمـة الـوغى إن ثاروا
عجبــاً لأبنــاء المهلــب إنهــم
لـم يعـدلوا في المجد حتى جاروا
لــم يطــوهم دهـر مضـى إلا لهـم
بـــالجود فــي آثــاره آثــار
فعطـاؤك الـرزق المقسم في الورى
والــدهر أنــت وسـيفك المقـدار
علي بن يوسف أبو الحسن ابن البقال البغدادي: شاعر فيلسوف، اتهم بالإلحاد، وكان من ندماء الوزير المهلبيوهو الذي قال فيه المتنبي: (ما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع عليه اسم شاعر إلا ابن البقال)وكان من أصدقاء أبي حيان التوحيدي، ذكره في الليلة الأربعين في quotالإمتاع والمؤانسةquot وأشار إلى مذهبه في quotتكافؤ الأدلةquot (1) وذكره مرة ثانية في الليلة نفسها فقال (كان من دهاة الناس) ونقل عنه مناظرة عثمان بن خالد مع ابن الهيثم في الفرق بين الشيعة والسنة. وذكره في الرسالة التي تلت الليلة الأربعين، أثناء تسميته ندماء الوزير المهلبي، ومنهم أبو أحمد ابن الهيثم صاحب المناظره مع عثمان بن خالد.وهو أحد الشعراء الذين نقل ياقوت تراجمهم من كتاب الخالع الرافقي في تراجم شعراء عصره وهو من ذخائر العرب الضائعة، قال ياقوت:قال أبو عبد الله الخالع: هو من أهل بغداد وممن نادم المهلبي ونفق عليه، وكانت له محاضرة حسنة وبضاعة في الأدب صالحة، وطبقة في الشعر جيدة، يذهب مذهب النامي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة، وكان بكثرة نوادره ومزاحه مستطاباً متقبلاً، وكان حسن اليسار جميل الزي يلبس الدراعة، وخلف لما مات ما يزيد على مائة ألف درهم، وكانت وفاته في أيام شرف الدولة ابن عضد الدولة، ومنزله في سكة العجمي من الزبيدية بالجانب الغربي من مدينة السلام، وخلف ابنة وزوجة فأحبت امرأته أحد بني المنجم وزوجت ابنتها به، فأنفقت المال عليه وماتت الزوجة ولازمته أمها تخدمه كما تخدم المنقطعات.قال: وكان ابن البقال بخيلاً جشعاً وكان يتلقاني في أيام عضد الدولة فيقول: يا سيدي ماعندك من حديث الشعراء؟ فأقول: قد أمر لهم بمال ولك بجائزة سنية منها كذا وكذا،ومنها كذا وكذا، وأكثر عليه فيقول:منى إن تكن حقاً تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداولقيني مرة والسلامي معي فسألني عن مثل ذلك فأجبته بمثل الجواب المقدم ذكره، فقال له السلامي: يكذب، والله ما أمر إلا بقطع أيديهم وأرجلهم، فقال: حوالينا الصدود ولا علينا.قال: وكان ابن البقال يترفع عن الاختلاط بالشعراء ويتكبر عليهم، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل إليهم، وكان ابن العميد يقدمه على الناس كلهم ويعظمه، وأحضره المهلبي فأنشده بحضرة المتنبي قصيدة فيه.قال: فحدثني الإمام الهاشمي قال: قال لي المتنبي: ما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع عليه اسم شاعر إلا ابن البقال. قال ابن عبد الرحيم: وحدثني الأستاذ أبو الحسين بن محفوظ وقد جرى ذكر ابن البقال فقال: كان أقل ما فيه الشعر، فغلب عليه وعرف به، وإنه كان يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام، وكان قوياً فيه مقدماً في المعرفة به، وكان يقول بتكافؤ الأدلة وهو بئس المذهب.(1) نقلت كلام التوحيدي هذا في صفحة الديوان لطولها