
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعينــك إذ ســار الخليــط المغــوّر
علــــى كـــل واد دمعـــة تتحـــدر
نعـم إن رسـماً بـات يطـوى بـه النوى
محاســـن كـــانت بـــالأوانس تنشــر
أرى وانيــاً مــن عـبرة كيـف لا ينـي
وعلَّــمَ طرفــاً راقــداً كيــف يســهر
وقفنـــا ومــن ألحاظنــا وقلوبنــا
لنـــا رائدا شـــوق مســرٌّ ومظهــر
يحلـــى ربـــى آرامـــه ونحورنـــا
جفــون بســمطيها مــن الـدمع جـوهر
فمــن بيــن معقــود يــبين فرنــده
علينـــا ومحلـــول عليهـــن ينــثر
وســرب رميــن النجــم فـي أخريـاته
بســافرة عــن وجههــا الشـمس تسـفر
بــدت ويميــن الصــبح يبـدو لثـامه
فلــم يــدر ليــل أي صـبحيه أنـور؟
ومـادت فقلنـا الغصـن جادت به النقى
بمــا آد مـن مجـرى الوشـاح المـؤزر
أعاطــل أجيــاد الأمــاني مـن الـتي
بها الوفر أم ما استهلك العرض أوفر؟
لئن عــد فخـراً لبسـك المجـد مـن أب
فلبـس الفـتى مـن نفسـه المجـد أفخر
ومــاينفع الممتــاح يجلــو مـواردا
إذا كــان ظمآنــاً مـن الـورد يصـدر
ألا بــادرا عــون العــواني برحلــة
يــذل بهــا خــد مـن العيـس أصـعر
أمــا تريــان الليــل يحــدو ظلامـه
بــوجه القبيصــي الصــباح المنــور
فــتى يمــتري ســِجْلَيْ نــداه وبأسـِهِ
لهـــاذمُ تــدمي أو غمــائمُ تمطــر
وكالــدهر لا يــدري الــذي هـو رائم
بخطــب إذا مــا أمَّــهُ كيــف يحــذر
ويــوم رمــاه النقــع منــه بليلـة
كواكبهـــا فيـــه الأســـنة تزهـــر
طلعــن مــن الأغمــاد فـي كـل مـأزق
فلا خـــائن إلا لهـــا منـــه مضــمر
دلفــت كــأن المــوت كــان مـؤامراً
ســـيوفك منـــه والنفـــوس تقطـــر
بمجــر لــه فــي كــل فــج طليعــة
وفـــي كــل أرض منــه ذيــل مجــرر
ســـحبت رداء المــوت فيــه بوقعــة
رداء الفــتى فيـه مـن الطعـن أقمـر
وأضــحكت منــه الجـو والنقـع كـاتم
بـه الشـمس عـن شـمس بها البيض تشهر
بحيـــث شـــفوف الأتحمـــي مفاضـــة
إذا زعــزع الخطــيُّ والتــاج مغفـر
تفــرّق فـي تفريقهـا الهـامُ والْتَقـى
علــى قــدر فيهــا الحمـام المقـدر
عـــزائم يرميـــن الخطــوب كأنمــا
يقــارع منهــا عســكر الـدهر عسـكر
علي بن يوسف أبو الحسن ابن البقال البغدادي: شاعر فيلسوف، اتهم بالإلحاد، وكان من ندماء الوزير المهلبيوهو الذي قال فيه المتنبي: (ما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع عليه اسم شاعر إلا ابن البقال)وكان من أصدقاء أبي حيان التوحيدي، ذكره في الليلة الأربعين في quotالإمتاع والمؤانسةquot وأشار إلى مذهبه في quotتكافؤ الأدلةquot (1) وذكره مرة ثانية في الليلة نفسها فقال (كان من دهاة الناس) ونقل عنه مناظرة عثمان بن خالد مع ابن الهيثم في الفرق بين الشيعة والسنة. وذكره في الرسالة التي تلت الليلة الأربعين، أثناء تسميته ندماء الوزير المهلبي، ومنهم أبو أحمد ابن الهيثم صاحب المناظره مع عثمان بن خالد.وهو أحد الشعراء الذين نقل ياقوت تراجمهم من كتاب الخالع الرافقي في تراجم شعراء عصره وهو من ذخائر العرب الضائعة، قال ياقوت:قال أبو عبد الله الخالع: هو من أهل بغداد وممن نادم المهلبي ونفق عليه، وكانت له محاضرة حسنة وبضاعة في الأدب صالحة، وطبقة في الشعر جيدة، يذهب مذهب النامي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة، وكان بكثرة نوادره ومزاحه مستطاباً متقبلاً، وكان حسن اليسار جميل الزي يلبس الدراعة، وخلف لما مات ما يزيد على مائة ألف درهم، وكانت وفاته في أيام شرف الدولة ابن عضد الدولة، ومنزله في سكة العجمي من الزبيدية بالجانب الغربي من مدينة السلام، وخلف ابنة وزوجة فأحبت امرأته أحد بني المنجم وزوجت ابنتها به، فأنفقت المال عليه وماتت الزوجة ولازمته أمها تخدمه كما تخدم المنقطعات.قال: وكان ابن البقال بخيلاً جشعاً وكان يتلقاني في أيام عضد الدولة فيقول: يا سيدي ماعندك من حديث الشعراء؟ فأقول: قد أمر لهم بمال ولك بجائزة سنية منها كذا وكذا،ومنها كذا وكذا، وأكثر عليه فيقول:منى إن تكن حقاً تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداولقيني مرة والسلامي معي فسألني عن مثل ذلك فأجبته بمثل الجواب المقدم ذكره، فقال له السلامي: يكذب، والله ما أمر إلا بقطع أيديهم وأرجلهم، فقال: حوالينا الصدود ولا علينا.قال: وكان ابن البقال يترفع عن الاختلاط بالشعراء ويتكبر عليهم، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل إليهم، وكان ابن العميد يقدمه على الناس كلهم ويعظمه، وأحضره المهلبي فأنشده بحضرة المتنبي قصيدة فيه.قال: فحدثني الإمام الهاشمي قال: قال لي المتنبي: ما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع عليه اسم شاعر إلا ابن البقال. قال ابن عبد الرحيم: وحدثني الأستاذ أبو الحسين بن محفوظ وقد جرى ذكر ابن البقال فقال: كان أقل ما فيه الشعر، فغلب عليه وعرف به، وإنه كان يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام، وكان قوياً فيه مقدماً في المعرفة به، وكان يقول بتكافؤ الأدلة وهو بئس المذهب.(1) نقلت كلام التوحيدي هذا في صفحة الديوان لطولها