
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا لـي غَـدَوتُ كَقافِ رُؤبَةٍ قُيِّدَت
في الدَهرِ لَم يُقدَر لَها إِجراؤُها
أُعلِلـتُ عِلَّـةَ قـالَ وَهـيَ قَديمَـةٌ
أَعيــا الأَطِبَّـةَ كُلَّهُـم إِبراؤُهـا
طـالَ الثَـواءُ وَقَد أَنى لِمَفاصِلي
أَن تَســتَبِدَّ بِضــَمِّها صــَحراؤُها
فَتَـرَت وَلَـم تَفتُـر لِشـُربِ مَدامَةٍ
بَـل لِلخُطـوبِ يَغولُهـا إِسـراؤُها
مَـلَّ المُقـامُ فَكَـم أُعاشـِرُ أُمَّـةً
أَمَــرَت بِغَيـرِ صـَلاحِها أُمَراؤُهـا
ظَلَموا الرَعيَّةَ وَاِستَجازوا كَيدَها
فَعَـدَوا مَصـالِحَها وَهُـم أُجَراؤُها
فِرَقــاً شـَعَرتُ بِأَنَّهـا لا تَقتَنـي
خَيــراً وَأَنَّ شــِرارَها شـُعَراؤُها
أَثَـرَت أَحـاديثَ الكِـرامِ بِزَعمِها
وَأَجــادَ حَبـسَ أَكُفِّهـا إِثراؤُهـا
وَإِذا النُفـوسُ تَجـاوَزَت أَقدارَها
حَـذوَ البَعـوضِ تَغَيَّـرَت سـَجَراؤُها
كَصـَحيحَةِ الأَوزانِ زادَتهـا القُوى
حَرفــاً فَبـانَ لِسـامِعٍ نَكراؤُهـا
كَرِيَـت فَسـُرَّت بِـالكَرى وَحَياتُهـا
أَكــرَت فَجَـرَّ نَوائِبـاً إِكراؤُهـا
سـُبحانَ خالِقِـكَ الَّـذي قَـرَّت بِـهِ
غَـبراءُ توقَـدُ فَوقَهـا خَضـراؤُها
هَـل تَعرِفُ الحَسَدَ الجِيادُ كَغَيرِها
فَـالبُهمُ تُحسـَدُ بَينَهـا غَرّاؤُهـا
وَوَجَـدتُ دُنيانـا تُشـابِهُ طامِثـاً
لا تَســتَقيمُ لِناكِــحٍ أَقراؤُهــا
هُـوِيَت وَلَـم تُسـعِف وَراحَ غَنِيُّهـا
تَعِبــاً وَفـازَ بِراحَـةٍ فُقَراؤُهـا
وَتَجــادَلَت فُقَهاؤُهـا مِـن حُبِّهـا
وَتَقَـــرَّأَت لِتَنالَهــا قُرّاؤُهــا
وَإِذا زَجَـرتُ النَفـسَ عَن شَغَفٍ بِها
فَكَــأَنَّ زَجــرَ غَويِّهـا إِغراؤُهـا
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).