
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فُقِــدَت فــي أَيّامِـكَ العُلَمـاءُ
وَاِدلَهَمَّــت عَلَيهِــمُ الظَلمــاءُ
وَتَغَشــّى دَهماءَنـا الغَـيُّ لَمّـا
عُطِّلَــت مِـن وُضـوحِها الـدَهماءُ
لِلمَليـــكِ المُــذَكَّراتُ عَبيــدٌ
وَكَـــذاكَ المُؤَنَّثـــاتُ إِمــاءُ
فَـالهِلالُ المُنيفُ وَالبَدرُ وَالفَر
قَـدُ وَالصـُبحُ وَالثَـرى وَالمـاءُ
وَالثُرَيّا وَالشَمسُ وَالنارُ وَالنَث
رَةُ وَالأَرضُ وَالضــُحى وَالســَماءُ
هَـــذِهِ كُلُّهــا لِرَبِّــكَ ماعــا
بَــكَ فـي قَـولِ ذَلِـكَ الحُكَمـاءُ
خَلِّنـي يـا أَخـيَّ أَسـتَغفِرُ الـلَ
هَ فَلَــم يَبـقَ فِـيَّ إِلّا الـذَماءُ
وَيُقـالُ الكِرامُ قَولاً وَما في ال
عَصــرِ إِلّا الشــُخوصُ وَالأَســماءُ
وَأَحـــاديثُ خَبَّرَتهـــا غُــواةٌ
وَاِفتَرَتهــا لِلمَكسـِبِ القُـدَماءُ
هَـذِهِ الشـُهبُ خِلتُهـا شَبَكَ الدَه
رِ لَهــا فَــوقَ أَهلِهـا إِلمـاءُ
عَجَبـاً لِلقَضـاءِ تَـمَّ عَلـى الخَل
قِ فَهمَّــت أَن تُبســِلَ الحَزمـاءُ
أَو مـا يُبصـِرونَ فِعلَ الرَدى كَي
فَ يَبيــدُ الأَصــهارُ وَالأَحمــاءُ
غَلَـبَ المَينُ مُنذُ كانَ عَلى الخَل
قِ وَمــاتَت بِغَيظِهــا الحُكَمـاءُ
فَـاِرقُبي يا عَصامِ يَوماً وَلَو أَنَّ
كِ فـــي رَأسِ شـــاهِقٍ عَصــماءُ
وَأَرى الأَربَــعَ الغَـرائِزَ فينـا
وَهـيَ فـي جُثَّـةِ الفَـتى خُصـَماءُ
إِن تَـوافَقنَ صـَحَّ أَو لا فَمـا يَن
فَــكُّ عَنهـا الإِمـراضُ وَالإِغمـاءُ
وَوَجَــدتُ الزَمــانَ أَعجَـمَ فَظّـاً
وَجُبــارٌ فـي حُكمِهـا العَجمـاءُ
إِنَّ دُنيــاكَ مِــن نَهـارٍ وَلَيـلٍ
وَهــيَ فــي ذاكَ حَيَّــةٌ عَرمـاءُ
وَالبَرايـا حـازوا دُيونَ مَنايا
ســَوفَ تُقضـى وَيَحضـُرُ الغُرَمـاءُ
وَرَدَ القَـومَ بَعـدَما مـاتَ كَعـبٌ
وَاِرتَـوى بِـالنُمَيرِ وَفـدٌ ظِمـاءُ
حَيــوانٌ وَجامِــدٌ غَيــرُ نــامٍ
وَنَبــاتٌ لَــهُ بِســُقيا نَمــاءُ
وَلَـو أَنَّ الأَنامَ خافوا مِنَ العُق
بـى لَمـا جارَت المِياهَ الدِماءُ
أَجدَرُ الناسِ بِالعَواقِبِ في الرَح
مَــةِ قَـومٌ فـي بَـديِهِمُ رُحَمـاءُ
وَغَضــِبنا مِـن قَـولِ زاعِـمِ حَـقٍّ
إِنَّنــا فــي أُصــولِنا لُؤَمـاءُ
أَنـتَ يـا آدَمٌ آدَمُ السـِربِ حَوّا
ؤُكَ فيـــهِ حَــوّاءُ أَو أَدمــاءُ
قَرَمَتنـا الأَيّـامُ هَـل رَثَتِ النَحّ
امَ لَمّــا ثَــوى بِهــا قَرمـاءُ
عــالَمٌ حــائِرٌ كَطَيــرِ هَـواءٍ
وَهَـــوافٍ تَضـــُمُّها الــدَأماءُ
وَكَـأَنَّ الهُمـامَ عَمـرو بنِ دَرما
ءَ فَلَتــهُ مِــن أُمِّــهِ دَرمــاءُ
وَالبَهـارُ الشَميمُ تَحميهِ مِن وَط
ءِ مُعاديـــكَ أَرنَـــبٌ شـــَمّاءُ
وَعَرانـا عـالى الحُطـامِّ ضـِرابٌ
وَطِعــانٌ فــي باطِــلٍ وَرِمــاءُ
أَسـوَدُ القَلـبِ أَسـوَدٌ وَمَـتى ما
تُصــغِ أُذنــي فَــأُذنُهُ صــَمّاءُ
قَـد رَمـى نابِـلٌ فَـأَنمى وَأَصمى
وَلَياليــكَ مــا لَهــا إِنمـاءُ
إِنَّ رَبَّ الحِصـنِ المَشـيدِ بِتَيمـا
ءَ تَـــوَلى وَخُلِّفَـــت تَيمـــاءُ
أَو مَـأَت لِلحِـذاءِ كَـفُّ الثُرَيّـا
ثُــمَّ صــُدَّ الحَــديثُ وَالإيمـاءُ
شـَهَدَت بِالمَليـكِ أَنجُمُهـا السِتَّ
ةُ ثُـــمَّ الخَضــيبُ وَالجَــذماءُ
فَهِـمُ النـاسِ كَـالجُهولِ وَما يَظ
فَــرُ إِلا بِالحَســرَةِ الفُهَمــاءُ
تَلتَقـي فـي الصـَعيدِ أُمٌّ وَبِنـتٌ
وَتَســاوى القَرنــاءُ وَالجَمّـاءُ
وَأَنيـقُ الرَبيـعِ يُـدرِكُهُ القَـي
ظُ وَفيــهِ البَيضـاءُ وَالسـَحماءُ
وَطَريقــي إِلـى الحِمـامِ كَريـهٌ
لَـم تُهَـب عِنـدَ هَـولِهِ اليَهماءُ
وَلَـو أَنَّ البَيـداءَ صـارِمُ حَـربٍ
وَهــيَ مِــن كُـلِّ جـانِبٍ صـَرماءُ
كَيفَ لا يُشرِكُ المُضيقَينِ في النِع
مَــةِ قَــومٌ عَلَيهِــمُ النَعمـاءُ
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).