
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَنَتِ الغَوارِسُ وَاِستَقَلَّ أَخو الغِني
وَسـَعى المُؤَمِّـلُ وَاِستَراحَ اليائِسُ
وَاللُــبُّ حُـرفٌ وَالجَهالَـةُ نِعمَـةٌ
وَالكَيّـسُ الفَطِـنُ الشـَقيُّ الكائِسُ
وَإِذا رَجَعتَ إِلى الحَقائِقِ لَم يَكُن
فـي العـالَمِ البَشـَريِّ إِلّا بـائِسُ
وَالمَـوتُ بـازٍ وَالنُفـوسُ حَمـائِمُ
وَهِزَبــرُ عِرَّيــسٍ وَنَحــنُ فَـرائِسُ
إِنَّ الأَوانِــسَ أَن تَـزورَ قُبورَهـا
خَيـرٌ لَهـا مِـن أَن يُقـالَ عَرائِسُ
كَـم نـالَ قَبلَكَ في طَعّامِكَ مِن يَدٍ
نَصــَبٌ إِلــى أَن لاسَ قُوتَــكَ لائِسُ
فَكَــــوارِبٌ وَزَوارِعٌ وَكَــــوافِرٌ
وَحَواصــــِدٌ وَجَوامِــــعٌ وَدَوائِسُ
وَخُطــوبُ دَهــرٍ غَيـرُ ذَلِـكَ جَمَّـةٌ
دونَ اِغتِــذائِكَ وَالأَُمـورُ لَبـائِسُ
وَكَــذاكَ مـا عَنّـاهُمُ حَتّـى رَأوا
شـَجَراً بِهـا ثَمَـرُ النَدامَةِ نائِسُ
وَمَتّـى رَكِبتَ إِلى الدِيانَةِ غالَها
فِكَـرٌ عَلـى حُسـنِ الضـَميرِ دَسائِسُ
وَالعَقـلُ يَعجَـبُ وَالشـَرائِعُ كُلُّها
خَبَــرٌ يُقَلَّــدُ لَـم يَقِسـهُ قـائِسُ
مُتَمَجِّســـونَ وَمُســلِمونَ وَمَعشــَرٌ
مُتَنَصـــِّرونَ وَهــائِدونَ رَســائِسُ
وَبُيــوتُ نيــرانٍ تُـزارُ تَعَبُّـداً
وَمَســـاجِدٌ مَعمـــورَةٌ وَكَنــائِسُ
وَالصــائِبونَ يُعَظَّمــونَ كَواكِبـاً
وَطِبـاعُ كُـلٍّ فـي الشـُرورِ حَبائِسُ
أَنّـي يَنـالُ أَخو الدِيانَةِ سُؤدَداً
وَمَـآرِبُ الرَجُـلِ الشـَريفِ خَسـائِسُ
وَإِذا الرِئاسـَةُ لَـم تُعَن بِسِياسَةٍ
عَقليَّــةٍ خَطِـئَ الصـَوابَ السـائِسُ
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).