
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنّـا مَعاشـِرَ هَـذا الخَلقِ في سَفَهٍ
حَتّــى كَأَنّـا عَلـى الأَخلاقِ نَختَلِـفُ
إِنَّ الرِجـالَ إِذا لَـم يَحمِهـا رَشَدٌ
مِثلُ النِساءِ عَراها الخُلفُ وَالخُلُفُ
أَلا تَـرى جَمـعَ مـا لا عَقـلَ يُسنِدُهُ
جَمـعَ المُـؤَنَّثِ فيـهِ التاءُ وَالأَلِفُ
وَيوصـَفُ القَـومُ في العَلياءِ أَنَّهُمُ
شــُمُّ الأُنـوفِ وَفـي آنـافِهِم ذَلَـفُ
كَــم مِـن أَخٍ بِـأَخيهِ غَيـرَ مُتَّصـِلٍ
كَـالعَينِ لَيسَت بِلَفظِ الخاءِ تَأتَلِفُ
تَلافَ أَمــرَكَ مِـن قِبَـلِ التَلافِ بِـهِ
فَغايَـةُ النـاسِ في دُنياهُمُ التَلَفُ
وَلا تَقــولَن إِذا مـا جِئتَ مُخزِيَـةً
قَـولَ الغُواةِ عَلى هَذا مَضى السَلَفُ
لا تَحلِفَــنَّ عَلــى صــِدقٍ وَلا كَـذِبٍ
فَمـا يُفيـدُكَ إِلّا المَـأثَمَ الحَلِـفُ
لَــولا حِـذارِيَ أَنَّ اللَـهَ يَسـأَلُني
عَمّـا فَعَلـتُ لَقَلَّـت عِنـدِيَ الكُلَـفُ
كُنّـا فُتـوّاً فَقَـد مُدَّ البَقاءُ لَنا
حَتّـى غَـدَونا وَمِنّا الشَيبُ وَالدُلُفُ
يَفنـى الزَمـانُ وَأَنفاسُ الأَنامُ لَهُ
خُطــىً بِهِـنَّ إِلـى الآجـالِ يَزدَلِـفُ
وَأُمُّ دَفــرٍ فَــروكٌ وافَقَـت صـَلَفاً
مِنّـي وَكـانَ جَـزاءَ الفارِكِ الصَلَفُ
وَكَـم ضـَحِكتُ إِلَيهـا وَهِـيَ عابِسـَةٌ
ثُـمَّ اِفتَكَـرتُ فَـزالَ الحُبُّ وَالكَلَفُ
وَالناسُ مِن أَربَعٍ شَتّى إِذا اِئتَلَفَت
رُدَّت إِلـى سـَبعَةٍ في الحُكمِ تَختَلِفُ
إِقـرَأ كَلامـي إِذا ضَمَّ الثَرى جَسَدي
فَــإِنَّهُ لَــكَ مِمَّــن قــالَهُ خَلَـفُ
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).