
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تُفَــدّيكَ النُّفــوسُ ولا تَفــادى
فـأدْنِ القُـرْبَ أوْ أطِلِ البِعادا
أرانــا يـا علِـيّ وإنْ أقَمْنـا
نُشــاطِرُكَ الصـَّبابَةَ والسـُّهادا
ولــولا أنْ يُظَــنّ بنــا غُلُــوٌّ
لزِدْنـا في المقالِ مَن اسْتَزادا
وقيــل أفـادَ بالأسـْفارِ مـالا
فقُلْنـا هـل أفـادَ بهـا فؤادا
وهــل هــانَتْ عَزائِمُــهُ ولانَـتْ
فقــد كـانَت عرائِكُهـا شـِدادا
إذا سـارَتْكَ شـُهْبُ الليـل قالت
أعــانَ الُلـه أبْعَـدَنا مُـرادا
وإنْ جارَتْـكَ هُـوجُ الرّيـحِ كانت
أكَـــلَّ رَكائبــاً وأقَــلَّ زادا
إذا جَلّـى ليـالي الشـهرِ سـَيْرٌ
عليــكَ أخَـذْتَ أسـْبَغَها حِـدادا
تَخَيَّــرُ ســُودَها وتقـول أحْلـى
عُيـونِ الخَلْـقِ أكثرُهـا سـَوادا
تَضـَيَّفُكَ الخَوامِـعُ فـي المَوامي
فَتَقْريهِــنَّ مَثْنــى أو فُــرَادَى
ويَبْكــي رِقَّــةً لــكَ كـلُّ نَـوْْءٍ
فتَمْلأ مِــن مَــدامِعِهِ المَـزادا
إذا صـاحَ ابـنُ دأيَةَ بالتّداني
جَعَلْنــا خِطْــرَ لِمَّتِــهِ جِسـادا
نُضــَمِّخُ بــالعَبيرِ لـه جَناحـاً
أحَــمَّ كــأنّهُ طُلِــيَ المِـدادا
سـنَلْثَمُ مـن نَجائِبِـكَ الهَـوادي
ونَرْشـُفُ غِمْـدَ سـيفِكَ والنِّجـادا
ونَسْتَشــْفي بِســُؤرِ جَـوادِ خَيْـلٍ
قَـدِمْتَ عليـه إنْ خِفْنا الجُوَادا
كأنّــكَ مِنْــهُ فـوقَ سـَماءِ عِـزٍّ
وقــد جُعِلَــتْ قَـوائِمُه عِمـادا
إذا هـــادَى أخٌ مِنّــا أخــاهُ
تُرابَـكَ كـان ألْطَـفَ مـا يُهادى
كــأنَّ بنـي سـَبيكَةَ فـوقَ طَيْـرٍ
يَجوبــونَ الغَـوائِرَ والنِّجـادا
أَبِالإســْكَنْدَرِ المَلِـكِ اقتَـدَيْتُمْ
فمـا تَضـَعونَ فـي بَلَـدٍ وِسـادا
لعَلَّـكَ يـا جَليـدَ القَلْـبِ ثـانٍ
لأوّلِ ماســــِحٍ مَســــَحَ البِلادا
بِعِيــسٍ مِثْـلَ أطـرافِ المَـداري
يخُضـْنَ مـن الـدُّجى لِمَماً جِعادا
علامَ هَجَــرْتَ شــرْقَ الأرضِ حــتى
أتَيْـتَ الغَـرْبَ تَخْتَبِـرُ العِبادا
وكـانتْ مِصـْرُ ذاتُ النيـلِ عَصْراً
تُنـافِسُ فيـكَ دِجْلَـةَ والسـّوادا
وإنّ مِـن الصـَّراةِ إلـى مَجَرّ ال
فُــراتِ إلــى قُوَيْـقٍ مُسـْتَرَادا
مِيـاهٌ لـو طَرَحْـتَ بهـا لُجَيْنـاً
ومُشــْبِهَهَا لَمُيّــزَتِ انْتِقــادا
فـإنْ تَجِدِ الدّيَار كما أراد ال
غَريـبُ فمـا الصّديقُ كما أرادا
إذا الشِّعْرَى اليَمانِيَةُ استَنارَتْ
فجَـــدِّدْ للشــّآمِيَةِ الــوِدادا
فللشــّامِ الوَفــاءُ وإنْ سـِواهُ
تَـوافَى مَنْطِقـاً غَـدَرَ اعتِقـادا
ظَعَنْــتَ لِتَســْتَفيدَ أخـاً وفِيّـاً
وضــَيّعْتَ القَــديمَ المُسـْتَفادا
وســِرْتَ لتَـذْعَرَ الحِيتـانَ لمّـا
ذَعَـرْتَ الـوَحْشَ والأُسـُدَ الوِرادا
وليْـلٍ خـافَ قَـوْلَ النّـاسِ لمّـا
تَــوَلّى ســارَ مُنْهَزِمـاً فعـادا
دَجــا فتَلَهّــبَ المِرّيــخُ فيـه
وألْبَـسَ جَمْـرَةَ الشـمسِ الرّمادا
كأنّــكَ مِــن كــواكِبِهِ ســُهَيْلٌ
إذا طَلَــعَ اعتِـزالاً وانْفِـرادا
جَعَلْـتَ الناجِيـاتِ عليـه عَوْنـاً
فلــم تَطْعَـمْ ولا طَعِمَـتْ رُقـادا
تَــوَهَّمُ أنّ ضــَوْءَ الفَجْــرِ دانٍ
فلــم تَقْــدَحْ بظِنَّتِهـا زِنـادا
ومــا لاحَ الصـّباحُ لهـا ولكِـنْ
رأتْ مـن نـارِ عَزْمَتِـكَ اتّقـادا
قطَعْــتَ بحارَهــا والبَـرَّ حـتى
تَعــالَلْتَ السـّفائِنَ والجِيـادا
فلــم تَتْــرُكْ لجارِيَـةٍ شـِراعا
ولــم تَتْــرُكْ لعَادِيَـةٍ بِـدادا
بــأرْضٍ لا يَصـوبُ الغَيْـثُ فيهـا
ولا تَرْعَـى البُداةُ بها النِّقادا
وأُخْــرَى رُومُهــا عَـرَبٌ عليهـا
وإنْ لـم يَرْكَبـوا فيهـا جَوادا
سـِوى أنّ السـّفِينَ تُخـالُ فيهـا
بُيـوتَ الشـَّعْرِ شـَكْلاً واسـْوِدادا
ديــارُهُمُ بهِــمْ تَسـْري وتَجـري
إذا شـاءوا مُغـاراً أوْ طِـرادا
تَصــَيَّدُ ســَفْرُها فـي كُـلّ وَجْـهٍ
وغايَــةُ مَـنْ تَصـَيّدَ أن يُصـادا
تكــادُ تكـونُ فـي لَـوْنٍ وفِعْـلٍ
نَواظِرُهــا أســِنَّتَها الحِـدادا
أقِــمْ فـي الأقْرَبِيـنَ فكُـلُّ حَـيّ
يُــرَاوَحُ بالمَعِيشـَةِ أوْ يُغـادى
وليــس يُــزادُ فـي رِزْقٍ حَريـصٌ
ولـو رَكِـبَ العَواصـِفَ كي يُزادا
وكيْــفَ تَسـيرُ مُبْتَغِيـاً طريفـاً
وقــد وَهَبَــتْ أنامِلُـكَ التِّلادا
فمــا يَنْفَــكُّ ذا مــالٍ عَتِيـدٍ
فـتىً جَعَـلَ القُنـوعَ لـه عَتادا
ولــو أنّ السـّحابَ هَمَـى بعَقْـلٍ
لَمَـا أرْوى مـع النّخْلِ القَتادا
ولـو أعطـى علـى قَدْرِ المَعالي
سـَقى الهَضَباتِ واجْتَنَبَ الوِهادا
ومـا زِلْـتَ الرّشـيدَ نُهىً وحاشَا
لفَضــْلِكَ أنْ أُذَكّــرَهُ الرّشـادا
ومِثلُـــكَ للأصـــادِقِ مُســتَقِيد
وشــَرُّ الخيْـلِ أصـْعبُها قِيـادا
ورُبّ مُبــالِغٍ فــي كَيْــدِ أمْـرٍ
تقــولُ لــه أحِبَّتُـه اقْتِصـادا
وذي أمَــلٍ تَبَصــَّرَ كُنْــهَ أمْـرٍ
فقَصــَّرَ بَعْــدَما أشـْفى وَكـادا
نُراسـِلُكَ التّنَصـّحَ فـي القَوافي
وغيــرُكَ مَـنْ نُعَلّمُـهُ السـَّدادا
فـإن تَقْبَـلْ فـذاك هَـوَى أُنـاس
وإنْ تَـرْدُدْ فلـم نـألُ اجْتِهادا
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).