
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إبِلاً مـا أخَـذْتَ بـالنَّثْرَةِ الحَصْ
داءِ يــا خُســْرَ بـائِعٍ مَحْـرُوبِ
وهْـيَ بيضـاءُ مثْلَما أوْدَعَ الصّيْ
فُ حِمـى الوَهْـدِ نُطْفَـةَ الشّؤبوبِ
فـإذا مـا نَبَـذْتَها فـي مَكـانٍ
مُســْتَوٍ هَــمَّ سـَرْدُها بالـدّبِيب
كهِلالِ الحَيــــاةِ أو كقَميـــصٍ
لِهلالِ الحَيّـــاتِ غيــرِ مَجُــوب
وإذا صـادَفَتْ حَـدوراً جَـرَتْ فِـي
هِ إراقَ الشـّريبِ مـاءَ الـذَّنوب
كَـفَّ ضـَرْبَ الكُمـاةِ فـي كُلّ هَيْجٍ
فَضــَلاتٌ مِــنْ ذَيْلِهـا المَسـْحُوب
نَثْـرَةٌ مِـن ضَمانِها للقَنا الخَطْ
طِـيّ عنـدَ اللّقـاءِ نَثْرُ الكُعوب
مثـلُ وَشـْيِ الوَليدِ لانَتْ وإنْ كا
نَـتْ مِـنَ الصـُّنْعِ مِثْلَ وَشْيِ حَبيب
تلـكَ ماذِيّـةٌ ومـا لـذُبابِ الصْ
صـَيْفِ والسـّيْفِ عنـدها من نَصِيب
ولِـــدَاتٌ لهــا تُــوَهِّمُ غِــرًّا
أنّ حُمْـرَ العِيـابِ خُضـْرُ الغُروب
وتَراهـا كأنّهـا فـي يَـدِ المُعْ
طـشِ سـَجْلٌ أتـى بـه مـن قَليـب
وعصـَتْ مـن عواصـِفِ الحَرْبِ أمْراً
قَبِلَتْــهُ مِــنْ شــَمْأَلٍ وجَنــوب
تركَـــتْ بالمُهَنّــداتِ فُلــولاً
فـي خَشـِيبٍ منهـا وغيـرِ خَشـِيب
والسـِّنانِ الّـذي يُصـاغُ على صِنْ
فَــيْ رَدى مِــن تَمَــوّجٍ ولَهيـب
جارِياّ ماءُ الحَتْفِ مِنْ غِيَرِ الدّه
رِ إليـه كالمـاءِ فـي الأنْبـوب
راكِبـاً يَطْلُـبُ المَنـونَ ذُرَى عِشْ
رِيـنَ لم يَدْرِ كيْفَ مَعنى الرّكوب
كنَـوَى القَسْبِ كِدْتَ تَسْمَعُ في الآ
خِـرِ منهـا للمـوْتِ مِثلَ القَسيب
خِلْتَهـا شـاهَدَتْ وقائعَ في السّا
لِــفِ غَشــّتْ سـُيوفَها بـالعُيوب
غـادَرَتْ فـي سـَيْفَيْ سَلامَةَ والصّمْ
صــَامِ والقُرْطُبَــى رِدافَ نُـدُوب
وحُسـامِ ابـنِ ظـالِمٍ صاحبِ الحَيْ
يَــةِ ســُمّيهِ كــانَ بـالمَعْلوب
وعلـى المَلْـكِ يـومَ عَيْـنِ أُباغٍ
نَكّلَـــتْ حَــدّ مِخْــذَمٍ ورَســوب
ونَهَـتْ ذا الفَقـارِ لـولا قَضـاءٌ
بُــتَّ مِــن غـالِبٍ علـى مَغْلـوب
زَبَـدٌ طـارَ عـن رُغـاءِ المَنايا
فاحتَسَى البِيضُ كارْتِغاءِ الحَليب
غيـرَ أنّ السـّوامَ أقْرَى لمنْ جَا
ءَ بليْــل مـن صـاحِبٍ أو جَنيـب
إنْ أبَـى دَرُّها النّزُولَ مِنَ الخِلْ
فِ حَلَبْنــا لهـمْ مِـن العُرْقـوب
مُســْتَطِيراً كـأنّهُ بـارِقُ المُـزْ
نِ تَجَلّـى مـن الغَمـامِ السـَّكوب
حَلَبــاً يمْلأ الجِفــانَ ســَديفاً
يَرْعَــبُ الغالِيــاتِ بـالتَّرْعِيب
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).