
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَقَطَّـــعَ بـــاقِي وَصــْلِ أُمِّ مُؤَمَّــلٍ
بِعاقِبَــةٍ وَاســْتَبْدَلَتْ نِيَّــةً خُلْفـا
وَقَـدْ حَلَفَـتْ بِـاللَّهِ لا تَقْطَـعُ الْقُوَى
فَمـا صـَدَقَتْ فِيـهِ وَلا بَـرِّتِ الْحَلْفـا
خُفافِيَّــةٌ بَطْــنُ الْعَقِيــقِ مَصـِيفُها
وَتَحْتَـلُّ فِـي الْبادِينَ وَجْرَةَ فَالْعُرْفا
فَــإِنْ تَتْبَــعِ الْكُفَّــارَ أُمُّ مُؤَمَّــلٍ
فَقَـدْ زَوَّدَتْ قَلْبِـي عَلَـى نَأْيِها شَغْفا
وَســَوْفَ يُنَبِّيهــا الْخَبِيــرُ بِأَنَّنـا
أَبَيْنـا وَلَـمْ نَطْلُـبْ سِوى رَبِّنا حِلْفا
وَأَنَّــا مَـعَ الْهـادِي النَّبِـيِّ مُحَمَّـدٍ
وَفَيْنـا وَلَـمْ يَسـْتَوْفِها مَعْشـَرٌ أَلْفا
بِفِتْيــانِ صــِدْقٍ مِــنْ سـُلَيْمٍ أَعِـزَّةٍ
أَطـاعُوا فَمـا يَعْصُونَ مِنْ أَمْرِهِ حَرْفا
خُفــافٌ وَذَكْــوانٌ وَعَــوْفٌ تَخــالُهُمْ
مَصـاعِبَ زافَـتْ فِـي طَرُوقَتِهـا كُلْفـا
كَـأَنَّ نَسـِيجَ الشـُّهْبِ وَالْبِيـضَ مُلْبَـسٌ
أُسـُوداً تَلاقَـتْ فِـي مَراصـِدِها غُضـْفا
بِنــا عَـزَّ دِيـنُ اللـهِ غَيْـرَ تَنَحُّـلٍ
وَزِدْنـا عَلَـى الْحَـيِّ الَّذِي مَعَهُ ضِعْفا
بِمَكَّــةَ إِذْ جِئْنــا كَــأَنَّ لِواءَنــا
عُقـابٌ أَرادَتْ بَعْـدَ تَحْلِيقِهـا خَطْفـا
عَلَــى شـُخَّصِ الْأَبْصـارِ تَحْسـِبُ بَيْنَهـا
إِذا هِـيَ جـالَتْ فِـي مَراوِدِهـا عَزْفا
غَـداةَ وَطِئْنـا الْمُشـْرِكِينَ وَلَـمْ نَجِدْ
لِأَمْــرِ رَسـُولِ اللـهِ عَـدْلاً وَلا صـَرْفا
بِمُعْتَــرَكٍ لا يَســْمَعُ الْقَــوْمُ وَسـْطَهُ
لَنـا زَجْمَـةً إِلَّا التَّـذامُرَ وَالنَّقْفـا
بِبِيـضٍ تُطِيـرُ الْهـامَ عَـنْ مُسـْتَقَرِّها
وَنَقْطِـفُ أَعْنـاقَ الْكُمـاةِ بِهـا قَطْفا
فَكــائِنْ تَرَكْنــا مِـنْ قَتِيـلٍ مُلَحَّـبٍ
وَأَرْمَلَـةٍ تَـدْعُو عَلَـى بَعْلِهـا لَهْفـا
رِضا اللهِ نَنْوِي لا رِضا النَّاسِ نَبْتَغِي
وَلِلَّـهِ مـا يَبْـدُو جَمِيعـاً وَما يَخْفَى
العبّاس بن مِرْداس السُّلَمِيّ، أبو الهيثم-وقيل أبو الفضل-، شاعرٌ مخضرمٌ من شعراء سُلَيْم وأشرافِهم، وأحد فرسان الجاهليّة وشعرائها المذكورين، لمَعَ اسمه في قبيلته سُلَيم، كما ذاع صيته في قبيلته الكبرى قيس عيلان. دار شعره قبل الإسلام حول الحماسة وذكر المعارك والدّفاع عن القبيلة، بالإضافة إلى الهجاء والاقتتال مع قبيلته ذاتها، خاصّة مع هجاء خفاف بن ندبة الذي كان ينافسه على زعامة بني سُلَيم بعد موت صخر بن عمرو بن الشريد -أخي الخنساء الشاعرة المشهورة- في يوم ذات الأثل. ولمْ يكن العبّاس من المسلمين المتقدّمين برغم أنّه من رواة الحديث المقلّين؛ فقد عدّه ابن حزم من أصحاب الأربعة أي الذين رَوَوْا أربعة أحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وله شعرٌ في امتداح النّبيّ صلى الله عليه وسلّم.